Atwasat

أبوزريبة يواصل الاستعداد في باريس.. هل يتحقق حلم الميدالية الأولمبية الأولى لليبيا؟

طرابلس - بوابة الوسط: صلاح بلعيد الجمعة 02 أغسطس 2024, 03:59 مساء
WTV_Frequency

يتواصل العرس الأولمبي العالمي في العاصمة الفرنسية باريس، ولا يزال أبطال العالم في مختلف الرياضات يتنافسون فيما بينهم على نيل الشرف الرفيع بالصعود إلى منصات التتويج وتسجيل أسمائهم في كتب التاريخ، ورفع رايات بلدانهم عالية في أكبر وأهم حدث رياضي عالمي.

الرياضة الليبية في المعترك الأولمبي
ووسط هذا الكرنفال الرياضي الكبير، تقف الرياضة الليبية في مفترق طرق وهي وتشهد على أرض الواقع في ملاعب باريس التفوق الرياضي الرهيب لدول تهيمن منذ عقود على الساحة الرياضية العالمية، ودول أخرى أقل من ليبيا من حيث الإمكانات المادية والبشرية، لكنها تحقق إنجازات رائعة يقف لها العالم احتراماً وتقديراً، فيما تقف الرياضة الليبية موقف المتفرج فقط ودونما قدرة على التنافس الحقيقي مع الأبطال الرياضيين في مختلف الرياضات، ودونما بادرة أمل على قدرة أي من الرياضيين الليبيين المشاركين على تسجيل حضور قوي بينهم.

ونتيجة لهذا الواقع لا زالت الرياضة الليبية في سباق البحث المتواصل عن أول قلادة أولمبية على لرغم من مرور ستين عاماً على أول مشاركة ليبية في دورات الألعاب الأولمبية العام 1964 في العاصمة اليابانية طوكيو.

خروج مبكر للرياضيين الليبيين
وقد بدأت البعثة الليبية مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024 بخروج لاعبيها تباعاً بشكل مبكر للغاية من الأدوار الأولى، فبطل التجديف محمد بكرة لم يتمكن من اجتياز المرحلة الأولى للتصفيات، ليخرج مبكراً من المنافسة الأولمبية، أما الرامي محمد بن دلة فقد أنهى مشاركته في منافسات الرماية بمسدس ضغط الهواء من مسافة عشرة أمتار بحصوله على المركز الثاني والثلاثين من أصل ثلاث وثلاثين متسابقاً.

وفي السباحة أنهت السباحة الليبية ملك مختار رحلتها في منافسات السباحة «100 متر ظهر» بالحصول على المركز الرابع في مجموعتها وبزمن (دقيقة و10 ثوانٍ و99 جزءًا من الثانية) عن صاحبة المركز الأول في مجموعتها بزمن 6 ثوانٍ و63 جزءًا من الثانية، فيما كان زمن صاحبة المركز الثالث في مجموعتها يزيد عنها بزمن 82 جزءاً من الثانية.

كما أنهى السباح الليبي يوسف أشرف رحلته في منافسات السباحة 100 «متر حرة» بالحصول على المركز 75 من 79 مشاركاً في الترتيب العام بزمن (56 ثانية و19 جزءًا من الثانية)، وبذلك يغادر سباق التنافس ويختتم رحلته في باريس 2024.

أحمد أبوزريبة الأمل الوحيد بالأولبمياد
وبعد كل هذه الإخفاقات يتبقى بصيص الأمل المتمثل في البطل أحمد أبوزريبة الذي تنظره منافسات حامية الوطيس في رفع الأثقال، وهو يواصل التدريب بقوة في فرنسا استعدادا لبدء مشاركته الأولمبية اعتبارا من العاشر من أغسطس الجاري. وعلى الرغم من أن الدورة الأولمبية تضم أفضل الرباعين على مستوى العالم، إلا أن أبوزريبة قدم خلال السنوات الأخيرة مستويات رائعة واكتسب خبرات كبيرة من خلال المشاركات المتوالية في البطولات الدولية، ما دفع اللجنة الأولمبية الدولية إلى منحه بطاقة دعوة للمشاركة في أولمبياد باريس. وحصل أحمد أبوزريبة على هذه البطاقة من بين ثلاث بطاقات مخصصة على مستوى العالم للمشاركة في دورة باريس 2024 الأولمبية وسط تنافس رياضيين من 32 دولة.

وعلى الرغم من أن المشاركات الأولمبية الليبية تجاوزت الاثنتي عشرة مشاركة، فإن الحلم الأولمبي لم يتحقق لأسباب عديدة ومختلفة، وما زال السعى لذلك متواصلا، لكن في غياب مشروع حقيقي من الدولة من أجل دعم مشروع البطل الأولمبي، وعدم وجود رؤية واضحة من اللجنة الأولمبية الليبية يتكرر السؤال متى نحتفل بأول بطل أولمبي ليبي.

وقد شاركت ليبيا عبر تاريخها بعديد الدورات الأولمبية، لكنها لم تحقق هذا الحلم، لكن الغريب هو مطالبة البعض في الوسط الرياضي بالفوز بالقلادة قبل كل دورة أولمبية، أو أثناء المنافسات، وهو أمر فيه مبالغة كبيرة، لأن الفوز بالقلادة الأولمبية أمر معقد وصعب للغاية يحتاج سنوات من العمل من دون توقف، كما يتطلب تحديد الرياضات التي يمكن لأبطال ليبيا التفوق فيها من أجل التركيز عليها وتوجيه كل الجهود لها، وصرف المال الكافي على عمليات إعداد تجهيز للرياضيين وإعدادهم فنياً وبدنياً للمنافسة على المستوى الأولمبي.

