Atwasat

إدارة بايدن تعلن عن تغيير في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 28 يناير 2021, 09:59 صباحا
WTV_Frequency

أعلنت الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن عن تغيير شامل للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط  تتضمن «مراجعة» للدعم العسكري لدول الخليج، واستئناف الحوار مع إيران «سيستغرق بعض الوقت».

ويبدو مستقبل الاتفاق النووي الإيراني الذي سحب دونالد ترامب منه واشنطن سيكون واحدا من أكثر الأولويات إلحاحًا على الساحة الدولية. لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وبعد يوم على توليه منصبه، خفف من الاندفاع، وقال في أول مؤتمر صحفي له إن «الرئيس بايدن أوضح أنه إذا أوفت إيران مجددًا بكل التزاماتها باتفاق 2015 فإن الولايات المتحدة ستفعل الأمر نفسه».

وأضاف أن إيران «توقفت عن الوفاء بالتزاماتها على جبهات عدة. سيستغرق الأمر بعض الوقت إذا اتخذت هذا القرار، للعودة إلى المسار الصحيح، وسيستغرق الأمر وقتًا حتى نتمكن من تقييم ما إذا كانت تفي بالتزاماتها. ما زلنا بعيدين جدا عن ذلك. هذا أقل ما يمكن قوله»، لكن المفاوضات ستكون شاقة على الأرجح لأن إيران تطلب العكس، وتريد أن تقوم واشنطن بالخطوة الأولى عبر رفع العقوبات الأميركية قبل أي شيء آخر.

ولم يوضح أنتوني بلينكن الطريقة التي ينوي بها حل هذه المشكلة. وقد التقى الأربعاء نظراءه الفرنسي والبريطاني والألماني المتمسكين جدا بالاتفاق الإيراني.

وتأتي تصريحات الوزير الأميركي بينما دعت روسيا وإيران، الثلاثاء، الولايات المتحدة إلى إنقاذ الاتفاق النووي لتحترم إيران التزاماتها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لدى استقباله نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، إن «القضية المطروحة جدا راهنًا هي إنقاذ (الاتفاق) ونحن، مثل إيران، نتمنى العودة إلى تنفيذه التام والكامل».

من جهتها، ذكرت إيران بايدن بعد يومين فقط من توليه مهامه الرئاسية، بما تعتبره متطلبات لإنقاذ الاتفاق النووي. ففي مقال نشره في مجلة «فورين أفيرز» الأميركية، قال ظريف: «على الحكومة الجديدة في واشنطن حسم خيار أساسي: تبني سياسات إدارة ترامب الفاشلة ومواصلة السير على طريق ازدراء التعاون والقانون الدوليين... أو يمكن أن يختار بايدن طريقًا أفضل عبر إنهاء سياسة الضغوط القصوى الفاشلة التي تبناها ترامب والعودة إلى الاتفاق الذي تخلى عنه سلفه».

ويفترض أن يمنع الاتفاق الذي أبرم في 2015، إيران من امتلاك قنبلة ذرية. لكن في 2018، أغلق الرئيس الجمهوري السابق الباب معتبرًا أن الاتفاق لا يكفي لوقف «الأنشطة المزعزعة للاستقرار» للجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط. وفي هذا الإطار أعاد فرض كل العقوبات الأميركية ثم شددها، على إيران التي تراجعت بدورها تدريجيا عن القيود المفروضة على برنامجها النووي، لكن بايدن يرى أنه يجب إنقاذ هذا الاتفاق قبل كل شيء لتجنب ظهور إيران نووية.

تعهد أميركي بسحب دعم التحالف العسكري في اليمن
أكد بلينكن مجددًا أنه «بعد ذلك سنستخدم ذلك كنقطة انطلاق لنبني مع حلفائنا وشركائنا، ما أسميناه اتفاقا أكثر ديمومة ومتانة، للتعامل مع عديد القضايا الأخرى التي تطرح إشكالية كبيرة في العلاقة مع إيران»، من دون أن يضيف أي تفاصيل، غير أن بلينكن قال: «لكننا بعيدون عن ذلك».

- بلينكن يعلن عن «شرط» لعودة أميركا إلى الاتفاق النووي مع إيران

في الوقت نفسه، أطلقت وزارة الخارجية مراجعة للقرارات الأخيرة المثيرة للجدل للحكومة السابقة. وكانت أول نتيجة تعليق واشنطن مبيعات الأسلحة «الجارية» حتى «إعادة التدقيق فيها» للتأكد من أنها تحقق «أهدافها الاستراتيجية»، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء. وبين هذه الصفقات التي جمدت ذخيرة دقيقة للسعودية خصوصًا مقاتلات من طراز «إف-35» للإمارات العربية المتحدة.

وتقود الرياض بدعم من أبوظبي تحالفًا عسكريًّا مع الحكومة اليمنية في الصراع بينها وبين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وكان بلينكن تعهد الأسبوع الماضي «بإنهاء» الدعم الأميركي لهذا التحالف المتهم بارتكاب عديد الأخطاء الفادحة ضد المدنيين اليمنيين. وقال إن هذا التحالف «أسهم في ما يعتبر في كثير من الأحيان بأسوأ أزمة إنسانية في العالم اليوم».

مراجعة أميركية لقرار إدراج الحوثيين على لائحة المنظمات الإرهابية
في الوقت نفسه، أكد مراجعة «عاجلة جدا» لقرار إدراج الحوثيين على اللائحة الأميركية «للمنظمات الإرهابية» الذي واجه انتقادات من جميع الجهات؛ لأنه يهدد  بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق واسعة يسيطر عليها المتمردون.

وتعكس هذه القرارات تغييرًا كبيرًا في توازنات التحالفات الأميركية، إذ إن السعودية كانت مع «إسرائيل»، الركيزة الأساسية لسياسة دونالد ترامب المناهضة لإيران.

ويشكل تعليق بيع الإمارات طائرات «إف-35»  تطورًا رمزيًّا؛ لأنه تقرر في الخريف بعد سنوات من الرفض، مقابل الاعتراف بـ«إسرائيل».

ورحب بلينكن بهذا التطبيع التاريخي للعلاقات مع الدولة العبرية الذي انتزعه دونالد ترامب من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، لكنه أشار إلى أنه بدأ بالفعل «النظر» في «الالتزامات» التي قطعتها واشنطن لانتزاع هذه الاتفاقات، من أجل التوصل إلى «فهم شامل» لها. ولم يرد الوزير الأميركي على سؤالين عن التراجع عن القرار المتعلق ببيع طائرات «إف-35» أو عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
روسيا: اعتقال مشتبه به جديد متهم بـ«تمويل» هجوم موسكو
روسيا: اعتقال مشتبه به جديد متهم بـ«تمويل» هجوم موسكو
محققون: منفذو هجوم موسكو تلقوا مبالغ مالية «كبيرة» من أوكرانيا
محققون: منفذو هجوم موسكو تلقوا مبالغ مالية «كبيرة» من أوكرانيا
لجنة تحقيق روسية: منفذو هجوم موسكو كانت لهم صلات مع القوميين الأوكرانيين
لجنة تحقيق روسية: منفذو هجوم موسكو كانت لهم صلات مع القوميين ...
البيت الأبيض: الروس ينشرون دعاية سخيفة حول هجوم موسكو
البيت الأبيض: الروس ينشرون دعاية سخيفة حول هجوم موسكو
تحطم طائرة عسكرية روسية في المياه قبالة القرم
تحطم طائرة عسكرية روسية في المياه قبالة القرم
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم