Atwasat

قندهار معقل «طالبان».. نساء يتحدين الخوف ويخرجن في الشوارع للعمل والدراسة

القاهرة - بوابة الوسط السبت 09 أكتوبر 2021, 05:36 مساء
WTV_Frequency

باتت شوارع قندهار، معقل «طالبان» في أفغانستان، شبه خالية من النساء منذ أن سيطرت الحركة على البلد في منتصف أغسطس، غير أن فريشتة وفوزية وأخريات يتحدين الخوف لمواصلة العمل أو الدراسة.

يسيطر الخوف ذاته على فيريشتة (23 عامًا) وزهرة (24 عامًا)، إذ تخشيان أن تصادفا عنصرًا من «طالبان» في الشارع وأن يرشقهما بالأسيد لثنيهما عن الخروج لمتابعة الدراسة، وفق «فرانس برس».

مخاوف من الماضي
منذ عودتهم إلى السلطة في منتصف أغسطس، لم يهاجم عناصر «طالبان» في قندهار النساء اللواتي يخرجن للدراسة أو العمل في قندهار، بحسب شهادات متطابقة. 

يعود آخر هجوم بالأسيد على تلميذات وطالبات في المدينة إلى أكثر من اثني عشر عامًا. لكن ذكريات التسعينيات القاسية لا تزال ماثلة في الأذهان، عندما كانت الحركة تحظر على النساء العمل أو الدراسة أو الخروج بمفردهن أو دون البرقع، ووقعها في النفوس كافٍ لثني النساء عن ارتياد الشوارع التجارية.

-  أفغانستان: الفتيات يعدن للدراسة في ولاية قندوز ويمنعن في باقي أنحاء البلاد
- تنظيم «داعش - ولاية خراسان» يتبنى الهجوم على مسجد قندوز في أفغانستان

ويمكن رؤية بضع نساء بالبرقع يعبرن مسرعات بين متجرين، وهن يحملن أكياس تسوق. قالت فيريشتة نزاري، مديرة مدرسة «صوفي صاحب» للبنات في قندهار، لوكالة «فرانس برس»: «كنا من قبل نشعر بالسعادة لدى قدومنا للعمل، لكن التوتر يسيطر علينا اليوم». وتابعت: «في الشارع، لا يتوجه طالبان اإلينا بالكلام ولكنهم ينظرون إلينا شذرًا».

لا نذهب إلى أي مكان
وفي المدرسة التي تديرها «لم يعد معظم الأهالي يرسلون بناتهم إلى المدرسة بعد سن العاشرة» لأنهم «لم يعودوا يشعرون بأنهن بأمان في هذا المجتمع».  وأفادت بأن 700 فتاة يحضرن إلى المدرسة حاليًا مقابل 2500 في المعتاد.

وتؤكد فوزية، وهي طالبة في كلية الطب تبلغ من العمر 20 عامًا، وفضلت استخدام اسم مستعار لاسباب أمنية، «باستثناء التسوق، الذي نقوم به بسرعة، لم نعد نذهب إلى أي مكان. ونعود بسرعة إلى المنزل» ، بينما يقضي الرجال وقتهم في الدردشة لساعات طويلة، على الرصيف أو في المطاعم أو مقاهي النرجيلة.

 اعتداءات بالأسيد
وقررت زهرة، وهي طالبة رياضيات تستخدم هي أيضًا اسمًا مستعارًا، عدم الذهاب إلى الكلية، على غرار العديد من صديقاتها، بعد تداول شائعات مجهولة المصدر عن احتمال وقوع اعتداءات بالأسيد، مفضلة عدم المجازفة.

وتقول: «بالنسبة لي، الحياة أهم من أي شيء آخر». لكن بعض النساء ليس لهن حرية الخيار، مثل فيريشتة وزميلاتها المعلمات اللواتي ينتظرن الحصول على رواتبهن المجمدة منذ سقوط الحكومة السابقة قبل شهرين تقريبًا.

وتتنهد المديرة الشابة التي تضع على رأسها وشاحًا أسود مطرزًا قائلة: «قد نضطر في نهاية المطاف إلى التسول في السوق». وقالت زميلتها: «لم يعد لدينا نقود. خسر زوجي عمله، ولابد لي من إطعام طفلينا»، مشيرة إلى أنها «تعاني الاكتئاب» على غرار عديد النساء الأخريات.

تطمينات من طالبان
وتؤكد «طالبان» رسميًا أنهم تخلوا عن نظامهم الصارم الذي ساد في التسعينيات. ويقول الملا نور أحمد سعيد، أحد مسؤولي «طالبان» في محافظة قندهار: «لم نحرم النساء شيئًا».

وأضاف: «إذا لم يشعرن بالأمان أو لم يعدن إلى العمل، فهذه مشكلتهن»، موضحًا أن حركة «طالبان» التي تتبع «أحكام الإسلام» قبل كل شيء «تواصل دراسة» الموضوع.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
«ناتو» يوافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
«ناتو» يوافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
بعد استهداف إيران.. باريس تدعو الى وقف التصعيد العسكري
بعد استهداف إيران.. باريس تدعو الى وقف التصعيد العسكري
اختيار هيئة المحلفين في المحاكمة التاريخية لترامب
اختيار هيئة المحلفين في المحاكمة التاريخية لترامب
«سنتكوم»: الولايات المتحدة لم تشن ضربات في العراق
«سنتكوم»: الولايات المتحدة لم تشن ضربات في العراق
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم