Atwasat

كرة القدم لفتيات شمال العراق.. عودة للحياة بعد سنوات الحرب

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 01 نوفمبر 2021, 08:59 مساء
WTV_Frequency

تناور ميرال جمال وزميلاتها بالكرة، ضمن حصة تدريبية في أكاديمية كرة قدم للفتيات في مدينة برطلة بشمال العراق، وسط صيحات مدربتهن التي كان صوتها يومًا، كما اللعبة، «حرامًا» تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية.

وتأسست أكاديمية برطلة حيث تتدرب فتيات تتراوح أعمارهن بين العاشرة والـ15 عامًا على كرة القدم، قبل ستة أشهر بمبادرة من منظمة «لارا» الخيرية المحلية.

وبعد دحر تنظيم الدولة الإسلامية الذي فرض حكمًا بالحديد والنار على مناطق شمال العراق في العام 2016، بنيت الأكاديمية على ملعب تعود ملكيته إلى إحدى الكنائس.

وفي هذه المدينة الصغيرة الواقعة على بُعد كيلومترات قليلة من مدينة الموصل، باتت أكاديمية كرة القدم متنفسًا الله ورمزًا لمحاولة سكان برطلة الذين يشكلون نحو 1500 عائلة، استعادة حياتهم الطبيعية بعد سنوات الحرب.

تقول لوكالة «فرانس برس» المدربة جوان يوسف شابا البالغة 22 عامًا، التي تصل عادة إلى مكان التدريب على متن دراجتها الهوائية: «هنا نعتمد على أنفسنا في كل شيء لتعليم الفتيات الصغيرات أسس كرة القدم».

وتطمح هذه الشابة، التي أكملت دراستها أخيرًا في كلية التربية الرياضية، إلى «تأسيس فريق نسائي يشارك مستقبلًا في البطولات والمناسبات».

وعلى وقع صيحات شابا، تتجمع اللاعبات وسط الملعب ذي العشب الصناعي، بأزيائهن الرياضية غير الموحدة بألوان برتقالية وخضراء وصفراء، إيذانًا بانطلاق الحصة التدريبية.

بشغف واضح، تبدأ اللاعبات الصغيرات برنامج التدريب بإشراف شابا، بدءًا بتمارين بدنية مرورًا بتطبيق مبادئ وأسس كرة القدم، وصولًا إلى توزيع اللاعبات على مجموعتين لخوض مباراة تدريبية.

هجرة وعودة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على نحو ثلث مساحة العراق في العام 2014، وجعل من الموصل الواقعة في شمال البلاد «عاصمة الخلافة». حينها، فرّ عشرات الآلاف من المسيحيين من مناطق سهل نينوى التي قطنوها تاريخيًّا، منهم مَن توجه إلى إقليم كردستان المجاور، فيما هاجر آخرون.

وشكلت تلك الموجة هجرة جديدة للأقلية المسيحية التي دفعت ثمن موجات العنف الدامية التي عاشتها البلاد على مر عقدين من الزمن. ومن 1.5 مليون مسيحي قبل الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، لم يبقَ في البلاد ما يزيد على 400 ألف نسمة.

تروي شابا التي غادرت وعائلتها إلى أربيل قبل ساعة ونصف فقط من وصول مقاتلي التنظيم المتشدد إلى بلدتها: «الأوقات التي نمضيها هنا ربما تنسينا أخرى عصيبة ولحظات أنقذنا فيها القدر من بطش عناصر تنظيم الدولة عندما احتلوا مدينتنا الآمنة».

وتضيف الشابة، التي لا تزال تبحث عن عمل وتطوعت في الأكاديمية، «العمل هنا يخفف عنا قليلًا متاعب الحياة اليومية». وتتدرب نحو 50 فتاة في الأكاديمية بناء على برنامج يشمل حصتين تدريبيتين (أسبوعيًّا) بمعدل ساعتين للحصة، وتنطلق عادة بعد انتهاء الدوام المدرسي.

استقرار ومخاوف
وتقول جمال الطالبة في المرحلة المتوسطة: «هنا تشعر اللاعبات بالراحة والاطمئنان.. كرة القدم تخفف عنا متاعب الدراسة، لا يتوفر في المدينة شيء آخر». وتضيف: «أتلقى تشجيعًا من أسرتي، خصوصًا والدي وهو رياضي، كي أواظب على تعلم مبادئ كرة القدم. أشعر بأن أسرتي باتت مسرورة لوجودي هنا في الأكاديمية».

مراهقات عراقيات يشاركن ضمن حصة تدريبية في أكاديمية كرة قدم للفتيات في مدينة برطلة بشمال العراق في 21 أكتوبر 2021 ,(ا ف ب)
مراهقات عراقيات يشاركن ضمن حصة تدريبية في أكاديمية كرة قدم للفتيات في مدينة برطلة بشمال العراق في 21 أكتوبر 2021 ,(ا ف ب)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وكيل ناغلسمان يعترف بالمفاوضات مع بايرن ميونيخ
وكيل ناغلسمان يعترف بالمفاوضات مع بايرن ميونيخ
ليفربول يبحث عن «ريمونتادا» صعبة أمام أتالانتا بالدوري الأوروبي
ليفربول يبحث عن «ريمونتادا» صعبة أمام أتالانتا بالدوري الأوروبي
ريال مدريد يتحدى برشلونة في «كلاسيكو الأرض».. الأحد
ريال مدريد يتحدى برشلونة في «كلاسيكو الأرض».. الأحد
الاتحاد الألماني يجدد عقد «ناغلسمان» حتى مونديال 2026
الاتحاد الألماني يجدد عقد «ناغلسمان» حتى مونديال 2026
زين الدين زيدان يقترب من تدريب بايرن ميونخ
زين الدين زيدان يقترب من تدريب بايرن ميونخ
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم