دفعت عقوبات فرضتها السلطات الصينية حديثاً على مالكي مليارات في مجال التكنولوجيا، وعلى نجوم لم يدفعوا ضرائب متوجبة عليهم، بالإضافة إلى ثلاث سنوات من تطبيق سياسة «صفر-كوفيد»، أثرياء صينيين إلى البحث عن ملاذ خارج البلاد.
وتشهد سنغافورة قدوم عائلات ثرية جداً من الصين، تغادر بلدها بأعداد متزايدة بهدف إبعاد ثرواتها عن متناول الحزب الشيوعي، وأصبحت بذلك سنغافورة المركز المالي الآسيوي الوجهة الأولى لرواد الأعمال الفارين من الصين، وفق ما أكدت مصادر مطلعة لـ«فرانس برس».
إبعاد الثروات عن متناول السلطات الصينية
ويسمح الانتقال إلى سنغافورة لأكثر الصينيين ثراء بإبعاد ثرواتهم عن متناول السلطات الصينية، بعد نشر الإعلام قضايا عدة أثارت خشيتهم.
وتكبّد المؤسس والرئيس السابق لشركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة «علي بابا» جاك ما خسائر قُدّرت بـ25 مليار دولار عندما أوقفت الصين في اللحظة الأخيرة عملية طرح ضخمة لمجموعته في البورصة في 2020.
- الصين: تخفيضات ضريبية بأكثر من 620 مليار دولار العام الماضي
- هونغ كونغ تشجع السياحة بـ500 ألف بطاقة طيران مجانية للزوار من دول العالم
ويخشى رواد أعمال كبار آخرون أن يستهدفهم الحزب الشيوعي أيضاً، أو أن يضطروا إلى بيع مجموعاتهم بسعر منخفض، وفق ما أكد مدير أعمال محاسبة في القطاع.
وقال المتخصّص: إن «الانتقال الى سنغافورة يساعد في حماية ثروة العائلة لأجيال عدة». ولفت مصدر مطلع آخر إلى أن سنغافورة باتت تشكل أكثر فأكثر مكاناً للاستقرار. وتشير هيئة النقد في سنغافورة إلى أنّ عدد الشركات العائلية بلغ أكثر من الضعف من 2020 إلى 2021 ووصل إلى 700.
واحدة من كل شركتين عائليتين جاءت من الصين
ويقدّر لوه كيا مينغ، الرئيس المشارك في خدمة إدارة الثروات في شركة دينتون روديك للمحاماة، أن عددها في الجزيرة بلغ حوالى 1500 بنهاية 2022. وقال: «لن أتفاجأ إذا بيّنت الأرقام الإجمالية أن واحدة من كل شركتين عائليتين جاءت من الصين».
ويتوقع أن يستمر تدفق أثرياء الصين إلى سنغافورة حتى مع رفع بكين القيود التي فرضتها لمكافحة «كوفيد-19». ويدفع تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين بدوره بعض رواد الأعمال إلى مغادرة الصين.
سنغافورة «منطقة محايدة عملية جداً»
وقال سونغ سينغ وون الخبير الاقتصادي في شؤون منطقة آسيا في مصرف «سي أي أم بي» الخاص: إن سنغافورة «منطقة محايدة عملية جداً» تتيح للأثرياء الكبار تأسيس أعمال. وتمكنت سنغافورة من الحفاظ على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وعلى علاقات تجارية قوية مع الصين، ما عزز أمنها.
وقال لوه: إن «اهتمام وسائل الإعلام بأثرياء أنشأوا شركة عائلية في سنغافورة جعل جزيرتنا الصغيرة تحت الأضواء». وأكد أن زبائنه يفكرون أنه «إذا كان أغنياء هذا العالم يتوجهون إلى سنغافورة، فلماذا لا أقوم بذلك أيضاً؟».
تعليقات