وقعت المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، أربعة اتفاقات لإنشاء مشروع استثماري للسّكك الحديديَّة بـ2.3 مليار دولار، لربط ميناء العقبة بمناطق التعدين في الشيدية وغور الصافي.
والجهات التي وقعت الاتفاقات هي وزارتا الاستثمار الأردنية والإماراتية، وشركة «الاتحاد للقطارات» الإماراتية، ووزارة النقل الأردنية، وشركة مناجم الفوسفات الأردنية، وشركة البوتاس العربية، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).
تفاصيل الاتفاقات الأربعة
وقالت «وام» إن وزارتي الاستثمار الأردنية والإمارتية وقعتا مذكرة استثمار بهدف وضع إطار للتعاون في قطاع السكك الحديدية، حيث ستسهم هذه المذكرة في تعزيز القدرات، وتسهيل تبادل المهارات والمعرفة والخبرات التقنية بين البلدين.
كما وقعت شركة «الاتحاد للقطارات»، المطور والمشغل لشبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، اتفاقا مع وزارة النقل الأردنية، لتسهيل تنفيذ مشاريع السكك الحديدية في الأردن، بهدف بناء وتطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية أردنية تمتد على مسافة 360 كيلومترا، لتربط مناجم الفوسفات والبوتاس بميناء العقبة الأردني.
كما وقعت الشركة الإماراتية مذكرتي تفاهم إضافيتين مع شركة مناجم الفوسفات الأردنية وشركة البوتاس العربية، لنقل 16 مليون طن سنوياً من الفوسفات والبوتاس من مواقع المناجم إلى ميناء العقبة عبر شبكة السكك الحديدية الأردنية.
أهداف الربط الاستراتيجي للسكك الحديدية
وأوضحت وكالة الأنباء الإماراتية: «هذا الربط الاستراتيجي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في شحن المعادن الضرورية، والارتقاء بالقدرة على التصدير وكفاءة الخدمات اللوجستية، الأمر الذي من شأنه توفير فرص عمل جديدة في مجالي النقل والتعدين، والقطاعات المرتبطة بهما، ورفد التنمية الاقتصادية الشاملة في المملكة».
وبموجب مذكرة الاستثمار بين الوزارتين، سيجرى تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية الأردنية، بالإضافة إلى تصنيع وتوريد أسطول قطارات الشبكة المصممة وفق أرقى المعايير العالمية. وستشمل أيضا إنشاء محطات تحميل وتفريغ لمختلف المنتجات المعدنية في مدينة العقبة ومنطقتي غور الصافي والشيدية، بما يسهل عمليات شحن المعادن بكفاءة، ويعزز سلاسة وكفاءة العمليات اللوجستية والتصدير. بالإضافة إلى ذلك، سيشمل المشروع أعمال صيانة وإصلاح وتشغيل شبكة السكك الحديدية.
وقال وزير الاستثمار الإماراتي محمد حسن السويدي: «تعكس المذكرة الاستثمارية مع المملكة الأردنية الهاشمية التزامنا بتسخير جهودنا المشتركة والثنائية، لدفع عجلة النمو الاقتصادي، وتعزيز المرونة والتنوع الاقتصادي في البلدين الشقيقين. ومن خلال الارتقاء بآفاق التعاون والقدرات، وتبادل الخبرات التقنية، نهدف إلى مد جسور اقتصادية واستثمارية جديدة، تدعم تطور البنية التحتية، وتخلق فرصا واعدة في إطار رؤيتنا لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة». وأضاف: «يواكب هذا التعاون نهجنا الاستراتيجي نحو بناء شبكة سكك حديدية ديناميكية ومبتكرة وفق أعلى المعايير العالمية، بحيث تمهد الطريق نحو تقدم وازدهار المنطقة في المستقبل».
حزمة استثمارات إماراتية في الأردن
وأكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، خلال حضوره مراسم توقيع الاتِّفاقات، أن هذا المشروع الاستثماري الاستراتيجي المهم يعكس عُمق العلاقات الأخويَّة التي تجمع البلدين الشَّقيقين، والتي تحظى برعاية واهتمام قيادتي البلدين الشقيقين.
وقال الخصاونة: «وقّعنا اليوم على وثائق استثمار إماراتي بـ2.3 مليار دولار، لربط ميناء العقبة بمناطق التعدين في الشيدية وغور الصافي».
وأشار الخصاونة إلى أن «هذه الوثائق هي وحزمة المشاريع الاستثمارية المستهدفة تأتي في سياق مذكرة تفاهم واتِّفاق وحزمة مشاريع استثمارية وقَّعها الأردن مع الجانب الإماراتي في العام 2023، وتصل هذه الحُزمة الاستثماريَّة إلى نحو 5.5 مليار دولار». وأضاف: «سعداء دائماً بالشراكة الاستراتيجية الممتدَّة والعلاقات الأخويَّة التي تربط الأردن والإمارات، والتي تتفيَّأ ظلال العلاقة الأخويَّة الوثيقة التي تجمع قيادتي البلدين» موكِّداً أنَّ «التَّوقيع على هذه الوثائق يأتي تجسيداً للعلاقات الأخوية والاستراتيجيَّة، وبما يعود بالمنفعة المشتركة على الجانبين».
كما لفت إلى أنَّ الوثائق التي جرى توقيعها تشكِّل إطاراً تعاونيَّاً متكاملاً في قطاع السكك الحديدية، وستسهم في نقل الخبرات التقنية والمهارات في مجالات إِنشاء السكك الحديدية وتشغيلها، وأن هذا المشروع «يحتاج خمس سنوات ليبدأ التشغيل الفعلي لسكّة الحديد، أي في العام 2030، إذْ سيجرى خلال العام الحالي 2024 حتى نهاية عام 2025 استكمال إجراء الدراسات التفصيلية المطلوبة حول مسارات السكة، ومتطلبات المناولة للبوتاس والفوسفات، والمستهدف أن تطرح عطاءات التنفيذ للأعمال الإنشائية في مطلع 2026».
وأوضح الخصاونة: «إنشاء هذه السكَّة سيتيح لنا زيادة معتبرة في قدراتنا اللوجستية والتصديرية بحجم يبدأ بـ16 مليون طن من منتجات الفوسفات والبوتاس»، معتبرا أنَّ هذا المشروع الحيوي بالنسبة للأردن سيربط أهم مواقع التعدين بالميناء الصناعي وميناء الفوسفات بوادي اليتم في العقبة، إلى جانب تحسين الكفاءة اللوجستية والتصديرية، بما يسهم في توفير فرص عمل جديدة في مختلف المجالات اللوجستيَّة وقطاعات التَّعدين والسكك الحديدية، وغيرها من القطاعات المرتبطة بها.
مسار السكة الحديد في الأردن
ولفت الخصاونة إلى أنَّ مسار سكَّة الحديد سيبدأ من ميناء الفوسفات والميناء الصناعي في العقبة إلى وادي اليتم شمالاً إلى الشيدية، ومسار آخر من وادي اليتم غرباً إلى غور الصافي عبر وادي عربة، وأنَّ هذا المشروع سينفَّذ تحت مظلَّة قانون صندوق الاستثمار الأردني، وسيستغرق تنفيذه خمس سنوات.
وذكر رئيس الوزراء الأردني أنَّه يجرى الحديث مع الأشقَّاء الإماراتيين لإعادة تَّأسيس فكرة إنشاء الميناء البرِّي في معان مرَّة أخرى ، مشيرا إلى أنَّ الحديث بشكل واسع عن هذا المشروع ربَّما يكون مبكِّراً، لكن مشروع سكَّة الحديد يضع لبنة للتأسيس لإعادة إنشاء الميناء البرِّي في معان، بما يخدم الشَّبكة اللُّوجستيَّة وقطاع النَّقل في المملكة.
تعليقات