أكّد دبلوماسيون الأحد أنّ المفاوضين باتوا «أقرب» إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لكن مع بقاء بعض النقاط الشائكة، وذلك بعد انتهاء الجولة السادسة من المحادثات.
ومنذ أبريل تعقد جولات محادثات بين الدول الكبرى وإيران ترمي إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم في العام 2015، وفق «فرانس برس».
أقرب الى اتفاق
وجاء لقاء الأحد غداة فوز رجل الدين المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية خلفا لحسن روحاني. وصرّح الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا الذي يرأس اللجنة المشتركة لمحادثات الاتفاق النووي في فيينا للصحفيين «نحن أقرب الى اتفاق لكننا لم نصل بعد».
- مباحثات النووي الإيراني.. بين آمال تحقيق اختراق خلال أسابيع ونجاح مرتقب «غير مضمون»
- جولة جديدة من محادثات «النووي الإيراني» في فيينا
وأضاف مورا أنه يتوقع في الجولة المقبلة «عودة الوفود من العواصم بتعليمات أكثر وضوحا وأفكار أكثر وضوحا حول كيفية إتمام الاتفاق بشكل نهائي». ولم يوضح مورا موعد استئناف المحادثات، مشيرا إلى أن المشكلة الرئيسية تظل إيجاد حل «في هذا التوازن الدقيق» بين رفع العقوبات الأميركية عن إيران والتراجع عن الأنشطة النووية المتصاعدة لطهران.
وترمي مفاوضات فيينا إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 والذي يرفع العقوبات عن إيران مقابل ضمانات بعدم سعيها لحيازة سلاح ذري.
الانسحاب الأميركي
لكنّ واشنطن انسحبت من الاتفاق في العام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات على طهران. وردّاً على الانسحاب الأميركي، قامت إيران اعتبارا من العام 2019، بالتراجع تدريجا عن احترام غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وتعهّدت طهران العودة للتقيّد التام ببنود الاتفاق ما أن ترفع الإدارة الأميركية عقوباتها. وقال مورا إن الجولة السابعة المقبلة ستعطي أيضا «فكرة أوضح» عن «البيئة السياسية الجديدة» في إيران رغم إشارته إلى أن المحادثات استمرت رغم الانتخابات.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني رئيس وفد بلاده إلى فيينا عباس عراقجي إن «القضايا المهمة العالقة تقتضي قرارات جادة داخل العواصم، لاسيما في الدول التي تشكل طرفا في هذه المفاوضات»، وفق ما نقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية للأبناء «إرنا».
وهو صرّح للتلفزيون الرسمي «نحن الآن أقرب إلى اتفاق من أي وقت مضى. لكن ليس من السهل تقريب المسافة بيننا وبين الاتفاق». وأضاف «في هذه المرحلة من الواضح ما هي المجالات وما هي التصرفات الممكنة وغير الممكنة. لذلك، حان الوقت لجميع الأطراف، وخصوصا نظراءنا، أن يكونوا قادرين على اتخاذ قرارهم النهائي».
«حل القضايا الأكثر صعوبة»
في المقابل، جاء في بيان لدبلوماسيين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا أن المفاوضين لا يزال يتعيّن عليهم «حل القضايا الأكثر صعوبة». وتابع الدبلوماسيون أن «هذه المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية... نحض كل الأطراف على العودة إلى فيينا وعلى أن يكونوا مستعدين لإبرام اتفاق».
ويلتقي ممثلون لأطراف الاتفاق - بريطانيا والصين وألمانيا وفرنسا وروسيا وإيران - في فيينا مع مشاركة أميركية غير مباشرة. وكانوا يأملون إنجاز المحادثات قبل الانتخابات الإيرانية، لكن بدا واضحا في الآونة الأخيرة أن هذا الأمر غير وارد. ودفع الانسحاب الأميركي من الاتفاق طهران إلى زيادة أنشطتها النووية التي كانت محظورة بموجب الاتفاق منذ 2019.
وفي فبراير، علقت إيران أيضا بعض عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما أجبر الهيئة التابعة للأمم المتحدة على التفاوض من أجل مواصلة الزيارات وإن كانت مقيدة. ويسري التفاهم الأخير حتى 24 يونيو. وقال مورا «نواصل متابعة المسألة. إيران تتحدث إلى الوكالة ومديرها العام، لذلك نتوقع أن يتوصلوا إلى اتفاق ويمكننا مواصلة مفاوضاتنا في إطار جيد».
تعليقات