Atwasat

تعرف إلى «العامل السحري» في إيجاد علاج دقيق للسرطان

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 03 فبراير 2023, 04:13 مساء
WTV_Frequency

يبدو أنّ مجال البحث في مرض السرطان لا يزال واسعا، فيما أسهمت العلاجات الجديدة والفهم الأفضل للمرض في إحراز علم الأورام تقدما مذهلا خلال السنوات الأخيرة.

والسرطان الناجم عن تحوّلات في الخلايا تجعلها غير طبيعية ثم تتكاثر بشكل مفرط، هو مرض قديم جدا، حسب «فرانس برس».

إلّا أنّ التقدّم المُحرز في الأبحاث (والذي يمكن تسميته بالعامل السحري) جعل من الممكن فهم المرض الذي يتسبّب في وفاة نحو 10 ملايين شخص سنويا في مختلف أنحاء العالم، بصورة أفضل. وأصبح معروفا أنّ العضو الواحد لا يُصاب بنوع من السرطان فقط بل بأنواع عدة، وحتى النوع الواحد يمكن أن تتسبّب به أورام متعددة.

سرطان القولون وسرطان الثدي 
ويوضح مدير الأبحاث في مركز غوستاف-روسي لمكافحة السرطان، فابريس أندريه، أنّ «التطرق إلى سرطان القولون أو سرطان الثدي أصبح مسألة عادية جدا»، مشيرا إلى أنّ «التحدي بات اليوم في تحديد شكل السرطان على المستوى البيولوجي».

وعلى سبيل المثال، هناك ثلاثة أنواع رئيسة من سرطان الثدي لا تستجب للعلاجات نفسها.

ويشير أندريه إلى أنّ «التطور في التقنيات الجزيئية الذي سُجّل خلال السنوات الأخيرة، أتاح تحديد البروتينات غير الطبيعية التي ينبغي القضاء عليها لكل نوع من الأورام، بصورة أفضل».

وأدّى تحسين فهم المرض إلى ظهور علاجات تستهدف طفرات جينية محددة، خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

- إجراء عملية معقدة في مركز سرت للأورام لاستئصال غدة درقية لمريض مصاب بالسرطان

وفي الماضي، كان العلاج الكيميائي هو الوحيد المُقترح للمريض. إلا أنّ هذا العلاج الذي يهدف إلى التخلص من الخلايا السرطانية بغض النظر عن موقعها في الجسم، قد يتسبب بآثار جانبية. 

ويلفت مدير الأبحاث والابتكار في المعهد الوطني للسرطان (إنكا) البروفسور برونو كينيل إلى أنّ «العلاجات الموجّهة شكّلت تقدما كبيرا لأنواع عدة من السرطانات بينها أنواع معيّنة من سرطان الدم».

وأثبت العلاج المناعي منذ نحو عشر سنوات أنّه يمثل التقدّم الأبرز في علاج الأورام.

العلاج الكيميائي 
وعلى عكس العلاج الكيميائي الذي يستهدف الخلايا السرطانية، يقوم هذا النوع من العلاجات على استهداف الخلايا المناعية التي تحيط بتلك السرطانية، من أجل تنشيطها. وعندما تُنشَّط تتولى تدمير الخلايا السرطانية.

ونال مُكتشفا العلاج جيمس أليسون من جامعة تكساس وتاساكو هونجو من جامعة كيوتو جائزة نوبل للطب عام 2018.

وكان هذا الاكتشاف مهما جدا لبعض أنواع السرطانات. فعلى سبيل المثال، كان معدّل نجاة المرضى المصابين بالورم الميلانيني النقيلي (أخطر أنواع سرطانات الجلد) منخفضا جدا قبل عام 2010. وبفضل العلاج المناعي، ارتفع متوسط العمر المتوقع للمرضى بواقع عشر سنوات إضافية مقارنة ببضعة أشهر في السابق.

لكن لا تستجب كل الأورام السرطانية للعلاج المناعي، وقد يتسبب استهداف بعدها بهذا النوع من العلاج إلى تسجيل آثار جانبية، حسب «فرانس برس».

ويقول كينيل «لا نزال في بداية العلاج المناعي». فأشكال هذا العلاج متعددة أصلا وبينها تناول عقاقير الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، والعلاجات بالخلايا وتلك الجينية (مستقبلات المستضد الخيمرية).

ويقول الاختصاصي في علم الأورام لدى مركز ليون بيرار في ليون الفرنسية بيار سانتينيي «ينبغي التوصل إلى دمج العلاجات بأكثر طريقة ذكية ممكنة»، مضيفا «مع العلاج المناعي، تقدمنا خطوة في معالجة السرطان، لكن لا تزال هناك خطوات ينبغي إنجازها لجميع المرضى الذين لا يستفيدون من هذا العلاج».

ويمكن للباحثين الاستناد إلى قدرة التقنيات الحيوية على تطوير عقاقير جديدة توافر معالجة أدق وتنطوي على آثار سلبية أقل.

الذكاء الصناعي
ومن بين ما يُمكن الاستناد إليه أيضا الذكاء الصناعي الذي يشهد تطورا، ويتيح أصلا تعريفا أفضل لتشخيص السرطان. وبفضل هذه الثورة التكنولوجية، «سيتمكن المتخصصون من تحديد أي مرضى يمكنهم الاستفادة من علاج قصير»، على ما يؤكد فابريس أندريه. أما النتائج الإيجابية لذلك، فتتمثل في تخفيف العلاجات للمرضى وخفض التكاليف عليهم.

وفيما استُخدم الذكاء الصناعي في معالجة سرطان الثدي، يُفترض أن تستفيد منه حاليا أنواع أخرى من السرطانات، حسب «فرانس برس».

ومن بين الجوانب التي يُؤمَل أن تتطوّر، القدرة على اكتشاف الورم السرطاني في وقت مبكر جدا. ويقول أندريه في هذا الصدد إنّ «الولايات المتحدة أحرزت تطورا في هذا المجال من خلال فحص الحمض النووي استنادا إلى اختبار دم بسيط، لكن لا تزال تُسجّل نتائج غير دقيقة في هذا النوع من الفحوص».

وقبل نشر هذه التقنية، تبقى الوقاية حتى اليوم أفضل طريقة لتجنب أنواع كثيرة من السرطانات.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الولايات المتحدة تفرض قيوداً على «الملوثات الأبدية» في المياه الجارية
الولايات المتحدة تفرض قيوداً على «الملوثات الأبدية» في المياه ...
أحد مشتقات الكيتامين قد يحدّ من احتمال تعرّض الأمهات لاكتئاب ما بعد الولادة
أحد مشتقات الكيتامين قد يحدّ من احتمال تعرّض الأمهات لاكتئاب ما ...
الأمراض المنتقلة من الحيوانات إلى الإنسان أخطر التهديدات الصحية المقبلة
الأمراض المنتقلة من الحيوانات إلى الإنسان أخطر التهديدات الصحية ...
برنامج بحثي فرنسي إسباني عن نوع من الطحالب الدقيقة السامة
برنامج بحثي فرنسي إسباني عن نوع من الطحالب الدقيقة السامة
دراسة: خلافًا للافتراض الشائع.. الرموش تعزز الرؤية البصرية
دراسة: خلافًا للافتراض الشائع.. الرموش تعزز الرؤية البصرية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم