Atwasat

استكمال مباحثات «الفرصة الأخيرة» لرفع سقف الدين الأميركي

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 23 مايو 2023, 08:12 مساء
WTV_Frequency

تستكمل الإدارة الديمقراطية وخصومها الجمهوريون، الثلاثاء، المباحثات بشأن رفع سقف الدين العام للولايات المتحدة وتفادي التخلف عن سداد الديون، غداة اجتماع بين الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي أجمع الطرفان على أنه كان مثمرا، وإن لم يفضِ إلى نتيجة.

ويرى تقرير لوكالة «فرانس برس» أن التباينات بين الطرفين لا تزال تعيق الاتفاق على رفع سقف الدين مع اقتراب الأول من يونيو، وهو التاريخ الذي رجّح مسؤولون أن يكون المهلة الأقصى لتوافر أموال في الخزينة، ما يجعل واشنطن من بعده عرضة للتخلف عن سداد ديونها للمرة الأولى في تاريخها.

ومنذ الأحد، يخوض فريقا بايدن ومكارثي مباحثات ليلية مضنية سعيًا إلى تذليل التباينات بشكل يتيح رفع سقف المديونية العامة أو تعليق العمل به، وإفساح المجال أمام الحكومة لاقتراض مزيد من الأموال وسداد مستحقات الديون المتوجبة عليها.

وغالبا ما كان رفع سقف الدين إجراء روتينيا يجري من دون خلاف يذكر، إلا أنه تحول إلى أداة للتجاذب السياسي. ويشترط الجمهوريون للقبول به هذا العام، موافقة بايدن بداية على خفض كبير في نفقات الميزانية. في المقابل، يتهمهم الديمقراطيون بأخذ الاقتصاد رهينة أجندة سياسية خصوصا قبل الانتخابات الرئاسية 2024.

- بايدن متفائل في مستهل اجتماعه مع مكارثي حول سقف الدين العام
- مكارثي عقب لقائه بايدن: لا اتفاق بعد حول سقف الدين

تفاوض «بحسن نية»
التقى بايدن ومكارثي الإثنين في البيت الأبيض مباشرة بعد عودة الرئيس من قمة مجموعة السبع في مدينة هيروشيما اليابانية، ما يعكس الأهمية التي يوليها الجانبان للمباحثات المعقدة المستمرة منذ أسابيع.

وأعاد اللقاء إحياء الآمال بإمكان التوصل إلى اتفاق قريب، بعد مواقف متناقضة وحادة في عطلة نهاية الأسبوع بلغت حد تعليق التفاوض الجمعة. وقال بايدن قبيل الاجتماع «أنا متفائل بأننا سنحرز تقدما»، بينما اعتبر في ختامه أن اللقاء كان مثمرا. ودعا إلى التفاوض «بحسن نيّة»، على رغم إقراره باستمرار الخلافات، وكالة «فرانس برس».

من جهته، قال مكارثي «لقد شعرت أننا أجرينا محادثات بناءة. ليس لدينا اتفاق بعد، لكنني شعرت أن النقاش كان بناء في مجالات لدينا فيها اختلافات في الرأي»، معتبرا أن أجواء اجتماع الأمس «كانت أفضل من كل المرات السابقة»، إلا أنه أقر بدوره باستمرار التباين.

وجددت وزيرة الخزانة جانيت يلين الإثنين التحذير من أنه من المرجح جدًا أن تنفد أموال الخزينة العامة بعد الأول من يونيو، ما يضع المعنيين أمام مهلة لا تتجاوز عشرة أيام لرفع سقف الدين أو تعليق العمل به، وذلك تحت طائلة تخلف أكبر اقتصاد في العالم عن سداد مستحقات ديونه.

الاقتراحات للخروج من المأزق
بعد ثلاث جولات من المباحثات المباشرة بين بايدن ومكارثي، يجري التداول باقتراحات عدة للخروج من المأزق. ومن هذه الاقتراحات، رفع سقف المديونية العامة وخفض الإنفاق الفدرالي، وتطبيق إصلاحات لتبسيط إجراءات الموافقة على مشاريع في مجال الطاقة، واستعادة ما يصل إلى 70 مليار دولار من معونات لم يجر إنفاقها كانت مخصصة لمعالجة تبعات الجائحة.

ويبقى خفض الإنفاق في العام المقبل إلى مستويات 2022 خطا أحمر يصر عليه الجمهوريون، لكنّ الديمقراطيين يرفضون الى الآن التعهد به. واقترحت إدارة بايدن تجميد السقوف الراهنة للإنفاق، إلا أنها ترغب في أن تكون لوزارة الدفاع (البنتاغون) حصة في أي خفض الإنفاق، وهو ما يتناقض مع الأهداف المعلنة للجمهوريين لتعزيز الإنفاق العسكري وأمن الحدود.

كما يريد بايدن أن تكون زيادة الضرائب على الشركات جزءا من أي خفض للإنفاق، وهو ما يرفضه الجمهوريون.

مهل وإجراءات
وإضافة إلى ضيق الوقت لإنجاز الاتفاق سياسيا، يتعيّن على المسؤولين الأميركيين أن يأخذوا في الاعتبار الوقت المطلوب لتحضير النصوص التي ستعرض على التصويت، والحصول على تقدير نهائي من مكتب الميزانية في الكونغرس، وإتاحة 72 ساعة للمشرعين لقراءة نصّ الاتفاق قبل بدء التصويت عليه.

وبعد انتهاء الإجراءات في مجلس النواب، يتعيّن أن يصادق مجلس الشيوخ على الاتفاق، وهو ما يتطلب عادة أسبوعا، لكن مسؤولي المجلس أكدوا نيتهم تسريع إجراءاتهم هذه المرة. ويخشى أن يكون للتخلف عن سداد الديون انعكاسات واسعة النطاق في الولايات المتحدة وخارجها على السواء.

ويتوقع محللون أن تعاني أسواق الأسهم الأميركية من صدمة موقتة في حال عجز وزارة الخزانة عن الوفاء بالتزاماتها، إضافة الى احتمال ارتفاع معدلات الفائدة وخصوصًا عوائد سندات الخزانة ومعدلات الرهن العقاري.

لكن يتوقع أن تكون الصدمات قصيرة الأجل، إذ يُرجّح أن يستجيب السياسيون بقوة على أي رد ملحوظ في السوق. وحتى إذا فوّتت واشنطن المهلة التي تنفد بعدها أموال الخزينة، سيظل أمامها خيارات مثل منح الأولوية لسداد الديون وتأخير مدفوعات أخرى.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بايدن يعتزم زيادة الرسوم على الصلب والألومنيوم الصينيَين ثلاث مرات
بايدن يعتزم زيادة الرسوم على الصلب والألومنيوم الصينيَين ثلاث ...
الأميركيون يلقون 68 مليون دولار سنويا في «القمامة»
الأميركيون يلقون 68 مليون دولار سنويا في «القمامة»
دراسة: تغير المناخ يقلص الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2050 بـنسبة 20%
دراسة: تغير المناخ يقلص الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2050 ...
واشنطن تعتزم إعادة فرض عقوبات نفطية على فنزويلا
واشنطن تعتزم إعادة فرض عقوبات نفطية على فنزويلا
بايدن يتهم الصين بـ«الغش» بشأن أسعار الصلب
بايدن يتهم الصين بـ«الغش» بشأن أسعار الصلب
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم