استدعت تركيا السفير الأميركي، الجمعة، غداة اعتراف الكونغرس بـ«الإبادة الأرمنية» في إجراء زاد من غضب تركيا في مرحلة حساسة بالنسبة إلى مستقبل العلاقات بين واشنطن وأنقرة، وذكرت الخارجية التركية أن نائب وزير الخارجية، سيدات أونال، أبلغ السفير الأميركي دافيد ساترفيلد، رد فعل أنقرة، بعد أن حذر مسؤولون أتراك من أن القرار سيلحق ضررا بالعلاقات بين البلدين.
وبعد تصويت مجلس النواب بغالبية ساحقة في نهاية أكتوبر على القرار، تبنى مجلس الشيوخ، الخميس، بالإجماع نصا «من أجل إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية عبر الاعتراف بها رسميا»، في إشارة إلى المذابح التي تتهم السلطنة العثمانية بارتكابها في العام 1915، وتعترف ثلاثون دولة بالإبادة الأرمنية. وتفيد تقديرات أن بين 1.2 و1.5 مليون أرمني قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى بأيدي قوات السلطنة العثمانية التي كانت متحالفة آنذاك مع ألمانيا والنمسا والمجر.
لكن تركيا ترفض استخدام كلمة «إبادة» وتتحدث عن مجازر متبادلة على خلفية حرب أهلية ومجاعة خلفت مئات آلاف الضحايا بين الأتراك والأرمن، ويدعو نص القانون أيضا إلى «رفض محاولات إشراك الحكومة الأميركية في إنكار الإبادة الأرمنية».
لكن ناطقًا باسم السفارة الأميركية في أنقرة أفاد لوكالة «فرانس برس» أن تصويت الكونغرس لن يغير من موقف الإدارة الأميركية، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترامب لم يصف ما حدث بالإبادة في تصريحات سابقة العام الجاري.
وكان ترامب وصف في بداية ولايته المجازر ضد الأرمن في 1915 بأنها «واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين»، لكنه حرص على الامتناع عن لفظ كلمة «إبادة»، وخلال لقاء في واشنطن الشهر الفائت، قال ترامب إنه معجب بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، رغم معارضة كثيرين في الكونغرس الترحيب الحافل الذي حظي به الرئيس التركي.
تعليقات