Atwasat

جزيرات البنكرياس توفر علاجا ناجعا لمرضى السكري

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 13 نوفمبر 2022, 05:01 مساء
WTV_Frequency

أظهرت عمليات زرع لما يُعرف بجزيرات البنكرياس، بات مسموحًا بها أخيرًا من السلطات الصحية في العالم، قدرة على «تغيير حياة» مرضى السكري من النوع الأول، وذلك بعد سنوات من التجارب.

لا تخفي فاليري رودريغيز رضاها عن النتائج «الثورية» لهذا العلاج. إذ كانت هذه المدربة المصرفية السابقة في 24 أكتوبر من طلائع المرضى في فرنسا، الذين خضعوا في المركز الاستشفائي الإقليمي في ستراسبورغ (شرق)، لعملية زرع من هذا النوع في إطار الرعاية الطبية السائدة (باستثناء مشروع تجريبي أشرفت عليه هيئة التأمين الصحي).

- التوصل إلى طريقة للحد من تطور السكري

قبل العملية، جربت رودريغيز كل العلاجات المقترحة لضبط مستوى السكر في الدم، من دون نجاح يُذكر. وتوضح هذه الأربعينية النشيطة «كنت أعيش باستمرار مع سيف مصلت فوق رأسي»، وفق «فرانس برس».

وتضيف «ثمة الخوف من الدخول في غيبوبة بسبب انخفاض مستوى السكر في الدم: على سبيل المثال، حصل أن اضطررت لتناول كميات كبيرة من السكر خلال القيادة على الطريق السريع».

لكنها تقول إنها «عادت إلى الحياة» منذ العملية. وتوضح عشية اليوم العالمي للسكري في 14 نوفمبر «لم أعد أشهد على مثل هذه التقلبات في مستوى السكر في الدم، حالات التعب الجسدي تراجعت بشدة»، و«أشعر بأني محظوظة. هذه التقنية مذهلة».

عملية زرع في البنكرياس
وتقوم هذه «التقنية» على إجراء عملية زرع في البنكرياس لما يُعرف بجزيرات لانغرهانس، وهي خلايا من البنكرياس مسؤولة عن فرز الإنسولين، إثر سحبها من شخص واهب غير مصاب بالسكري وفي حالة موت سريري.

وفيما لم تشعر فاليري رودريغيز بأي آثار جانبية سلبية، تشير مع ذلك إلى أن هذا التدخل الجراحي، على غرار سائر عمليات الزرع، يتطلب اتباع علاج يستمر مدى الحياة لتجنب رفض الجسم للأعضاء أو الخلايا المزروعة. وفي حالة رودريغيز، عليها تناول «سبعة عقاقير في الصباح وستة في المساء». وتقول «في مواجهة الحالات المتكررة لانخفاض مستوى السكر في الدم أو الإعياء، أفضّل حتماً تناول فطور العقاقير».

عقدان من البحوث
حصلت أولى التجارب السريرية على هذا العلاج سنة 1999 في كندا، ثم في أوروبا، واستمرت لنحو عقدين. والعام 2020، في فرنسا، أعطت الهيئة الصحية العليا موافقتها على اعتماد هذه الممارسة مع بعض المرضى الذين يظهرون «عدم استقرار مزمنا».

وكان المركز الاستشفائي الإقليمي بمدينة ليل شمال فرنسا، في ديسمبر 2021، أول مؤسسة فرنسية تجري عملية زرع من هذا النوع في إطار عملياتها الروتينية، قبل أن يحذو حذوها المستشفى في ستراسبورغ.

وتستذكر فاليري رودريغيز «الأمر كان محط اهتمام كبير، كان هناك 15 شخصا في غرفة العمليات، كان الجميع يريد متابعة ما يحصل».

وتقر أستاذة علم السكري في مستشفى ستراسبورغ لورانس كيسلر، العضو في الجمعية الفرنكوفونية للسكري، بأن هذه التقنية الجديدة تشكل للمرضى «خطوة كبيرة إلى الأمام. ولنا نحن الأطباء، هذا تتويج بحث سريري عالي المستوى للغاية، ومتعدد الاختصاصات، هذا اعتراف قوي جدًا».

بنكرياس الجرذان
وتروي الطبيبة التي درست العام 1988 لنيل شهادة ماجستير بشأن جزيرات البنكرياس لدى الجرذان، أنه «على مستوى المسيرة العلمية، متابعة الدراسات لدى الحيوانات ثم عند البشر، قبل الانتقال إلى اعتماد (التجربة) كجزء من الرعاية الطبية الروتينية، أمر يثير الرضا بدرجة كبيرة».

ويوصى بهذا العلاج سنويًا لبضع مئات من المرضى، بحسب لورنس كيسلر، أي نسبة تكاد لا تُذكر من أصل 370 ألف مريض سكّري من النوع الأول بحسب الاتحاد الفرنسي لمرضى السكري.

وتشدد اختصاصية السكري على أن «هذا العدد محدود، لكنه أساسي لأنه يرتبط بمرضى لا يجدون أي بديل علاجي آخر»، و«نحن لا نزال في البداية: إذ يمكن وصف هذا العلاج لمرضى آخرين فشل معهم العلاج، في حالات أمراض البنكرياس أو التليف الكيسي» على سبيل المثال.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية من التبغ
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية ...
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض الخرف (دراسة)
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض ...
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل والأرجنتين
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم