تصدرت معالجة أزمة الغذاء التي يعاني منها خُمس سكان أميركا اللاتينية جدول أعمال القمة الإيبيرية - الأميركية التي بدأت في جمهورية الدومينيكان الجمعة.
وأكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن تناول نظام غذائي صحي أساسي هو الأكثر تكلفة عالميًا في منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي، بمعدل 3.89 دولار للفرد في اليوم في 2020، مقارنة بـ3.19 دولار في أميركا الشمالية وأوروبا، بحسب «فرانس برس».
ولا يستطيع 22.5% من سكان المنطقة تحمّل هذا السعر، وفقًا للأمم المتحدة، أي أكثر من 130 مليون شخص في 2020. ومن المقرر أن يحضر القمة التي تستمر يومين رؤساء دول وحكومات من 14 دولة ناطقة بالإسبانية والبرتغالية في أميركا اللاتينية وأوروبا، من أصل 22.
إذ تقع شبه الجزيرة الإيبيرية في الركن الجنوبي الغربي من أوروبا، وهي ثاني أكبر شبه جزيرة في القارة من حيث المساحة بمساحة تقدر بنحو 230 ألف ميل مربع، ومعظمها منطقة جبلية. وأكبر دولة من حيث عدد السكان والمساحة في هذه المنطقة هي دولة إسبانيا، والتي تشكل حوالي 79 في % من شبه الجزيرة. ومن حيث عدد السكان، فإن أكبر مدينة هي العاصمة الإسبانية مدريد، والتي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة.
وهناك خمسة دولة من الدول الأوروبية تقع أراضيها في شبه الجزيرة الإيبيرية هي إسبانيا وفرنسا والبرتغال وأندورا، بالاضافة الى إقيلم جبل طارق التابعة للمملكة المتحدة.
مزيد من الدعم للاقتصادات المتعثّرة
ومن بين المجتمعين في سانتو دومينغو الملك الإسباني فيليبي السادس ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز، والرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، وزعماء من تشيلي وأوروغواي وهندوراس وغيرهم.
وأعلن مقدم القمة كان يُعدد الزعماء الوافدين حضور الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المفاجئ، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها مادورو بالقمة منذ توليه السلطة في 2013. وتشكك دول عديدة مشارِكة في القمة بشرعيته منذ إعادة انتخابه في 2018 بينها إسبانيا والإكوادور وباراغواي. ولم يحضر مادورو حفل الافتتاح، لكن كانت مشاركته في المناقشات متوقعة.
- قمة إقليمية لـ15 دولة وحكومة من أميركا اللاتينية في العاصمة الأرجنتينية
- هل تنجح مساعي بايدن لتأكيد نفوذ واشنطن في أميركا اللاتينية رغم التغلغل الصيني؟
وتأمل أميركا اللاتينية التي تواجه عامًا «صعبًا» في 2023 وفقًا لتوقعات بنك التنمية للبلدان الأميركية أن يسفر الاجتماع عن مزيد من الدعم لاقتصاداتها المتعثّرة.
خارطة طريق ترسم السبيل نحو الأمن الغذائي
وقال نائب وزير السياسة الخارجية في جمهورية الدومينيكان روبن سيلي، في مؤتمر صافي هذا الأسبوع، إن التمويل سيكون «نقطة مركزية». وأضاف أن قسمًا كبيرًا من التمويل الحالي «لا يأخذ في الحسبان الوضع المتأزم الذي تمر به بلداننا».
وقال سيلي مشيرًا إلى حرب أوكرانيا «لا يستجيبون بشكل كاف لمديونية الدول و... عبء الأزمة الصحية ومن ثم الأزمة في أوروبا».
وقال الأمين العام للمجموعة الإيبيرية الأميركية أندريس ألاماند، إن القمة يجب أن تُقر «خارطة طريق ترسم السبيل نحو الأمن الغذائي» والمواثيق التي تتناول التهديدات التكنولوجية وحماية البيئة. وقال في بيان إنه يتعين عليها أيضاً أن تتبنّى «اقتراحًا لهيكل مالي دولي أكثر عدلاً وشمولاً يسمح بتمويل التعافي بعد الوباء».
وسيكون الاجتماع بمثابة التحضير لقمة للجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التابعة للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، في يوليو، وفقًا للمحلل في مركز «كرايسز غروب» للأبحاث ماريانو دي ألبا.
الأمن الغذائي، والتحديات البيئية، والوصول إلى التكنولوجيا
وأكد أن «قضايا عديدة مطروحة على جدول أعمال القمة الإيبيرية - الأميركية ستتمحور حولها قمة يوليو». وتشمل القضايا «تعزيز الروابط والتنسيق بين أوروبا والمنطقة لمعالجة ثلاث قضايا: الأمن الغذائي، والتحديات البيئية، وكيفية التعاون لتعزيز الوصول إلى التكنولوجيا».
وتوقع بنك التنمية للبلدان الأميركية نموًا اقتصاديًا بنسبة 1.0% لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وقدّر صندوق النقد الدولي أن يبلغ النمو 1.8%. ومن أبرز الغائبين عن القمة الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي لم يرسل وزير خارجيته بل وكيلاً للوزارة.
ورأى دي ألبا أن هذا يعكس التوترات بين إسبانيا والمكسيك بعدما اتهم لوبيز أوبرادور شركات إسبانية بدفع رشى في بلاده في الماضي مقابل الحصول على عقود.
تعليقات