خلصت دراسة بحثية جديدة إلى أن حوالي خُمس الأدوية المتاحة في القارة الأفريقية إما دون معايير الجودة العالمية أو مزيفة، ما يقرع أجراس الإنذار حول معضلة جديدة قد تكون السبب وراء موت عدد لا يُحصى من المرضى في القارة سنوياً.

وحلل باحثون من جامعة باهير دار في إثيوبيا 27 دراسة، ووجدوا أنه من بين سبعة آلاف و508 عينة دواء شملتها الدراسة، فشلت 1639 عينة على الأقل في اختبار جودة واحد، وجرى التأكد من أنها دون المستوى المطلوب أو مزورة، حسبما أوردت «ذا غارديان» البريطانية، الأحد.

وقال ناطق باسم منظمة الصحة العالمية إن المضادات الحيوية ومنتجات مكافحة الملاريا هي الأدوية الأكثر تزويراً في أفريقيا. وتعد مالاوي من بين أكثر البلدان التي تحتوي على أدوية مزيفة أو دون المعايير العالمية.

وكانت دراسة سابقة أجرتها منظمة الصحة العالمية وجدت أن واحداً من كل عشر منتجات طبية في البلدان النامية مزورة أو دون المعايير الدولية، بينها 42% في أفريقيا، و21% في الأميركتين، و21% في أوروبا.

- %10 ارتفاعًا في نسبة البلدان منخفضة الدخل بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- مبادرة أميركية لزيادة واردات الأغذية من أفريقيا

عوامل وراء انتشار  الأدوية المزيفة في أفريقيا
ووصفت رئيسة الأبحاث في «مؤسسة الوصول إلى الدواء»، وهي مجموعة غير ربحية مقرها أمستردام، كلوديا مارتينيز، النتيجة بأنها مصدر قلق كبير للصحة العامة.

وقالت: «إذا كان المرضى يحصلون على أدوية دون المستوى المطلوب أو مزيفة تماماً، فقد يؤدي ذلك إلى فشل علاجهم أو حتى الوفيات التي يمكن الوقاية منها».

وأشارت إلى وجود عوامل عدة ساهمت في المشكلة، مما حرم المرضى من الوصول إلى الأدوية الأساسية، أبرزها سلاسل توريد الأدوية المعقدة وغير الفعالة في الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة.

كما أشارت إلى اعتماد القارة الأفريقية بشكل كبير على عدد محدود من الموردين للأدوية الأساسية، وتواجه العديد من البلدان تحديات كبيرة في شراء المنتجات في الوقت المناسب ومراقبة جودة المنتجات في السوق بشكل فعال.

الأدوية المزيفة السبب في وفاة الآلاف في الصحراء الكبرى
وسبق أن نشر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، العام الماضي، تقديرات كشفت أن التكلفة البشرية للأدوية المزيفة والرديئة تصل إلى 500 ألف حالة وفاة سنوياً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

و«الأدوية الرديئة» تشير إلى تلك التي جرى ترخيصها ولكنها لا تلبي معايير الجودة، في حين أن «الأدوية المزيفة» هي تلك التي جرى تحريف هويتها أو تركيبها أو مصدرها عمداً.

ويمكن أن تحتوي المضادات الحيوية الرديئة أو المزيفة على جرعات غير صحيحة أو مكونات فعالة خاطئة، مما يؤدي إلى علاجات غير فعالة وبقاء سلالات مقاومة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن مثل هذه المنتجات من المرجح أن تغذي زيادة مقاومة مضادات الميكروبات.