Atwasat

لبنان: تفريق تظاهرة لعسكريين متقاعدين احتجاجا على تدهور ظروف المعيشة

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 22 مارس 2023, 03:49 مساء
WTV_Frequency

شارك مئات اللبنانيين، اليوم الأربعاء، غالبيتهم عسكريون متقاعدون، في تظاهرة وسط بيروت احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية، بينما عملت القوى الأمنية على تفريقهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع بعد محاولتهم اقتحام حرم السراي الحكومي.

وأعاد هذا التحرك إلى الأذهان التظاهرات غير المسبوقة التي شهدها لبنان في خريف 2019 احتجاجًا على بدء تدهور الأوضاع الاقتصادية مطالبين برحيل الطبقة السياسية التي لا تزال تمسك حتى اليوم بزمام الأمور من دون أن تقدم أي حلول، وفق وكالة فرانس برس.

وتجمّع المتظاهرون في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، مقابل السراي الحكومي. ورفع بعضهم الأعلام اللبنانية مرددين هتافات مناهضة للسلطة. وحمل أحد المتظاهرين بينما ارتدى زيًا عسكريًا لافتة كتب عليها «نناشد المجتمع العربي والدولي أن يخلصونا من الطبقة الحاكمة الفاسدة»، ممهورة بتوقيع «متقاعدي الجيش اللبناني».

كر وفر في التظاهرة
وتخلل التظاهرة عمليات كر وفر بعد إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين من أجل تفريقهم، بعد تمكن مجموعة منهم من إزالة الأسلاك الشائكة والتقدّم باتجاه حرم السراي الحكومي، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان. وأصيب متظاهر بجروح في رأسه خلال إطلاق القنابل المسيلة للدموع، وعنصر من الجيش جراء رشق المتظاهرين للحجارة، وفق ما شاهد مراسلو فرانس برس.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان عن حالات إغماء في صفوف المتظاهرين. وقالت إن عناصر من الجيش فصلوا بين المتظاهرين والقوى الأمنية، لاحتواء التوتر بعد إطلاق القنابل المسيلة للدموع بكثافة. وقال العميد المتقاعد خالد نعوس (70 عامًا) لـ«فرانس برس» «كان راتبي حوالي أربعة آلاف دولار قبل الأزمة، وهو يعادل 150 دولارًا اليوم». وأضاف «نشعر بالذل بينما نحاول أن نعيش حياة كريمة لأننا غير قادرين على تأمين مستلزمات منزلنا ... بلغنا مرحلة اليأس، إذ أخذت المصارف تعويضات تقاعدنا ولم تبق لنا رواتب، ولهذا ننزل اليوم إلى الشارع».

يشهد لبنان منذ صيف 2019 أزمة اقتصادية صنّفها البنك الدولي بين الأسوأ منذ العام 1850، وتُعتبر الأسوأ في تاريخ لبنان. ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وقيود مصرفية مشددة، لم يعد بإمكان المودعين معها الوصول إلى مدخراتهم العالقة. وسجّلت الليرة أمس الثلاثاء انهيارًا تاريخيًا مع تجاوز سعر الصرف عتبة 140 ألف مقابل الدولار، ما تسبب بارتفاع أسعار السلع كافة خصوصًا المحروقات والسلع والمواد الغذائية التي باتت تسعّر بالدولار بعد رفع الدعم عنها. وتوقفت محطات بنزين عدّة عن بيع المحروقات.

وانخفض سعر الصرف الأربعاء إلى قرابة 110 آلاف مقابل الدولار، غداة إصدار مصرف لبنان تعميمًا للحد من انهيار الليرة التي خسرت قرابة 98% من قيمتها. وقال متظاهر عرّف عن نفسه باسم حاتم (73 عامًا) وهو أستاذ متقاعد من التعليم الثانوي لـ«فرانس برس» «أقبض راتبي بالليرة، وكل من ينالون رواتبهم بالليرة انهارت معيشتهم ولم يعد بإمكانهم توفير الحد الأدنى من احتياجاتهم».

وأضاف «كيف أعيش؟ يعادل راتبي مئة دولار بينما فاتورة المولد مئة دولار»، في إشارة إلى المولدات الخاصة التي تغطي ساعات انقطاع الكهرباء طوال اليوم وتطلب من الزبائن الدفع بالدولار أو وفق سعر صرف السوق السوداء. وتابع حاتم «بتّ مضطرًا لأن أكون نباتيًا باعتباري غير قادر على شراء اللحمة أو قارورة الغاز»، موضحًا أنه يتنقل منذ أسابيع سيرًا على الأقدام في بيروت لعجزه عن توفير الوقود لسيارته.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم