جذبت الأسواق الناشئة تدفقات بقيمة 36.5 مليار دولار خلال يوليو الماضي، لتمثل زيادة كبيرة مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، البالغ متوسطها نحو 10 مليارات دولار، وذلك بدعم إصدارات جديدة مهمة من قِبل الدول والشركات.

وأظهر تقرير حديث لمعهد التمويل الدولي، نُشر أمس الجمعة، أن الأموال تدفقت على الأسواق الناشئة، بخلاف الصين، بواقع 7.1 مليار دولار في سوق الأسهم، و29.4 مليار دولار في أدوات الدين، على الرغم من التقلبات المتزايدة في السوق، الناجمة عن المخاطر السياسية وعدم اليقين بشأن السياسة النقدية وتراجع دور تجارة الفائدة، حسب وكالة «بلومبرغ».  

كما تراجع دور تجارة الفائدة على النقيض من الأشهر السابقة، ويُعزى ذلك إلى ارتفاع قيمة الين الياباني بنحو 5% مقابل الدولار في يوليو، حيث راهن بعض المستثمرين على أن الفجوة بين سعر الفائدة، الذي يحدده بنك اليابان، والمؤشر القياسي لمجلس الاحتياطي الفدرالي على وشك أن تضيق.

- عملات الاقتصادات الناشئة تعاني الخسارة الأكبر أمام الدولار الأميركي
- بنك قطري: الأسواق الناشئة تتجه نحو الانكماش خلال العام 2015

تخارج المستثمرين من أسهم الصين
خلال يوليو، شهدت أسهم الصين عمليات تخارج بقيمة 900 مليون دولار، ويُعزى ذلك إلى التحديات المستمرة التي يراها المستثمرون في الاقتصاد الصيني.

يأتي ذلك بينما سجل الناتج المحلي الإجمالي لدى الصين ارتفاعا بـ4.7% في الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفق بيانات المكتب الوطني للإحصاء الصيني.

وجاء النمو دون أوسط توقعات الاقتصاديين في استطلاع «بلومبرغ»، الذي بلغ 5.1%، بينما ناهز النمو الاقتصادي الصيني في النصف الأول 5%، متماشيا مع الهدف السنوي، البالغ نحو 5%، الذي حددته بكين.

ولم يظهر بعد تأثير الاضطرابات الأخيرة في الأسواق على التدفقات إلى الدول الناشئة، حسب تقرير معهد التمويل الدولي.

كما رصدت بيانات المعهد ضعفا في أداء أدوات الدين بالعملة المحلية، وعزت ذلك إلى انكماش عمليات تجارة الفائدة. ويقول المعهد إنه متفائل بشأن بقية العام، خاصة أن السوق تتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة قبل الموعد المتوقع.

سياسة نقدية أكثر مرونة في الولايات المتحدة
ومن شأن السياسة النقدية الأكثر مرونة في الولايات المتحدة أن توفر دفعة للأسواق الناشئة. ومع اتجاه التضخم نحو الانخفاض في مختلف أنحاء العالم، قد تجد العديد من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة المجال لتخفيف مواقفها النقدية أيضا.

وقد يساعد هذا التحول المحتمل في استقرار عملات الأسواق الناشئة، ودعم النمو الاقتصادي، حيث تجعل أسعار الفائدة المنخفضة الاقتراض أقل تكلفة، وتحفز الاستثمار.

وصعدت عملات الأسواق الناشئة، خلال تعاملات الجمعة، إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عامين، مدفوعة بضعف الدولار الأميركي وانتعاش الأسهم عالميا.

وارتفع مؤشر «إم إس سي آي» لعملات الأسواق الناشئة نحو 0.4% إلى 1742.8 نقطة، الجمعة، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2022. وتصدر الوون الكوري الجنوبي المكاسب بين العملات الآسيوية بارتفاع تجاوز 1%.

وفي حين أن التأثيرات المباشرة لتراجع تجارة الفائدة سلبية بالنسبة إلى الأسواق الناشئة، فإن الاتجاه العام نحو خفض أسعار الفائدة على مستوى العالم قد يساعد في تحسين ظروفها.