Atwasat

رغم الظروف المناخية القاسية.. منتجو الصمغ العربي في السودان يتمسكون بزراعته وسط التحديات

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 22 يناير 2023, 07:38 مساء
WTV_Frequency

من نبتة الأكاسيا في المناطق القاحلة في السودان، نتج الصمغ العربي، الضروري في صناعة المشروبات الغازية في العالم، حيث تقاوم الشجرة درجات الحرارة المرتفعة بشكل متزايد، لكنّ المزارعين باتوا يكافحون لزراعتها.

وتوضح المنسقة الوطنية لجمعية منتجي الصمغ في الهيئة القومية للغابات، فاطمة رملي، التي تضم سبعة ملايين عضو، أن صمغ الأكاسيا «نبتة مهمة لمكافحة التصحر، إذ تقاوم الجفاف وتزيد من خصوبة التربة، وهو أمر ضروري لزيادة الإنتاج الزراعي»، بحسب تقرير لـ«فرانس برس».

ويشير التقرير إلى أن هذا الصمغ المصنوع من عصارة صلبة مأخوذة من شجرة الأكاسيا، هو مستحلب يحمل أهمية كبيرة في الصناعات العالمية. ويُستخدم هذا المكون الطبيعي في صناعات شتى، من المشروبات الغازية إلى العلكة مرورًا بالمستحضرات الصيدلانية.

 الصمغ الغربي مفخرة للسودان
ويشكل إنتاج الصمغ الغربي مفخرة للسودان الذي يحتل صدارة البلدان المنتجة له عالميًا ويستحوذ على حوالي 70% من تجارته العالمية، بحسب الوكالة الفرنسية للتنمية.

حتى أن هذا الصمغ بقي معفى من العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على السودان على مدى عقود في ظل حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، من جانب الولايات المتحدة التي تُبدي صناعاتها الغذائية والدوائية نهمًا كبيرًا على هذا الصمغ، الذي يشكل خصوصًا مكونًا رئيسيًا في المشروبات الغازية.

-  السودان.. اشتباكات قبلية في دارفور تودي بحياة 11 شخصا
-  سفير أميركا في السودان يدعو معارضين للمشاركة في الاتفاق السياسي

ولكن لحصاد هذا الصمغ الثمين، يجب على المزارعين أن يتحملوا الظروف المناخية القاسية نفسها مثل الأكاسيا، أحد أفضل الأشجار تكيفًا في العالم مع الجفاف وتغير المناخ.

ويقول محمد موسى الذي يجمع الصمغ من أشجار منتشرة في غابة الدموكيه المملوكة للدولة، لوكالة «فرانس برس» «نعمل لساعات تحت الشمس الحارقة» للحصول في نهاية المطاف «على ما يكفي بالكاد لشراء الماء حتى حلول موسم الأمطار».

ارتفاع مضاعف في الحرارة 
في كردفان، يبلغ ارتفاع درجات الحرارة المسجلة في المنطقة ضعف المتوسط العالمي، أي درجتين إضافيتين في أقل من ثلاثين عامًا، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).

ويكافح البشر للتكيف مع المناخ الجاف والتصحر. وتضاف إلى الجفاف تقلبات الأسعار العالمية للصمغ العربي. لذلك يفضل مزارعون كثر قطع شجر الأكاسيا وبيعه لصنع الفحم، من أجل الحصول على دخل أكثر استقرارًا أو العمل في مناجم الذهب القريبة. ومن بين هؤلاء، أربعة من أبناء عبدالباقي أحمد الخمسة، الذين اختاروا العمل الشاق في مجال التعدين بدلًا من الاهتمام بأشجار الأكاسيا الخاصة بوالدهم.

الأمر نفسه حصل مع عبدالله بابكر، إذ فضّل أبناؤه الثلاثة التنقيب عن الذهب على تسلق الأكاسيا. ويقول الرجل البالغ 72 عاما «إنهم يريدون وظيفة ذات أجر أعلى».

وأمام هذا الوضع، يعمل السودان الذي صدر 88 ألف طن من الصمغ العربي العام 2021 مقابل 110 ملايين دولار، بحسب البنك المركزي، على استبدال أشجار الأكاسيا المقطوعة للحطب أو البناء.

حزام الصمغ العربي 
وتقول رملي التي تعمل في وزارة الزراعة والغابات في السودان «لقد حاولنا إعادة زرع الأشجار في المناطق التي تدهورت ولمنع انحسار حزام الصمغ العربي»، في إشارة إلى منطقة تبلغ مساحتها حوالي 500 ألف كيلومتر مربع وتمتد من دارفور على الحدود مع تشاد، إلى القضارف قرب إثيوبيا.

في الآونة الأخيرة، منحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عشرة ملايين دولار لوزارة الزراعة والغابات لمساعدة مزارعي الأكاسيا في الحفاظ على سبل عيشهم. وتهدف هذه المساعدة أيضًا إلى تمويل «السور الأخضر العظيم»، وهو مشروع ضخم من المفترض أن يغطي منطقة شاسعة من الساحل الأفريقي إلى القرن الأفريقي، بالأشجار بهدف احتواء التمدد المتواصل للصحراء.

الجفاف أحد الصعوبات الرئيسية 
ويشرح الباحث في هيئة البحوث الزراعية مدني إسماعيل أن «الجفاف هو أحد الصعوبات الرئيسية التي يواجهها السكان» الذين يعيشون في المناطق المزروعة بأشجار الأكاسيا. 

وليس عبدالباقي أحمد غريبًا عن هذا الوضع، إذ دأب على قطع لحاء أشجار الأكاسيا منذ أكثر من 30 عامًا لإزالة السائل الذي يتجمد بسرعة ويتحول إلى كرات بلون الكهرمان.

ويقول الرجل البالغ 52 عاما والمالك لما يقرب من 30 هكتارا من أشجار الأكاسيا في قرية البوطي على بعدد 55 كيلومترًا من الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان وسط السودان، «عائلتي هي التي علمتني هذا العمل الجاد». 

أما محمد موسى، فقد علّم مهنته لأبنائه «حتى لو لم يكونوا مهتمين بها. بهذه الطريقة على الأقل، إذا لم يكن لديهم أمر آخر لامتهانه، يمكنهم الاستعانة بها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
إيلون ماسك يستعد لزيارة الهند بحثاً عن فرص جديدة
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
ما رهان الاتحاد الأوروبي لوقف تراجعه الاقتصادي؟
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
مديرة صندوق النقد قلقة من الوضع «المروع» في السودان واليمن
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
صندوق النقد: العجز الأميركي يهدد الاقتصاد العالمي
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
تعاون عراقي-أميركي في مجال الكهرباء والطاقة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم