Atwasat

أعمال صغيرة وأحلام كبيرة... عراقيات يتخطين الحواجز وينشئن مشاريعهن الخاصة

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 25 يناير 2023, 10:26 صباحا
WTV_Frequency

حين أطلقت العراقية آلاء عادل قبل أشهر دارها الخاص لتصميم الأزياء، لم تكن التحديات سهلة، إذ إنه بالإضافة إلى العقبات التي تواجه الشباب عامةً في سوق العمل في بلد يشهد اضطرابات اقتصادية وسياسية، النساء خاصة يواجهن صعوبات إضافية، وفق تقرير لوكالة «فرانس برس».

وتجد العديد من العراقيات في فتح عملهنّ الخاص مغامرة شاقة، لأسباب تتنوّع، وفق تقرير لمنظمة الهجرة الدولية نشر في أكتوبر 2022، بين «العادات والتقاليد الجنسانية... وتلك التي تحصر المرأة في دورها المنزلي والتربوي»، وصولا إلى «ضعف الوصول إلى رأس المال» و«المعرفة المحدودة التي غالبا ما تتمتع بها النساء حول ممارسة الأعمال التجارية».

مشروع آلاء الخاص
اصطدمت آلاء عادل، البالغة من العمر 33 عاما، منذ أن تخرّجت في جامعة بغداد في اختصاص تصميم الأقمشة والأزياء، بالعديد من تلك العقبات. وبين رغبتها بالعمل في اختصاصها كمصممة أزياء ونقص الفرص في هذا المجال، قررت عادل التي تدرّس كذلك في كلية الفنون بجامعة بغداد، أن السبيل الوحيد لذلك هو فتح مشروعها الخاص. وتقول «بدأت أقدّم طلبات لمنظمات أو جهات مانحة تدعم الثقافة والفن، لكن مشروعي كان يرفض دائما لأن ليست لدي خبرة في وضع المشروع... لم أكن أعرف ما هي الخطوات التي يجب أن أتبعها».

بالإضافة إلى ذلك، القطاع الخاص ضعيف إجمالاً في العراق، ويتجه كثر للعمل في القطاع العام، ما يزيد من تعقيد مهمة إطلاق الأعمال الخاصة أمام الشباب. وحسب منظمة العمل الدولية، يعمل 37.9% من السكان الناشطين في العراق في القطاع العام، واحد من أعلى المعدلات في العالم.

تمويل من السفارة الفرنسية
عندما أطلقت مؤسسة المحطة لريادة الأعمال في بغداد برنامج «رائدات» بتمويل من السفارة الفرنسية، والهادف إلى تدريب النساء على كيفية إنشاء مشاريعهنّ الخاصة، وجدت آلاء في ذلك فرصة لاكتساب الخبرة التي تنقصها وانضمت إلى المشروع. وتروي لـ«فرانس برس» من مشغلها الصغير الواقع في حيّ الكرادة التجاري في العاصمة، وقد أحاطت بها كرات الخيطان وآلات الخياطة والأقمشة المبعثرة، أن «هذه المراحل التي مررت بها أعطتني الثقة بأن أبدأ مشروعي».

وتحوّل الحلم إلى حقيقة في صيف 2022 بعدما اقترضت آلاء مبلغا مدعوما من أحد المصارف، فأطلقت دار الأزياء «العراق كوتور»، التي تطمح إلى أن تصبح مساحة عمل مشتركة لمصممي أزياء عراقيين آخرين. كأمّ لولدين، لعلّ أكثر العقبات التي كانت آلاء تخشاها عند إطلاق عملها، هي «غياب مؤسسات تربوية حكومية يمكن للأم أن تضع أولادها فيها وتذهب إلى العمل وتكون مطمئنة». ونجحت آلاء في تحدي الاعتبارات الاجتماعية والصعوبات المادية ونقص الخبرة، في وقت لا تتجرأ فيه ملايين النساء العراقيات على اتخاذ هكذا خطوة، ولا يزال وجودهن في سوق العمل بشكل عام ضعيفاً.

وحسب مسح لمنظمة العمل الدولية نشرت نتائجه في يوليو 2022، «هناك نحو 13 مليون امرأة في سن العمل في العراق»، «ومع ذلك فهناك نحو مليون فقط يعملن». ويشير المسح إلى أن «معدل مشاركة الإناث في القوى العاملة كان منخفضا بشكل خاص حيث بلغ 10.6% مقارنة بـ68% للذكور».

تمييز ضد النساء العراقيات
وترى شموس غانم، صاحبة متجر للأغذية الصحية ومطلقة مبادرة «نساء عراقيات في مجال الأعمال»، أن هناك «تمييزا حاصلا ضدّ النساء» في مجال العمل، فالرجال «يهيمنون على كثير من القطاعات أما النساء فيكنّ على الهامش ولا يسلّط الضوء عليهنّ». كذلك، هناك «مساحة محدودة» للمرأة يمكن «لها فيها أن تنمو وتتطور»، كما تضيف شموس البالغة من العمر 34 عاما.

وتحاول شموس، الأم لابن، سدّ هذه الثغرة في الخبرة عند النساء وتوفّر خدمة التوجيه المهني لهنّ بشكل خاص عبر الإنترنت، ومجانا وتقول إن أغلب من يتواصلن معها يكنّ «أمهات ابتعدن لفترة طويلة عن سوق العمل، ولا يعرفن كيف يعدن. ويسألن أنفسهن إن كان المجتمع سوف يتقبلهن، بعد فترة طويلة من انقطاعهن عن العمل».

وأسست شموس عملها الخاص في أكتوبر 2021، وكان الذهاب إلى السوق والبحث عن مزودين التحدي الأكبر أمامها. وتروي «حين ذهبت للبحث عن مزودين للمرة الأولى، رأيت أن الموضوع صعب، كان حولي عدد كبير من الرجال، وأنا امرأة أسير في الشارع... كان الأمر مقلقا بالنسبة لي». وتضيف «كنت أخشى أن أتعرض للتحرش أو المضايقة... هذه واحدة من المشاكل التي تدفع النساء العازبات إلى التردد في العمل، حتى الأهل لا يسمحون لها باتخاذ هذه الخطوة خوفا عليها».

بالإضافة إلى صعوبة دخول الأسواق للتزود بالمواد الأولية من دون رجل، وجدت شموس أيضا أن المستثمرين مثلاً يترددون في الدخول في عمل مع النساء، ما لم يكن هناك رجل في الصورة. مع ذلك، تطمح شموس في أن يكبر متجرها الخاص بالأغذية الصحية «هوليفك» الذي تديره الآن من المنزل. وتقول «حلمي بعد خمس سنوات أن يكون عندي مطعمي الخاص الصحي، وأن يكون مكانا يدعم النساء اللاتي يردن العمل في هذا القطاع».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
دراسة: تغير المناخ يقلص الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2050 بـنسبة 20%
دراسة: تغير المناخ يقلص الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2050 ...
واشنطن تعتزم إعادة فرض عقوبات نفطية على فنزويلا
واشنطن تعتزم إعادة فرض عقوبات نفطية على فنزويلا
بايدن يتهم الصين بـ«الغش» بشأن أسعار الصلب
بايدن يتهم الصين بـ«الغش» بشأن أسعار الصلب
تقرير يكشف إضافة «نستله» السكر في حليب الأطفال المباع للدول الفقيرة
تقرير يكشف إضافة «نستله» السكر في حليب الأطفال المباع للدول ...
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم