يواصل المنتخب الوطني لكرة القدم معسكره الإعدادي تحت قيادة الجهاز الفني الجديد بقيادة الصربي ميلوتين سيريدوفيتش «ميشو»، الذي جرى التعاقد معه أخيرا لتولي القيادة الفنية للمنتخب استعدادا للاستحقاقات المقبلة التي تنتظر «فرسان المتوسط»، وأولها خوض التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.

يهدف المعسكر الحالي الذي بدأ قبل أيام في ليبيا ويتواصل في المغرب، إلى منح «ميشو» ومعاونيه فكرة عامة عن مستوى اللاعبين وقدراتهم لاختيار الأفضل من بينهم لتمثيل المنتخب الوطني أفضل تمثيل، حيث لا يملك الجهاز الفني أي فرصة أخرى للتعرف على مستويات اللاعبين نظرا لتوقف المسابقات المحلية خلال الفترة الحالية، وعدم وجود أي مباريات للفرق الليبية لمتابعتها، ومن هنا تأتي أهمية المعسكر الحالي الذي سيتدرب خلاله اللاعبون تحت قيادة الجهاز الفني الجديد الذي يتحسس طريقه في الكرة الليبية ويحاول تكوين فكرة عنها في أسرع وقت ممكن قبل خوض أول مباراة رسمية خلال شهر نوفمبر المقبل.

- للاطلاع على العدد 412 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وفيما لم يعلن اتحاد كرة القدم أية تفاصيل تخص معسكر المنتخب الوطني سواء في ليبيا أو في المغرب لمواصلة المعسكر هناك، تبرز حقيقة أن اختيارات «ميشو» للاعبين ستكون مبنية على مشاهدات لمباريات سابقة سواء للمنتخب والفرق الليبية، بجانب تقييم اللاعبين فنيا وبدنيا خلال المعسكر الحالي، قبل أن يخوض المنتخب مباراتين وديتين أمام منتخب ليبيريا يوم 14 أكتوبر، ومنتخب النيجر يوم 17 أكتوبر.

ميشو ينتظر انطلاق الدوري
ولن يكون بإمكان «ميشو» ورفاقه الحصول على فرصة أخرى لتقييم اللاعبين قبل بدء تصفيات كأس العالم الشهر المقبل، سوى انتظار بدء الدوري الممتاز يوم 27 أكتوبر ليرى اللاعبين وهم يخوضون معمعة مباريات الدوري، تمهيدا لاختيار قائمة من 23 لاعبا فقط هي التي ستخوض منافسات تصفيات كأس العالم، من أصل 39 لاعبا تقرر ضمهم للمعسكر الحالي، وهؤلاء اللاعبون سيجري استبعادهم من معسكرات فرقهم المقامة حاليا استعدادا لبدء الموسم الكروي الجديد، ما يحرم تلك الفرق من جهود لاعبيها في هذه المرحلة الدقيقة من الاستعداد لبدء الموسم.

هذه الصعوبات التي تواجه المدير الفني الجديد تعكس بوضوح جانبا من الأزمات التي تعانيها الكرة الليبية، فموعد بدء الدوري غير مناسب بعدما تأخر كثيرا مقارنة بالدول الأخرى التي بدأت فيها المسابقات المحلية منذ فترة، وحصل مدربو المنتخبات في تلك الدول على فرصتهم كاملة في متابعة اللاعبين بشكل جيد، بجانب وجود الوقت اللازم للاستعداد للمباريات الدولية الرسمية بعكس المنتخب الليبي.

كما أن التأخير في بدء الدوري الليبي تسبب في مشاكل عديدة للفرق التي خاضت مبارياتها في البطولات الأفريقية، إذ تعين على تلك الفرق خوض مباريات رسمية قوية في منتصف فترة الإعداد دون اكتمال اللياقة البدنية والفنية للاعبين، وقد كان ذلك أحد الأسباب وراء خروج فريقي الأهلي طرابلس والأهلي بنغازي من دوري أبطال أفريقيا، وتأهل فريقي أبوسليم والهلال فقط لدور المجموعات بكأس الكونفدرالية الأفريقية.

صعوبات بسبب مواعيد المباريات
وبعد شهر من الآن، سيواجه المنتخب وضعا لا يختلف كثيرا عن وضع الفرق الليبية التي خاضت بطولتي دوري الأبطال والكونفدرالية، لأنه سيخوض أولى مبارياته في المجموعة الرابعة بالتصفيات المونديالية، التي تضم إلى جواره كلا من: الكاميرون وكاب فيردي وأنغولا وإيسواتيني وموريشيوس، يوم 13 نوفمبر المقبل أمام منتخب إيسواتيني، أي بعد خوض جولتين فقط من عمر الدوري الممتاز، لتتوالى بعدها مباريات التصفيات بخوض منتخب «فرسان المتوسط» الجولة الثانية من التصفيات على أرضه، عندما يستضيف نظيره الكاميروني يوم 18 نوفمبر. وفي الجولة الثالثة، سيلعب مباراته الثانية على التوالي على أرضه في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم باستضافة منتخب موريشيوس خلال شهر يونيو من 2024.

وفي الشهر نفسه، سيخوض المنتخب الوطني مباراته الرابعة في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم أمام مضيفه كاب فيردي، وفي الجولة الخامسة، يستضيف المنتخب الوطني نظيره الأنغولي خلال شهر مارس من العام 2025.

وفي جولة الإياب من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، سيحل منتخب «فرسان المتوسط» ضيفا على منتخب الكاميرون في شهر مارس 2025، تليها مواجهة خارج الديار في الجولة السابعة أمام منتخب أنغولا في شهر سبتمبر 2025، ثم يعود «فرسان المتوسط» لاستضافة منتخب إيسواتيني في الشهر نفسه ضمن مواجهات الجولة الثامنة.

- للاطلاع على العدد 412 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وسيحل منتخب كاب فيردي ضيفا على المنتخب الوطني في شهر أكتوبر من العام 2025 ضمن مواجهات الجولة التاسعة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، وأخيرا يخوض «فرسان المتوسط» مباراته الأخيرة ضمن الجولة العاشرة خارج أرضه حين يحل ضيفا على منتخب موريشيوس في أكتوبر 2025

ولا يزال من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان «ميشو» سيواصل السير على نهج سالم الجلالي الذي تولى قيادة المنتخب خلال المباراة الأخيرة بتصفيات كأس الأمم الأفريقية أمام غينيا الاستوائية، أم ستكون له رؤية مغايرة. واعتمد الجلالي على مجموعة من العناصر الشابة خلال المباراة لمنحهم فرصة تمثيل المنتخب في مباراة دولية رسمية، أملا في ظهور عناصر تصلح للتمثيل الدولي يمكن الاستفادة منها مستقبلا، إعداد جيل جديد من اللاعبين على المستوى الدولي، بعد الإخفاق في التأهل لكأس الأمم الأفريقية.

مباراة الأهلي بنغازي والأهلي طرابلس في دور سداسي التتويج الموسم الماضي. (أرشيفية: الإنترنت)