أكدت السلطات الصحية في غينيا، اليوم الإثنين، تسجيل حالة إصابة بمرض فيروس «ماربورغ» في محافظة غويكيدو الجنوبية. فيما قالت منظمة الصحة العالمية إنها المرة الأولى التي يجري فيها التعرف على مرض ماربورغ، شديد العدوى الذي يسبب الحمى النزفية، في البلاد، وفي غرب أفريقيا.

وأوضحت المنظمة عبر موقعها على الإنترنت أن فيروس «ماربورغ» ينتمي إلى نفس عائلة الفيروس المسبب لـ«إيبولا»، واكتشف بعد أقل من شهرين من إعلان غينيا نهاية تفشي فيروس «إيبولا» الذي اندلع في وقت سابق من هذا العام.

تفاصيل أول حالة مصابة بفيروس «ماربورغ»
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن عينات مأخوذة من مريض متوفى جرى تحليلها من قبل مختبر ميداني في جيكيدو وكذلك معمل الحمى النزفية الوطنية في غينيا أكدت أن الحالة كانت «إيجابية» لفيروس «ماربورغ»، كما أكدت تحليلات أخرى أجراها معهد باستير في السنغال النتيجة.

وأشارت المنظمة إلى أن المريض سعى للعلاج في عيادة محلية في منطقة كوندو في جيكيدو، حيث أرسل فريق تحقيق طبي للتحقيق في أعراضه المتفاقمة.

وأشاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لغرب أفريقيا الدكتور ماتشيديسو مويتي باليقظة والتحقيق السريع الذي قام به العاملون الصحيون في غينيا. وقال «إن احتمال انتشار فيروس ماربورغ على نطاق واسع يعني أننا بحاجة إلى إيقافه في مساره».

وأضاف: «نحن نعمل مع السلطات الصحية لتنفيذ استجابة سريعة تعتمد على تجربة غينيا السابقة وخبرتها في إدارة الإيبولا، الذي ينتقل بطريقة مماثلة».

وغويكيدو التي سجلت أول إصابة بفيروس «ماربورغ»، هي أيضًا نفس المنطقة التي تم فيها اكتشاف حالات تفشي فيروس إيبولا في عام 2021 في غينيا بالإضافة إلى انتشاره غرب أفريقيا خلال الفترة من 2014-2016.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الجهود جارية للعثور على الأشخاص الذين ربما كانوا على اتصال بالحالة المصابة، مع ظهور المرض لأول مرة في البلاد، حيث تطلق السلطات الصحية تثقيفًا عامًا وتعبئة مجتمعية لزيادة الوعي وحشد الدعم للمساعدة في الحد من انتشار العدوى.

خبراء من منظمة الصحة العالمية يساعدون في التحقيق
وأوضحت المنظمة أن فريق أولي من 10 خبراء من منظمة الصحة العالمية، بما في ذلك علماء الأوبئة وعلماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية، موجود على الأرض للمساعدة في التحقيق في الحالة ودعم السلطات الصحية الوطنية لتسريع الاستجابة للطوارئ، بما في ذلك تقييم المخاطر، ومراقبة الأمراض، وتعبئة المجتمع، والاختبار، والرعاية السريرية والوقاية من العدوى وكذلك الدعم اللوجستي.

كما أكدت المنظمة أنه يجري تعزيز المراقبة عبر الحدود للكشف السريع عن أي حالات، مع وضع الدول المجاورة في حالة تأهب، لافتة إلى أن أنظمة مكافحة الإيبولا المعمول بها في غينيا وفي البلدان المجاورة أثبتت أنها حاسمة في الاستجابة الطارئة لفيروس ماربورغ.

كيف ينتقل فيروس «ماربورغ» إلى البشر
ينتقل فيروس «ماربورغ» إلى البشر من خفافيش الفاكهة، وينتشر بين البشر من خلال الاتصال المباشر بالسوائل الجسدية للأشخاص المصابين والأسطح والمواد. ويبدأ المرض فجأة مع ارتفاع في درجة الحرارة وصداع شديد وتوعك. وتظهر على العديد من المرضى علامات نزيف حاد في غضون سبعة أيام. وتفاوتت معدلات وفاة الحالات من 24٪ إلى 88٪ في حالات التفشي السابقة اعتمادًا على سلالة الفيروس وإدارة الحالة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وقالت المنظمة إنه على الرغم من عدم وجود لقاحات أو علاجات مضادة للفيروسات معتمدة لعلاج الفيروس، إلا أن الرعاية الداعمة - معالجة الجفاف بالسوائل الفموية أو الوريدية - وعلاج أعراض معينة، تُحسن البقاء على قيد الحياة، مشيرة إلى أنه يجري تقييم مجموعة من العلاجات المحتملة، بما في ذلك منتجات الدم والعلاجات المناعية والعلاجات الدوائية.

ونوهت الصحة العالمية إلى أنه في أفريقيا جرى الإبلاغ عن حالات تفش وحالات متفرقة في أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وجنوب أفريقيا وأوغندا.