تعثر مشروع البطل الأولمبي
ومن بين المعوقات التي تواجه وصول الرياضيين الليبيين إلى المستوى الأولمبي، وهو تعثر مشروع البطل الأولمبي الذي لم يجد بعد الاهتمام اللازم، ولم تقم الجهات المعنية بتوفير المناخ المناسب له لكي ينجح في تقديم الأبطال الرياضيين القادرين على التنافس على أعلى المستويات العالمية، وذلك على الرغم من مرور ربع قرن على انطلاقه.

يذكر أن مشروع البطل الأولمبي هو مشروع أطلقته اللجنة الأولمبية الدولية في جميع اللجان الأولمبية حول العالم، بهدف اكتشاف المواهب الرياضية الفذة التي تملك مقومات المنافسة على الألقاب والبطولات العالمية والأولمبية، والاهتمام بهؤلاء الرياضيين والأبطال من سن مبكرة وتوفير أجواء الاستعداد المبكر لهم، لكن الواقع في ليبيا مختلف حيث لم يجد المشروع الوقت الكافي والمال لتنفيذه بشكل جيد، وكانت النتيجة لذلك هو ما تحصده الرياضة الليبية حالياً في دورة ألعاب باريس الأولمبية.

ومع كل دورة أولمبية تبدأ التساؤلات لماذا لا تحرز ليبيا قلادة أولمبية على الرغم من أن القلادة سواء كانت ذهبية أو فضية أو برونزية، تحتاج إلى سنوات من العمل والجهد المتواصل بجانب التخطيط العلمي المدروس وانتقاء الأبطال بعناية وتجهيزهم على مدار سنوات لكي تجري صناعة البطل الأولمبي بشكل صحيح وإيصاله إلى منصات التتويج الأولمبي. من ناحية أخرى، ينبغي الاعتراف بأن هناك رياضات من الصعب جدا المنافسة فيها بالنسبة للرياضيين الليبيين، بسبب قوة المنافسة العالمية مثل الجمباز والدراجات والمصارعة وبعض سباقات ألعاب القوى، لكن من ناحية أخرى، فإنه يمكن التعويل على رياضات أخرى في تحقيق الميداليات كرياضات التايكواندو والرماية والفروسية، ولكن هذا لا يمكن أن يجري إلا من خلال العمل المنظم وسنوات طويلة من الإعداد والتجهيز وليس بين عشية وضحاها.

الزروق والزنكولي يمثلان ليبيا في اجتماع «أنوكا» بباريس
الرامي محمد بن دلة يختتم مشاركته بأولمبياد باريس في المركز قبل الأخير

أما على الصعيد المالي، فإن الفوز بالقلادة الأولمبية يحتاج ميزانيات كبيرة ينبغي توفيرها قبل البدء في الإعداد، فعلى سبيل المثال ترصد بعض الدول مبلغ نصف ميلون دولار لإعداد رياضي واحد لمدة ثماني سنوات، فيما ترصد بعض الدول مكافأة مالية ضخمة تصل أيضا إلى نصف مليون دولار وأكثر للفائز بالميدالية، وفي هذا تشجيع كبير للرياضيين على بذل قصارى جهدهم في ساعات التنافس الرياضي من أجل تحقيق الإنجازات التي ترفع من شأن تلك الدول.

أما بالنسبة للألعاب الجماعية، فقد كانت اللعبة الوحيدة التى مثلت ليبيا في الدورات الأولمبية هي الكرة الطائرة العام 1980 في الدورة الأولمبية التي أقيمت في العاصمة السوفيتية موسكو التي تأهل لها المنتخب الليبي للكرة الطائرة عن جدارة، وفيما عدا تلك المشاركة لم تتأهل أي لعبة جماعية أخرى للمشاركات الأولمبية.

والخلاصة أنه في غياب مشروع دولة وإرادة سياسية قوية، سيظل حلم إحراز ميدالية أولمبية بعيد المنال، لذلك لا بد من تدخل الدولة من خلال وضع ميزانية كبيرة لإحراز قلادة أولمبية، والتخطيط المستقبلي من لتحقيق ذلك الهدف على أن يجري البدء في العمل منذ الآن.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الفراعنة» و«الخضر» يضربان بقوة ويتصدران مبكرا تصفيات أمم أفريقيا 2025
«الفراعنة» و«الخضر» يضربان بقوة ويتصدران مبكرا تصفيات أمم أفريقيا...
الاتحاد السعودي يعلن انطلاق منافسات سيدات كرة القدم 18 أكتوبر ويرصد مليون ريال للبطل
الاتحاد السعودي يعلن انطلاق منافسات سيدات كرة القدم 18 أكتوبر ...
الكوري سون ينفي باكياً اتهامات التلاعب بعد إيقاف الصين 43 شخصا مدى الحياة
الكوري سون ينفي باكياً اتهامات التلاعب بعد إيقاف الصين 43 شخصا ...
أبوعلي يسجل أول أهداف فلسطين في تصفيات كأس العالم على الرغم من الخسارة أمام الأردن
أبوعلي يسجل أول أهداف فلسطين في تصفيات كأس العالم على الرغم من ...
صلاح يحتفل بمباراته الـ100 مع «الفراعنة» ويقترب من لقب مدربه حسام حسن
صلاح يحتفل بمباراته الـ100 مع «الفراعنة» ويقترب من لقب مدربه حسام...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم