قررت جمعية «ريستو دو كور» الفرنسية الشهيرة التي تساعد الفقراء تقليص عدد المستفيدين من مساعداتها الغذائية هذا الشتاء بسبب الصعوبات المالية التي تعانيها، بحسب ما أعلن رئيسها باتريس دوريه الأحد.
وأوضح دوريه «لسنا أقوياء بما يكفي اليوم لاستيعاب تدفق الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات الغذائية». وأضاف أن الجمعية التي أنشأها الممثل الراحل كولوش قد تضطر إلى إغلاق مطاعمها «في غضون ثلاث سنوات ما لم تُتَخَذ أي خطوات»، بحسب «فرانس برس».
وأشار إلى أن مطاعم «ريستو دو كور» أي «مطاعم القلب» تعاني هذه الضائقة المالية بسبب «الزيادة الكبيرة جدًا» في عدد الأشخاص الذين يطلبون المساعدة و«ارتفاع أكلاف تشغيلها» بفعل التضخم.
- حاويات المهملات في سوق بوينوس آيرس.. كنوز الفقراء في الأرجنتين
- الأرجنتين تنجز عملية «تاريخية» لإعادة جدولة دينها الداخلي
ووجّه دوريه قي إطلالة عبر محطة «تي إف 1» التلفزيونية الأحد «نداءً إلى القوى السياسية والاقتصادية» في فرنسا من أجل «إطلاق خطة طوارئ غذائية».
استبعاد نحو 150 ألف مستفيد
وارتفع عدد الذين قدمت الجمعية خدماتها إليهم من 1.1 مليون مستفيد طوال العام الماضي إلى نحو 1.3 مليون شخص حتى الآن هذه السنة. وفي الأشهر الأخيرة، «تضاعفت» موازنتها المخصصة لشراء المواد الغذائية التي يعاد توزيعها مجانًا على المستفيدين. وأمام هذا الواقع «البالغ التعقيد»، قررت مؤسسات «ريستو دو كور» تقليص عدد المستفيدين منها.
وإذ توقع دوريه استبعاد نحو 150 ألف مستفيد، قال «إنه أمر مؤلم حقًا، ولكن سنضطر إلى أن نقول لا بصورة جماعية للأشخاص الذين كان من الممكن أن نستقبلهم قبل التضخم، وسنضطر إلى الإقلال من كمية ما نقدمه للأشخاص الذين يستوفون معاييرنا». وتحتاج الجمعية رغم هذا الإجراء إلى 35 مليون يورو إضافية لإنهاء العام من دون الإخلال بتوازنها المالي.
وتبلغ موازنة تشغيل مطاعم «ريستو دو كور» التي توفر 35% من المساعدات الغذائية في فرنسا نحو 200 مليون يورو سنويًا، مصدرها مانحون من فئات مختلفة، بينهم أفراد وشركات، إضافة إلى مساعدات عامة من الدولة والاتحاد الأوروبي. وتتوقع الجمعية تقديم 170 مليون وجبة هذه السنة في مقابل 140 مليونًا في 2022.
تعليقات