دفع الغزو الروسي لأوكرانيا بلدان العالم لتعزيز الكفاءة في استخدام الطاقة، ما يخلق «إمكانات هائلة» للتعامل مع ارتفاع الأسعار والأمن وتغير المناخ، وفق ما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة، الجمعة.
وزادت الحكومات الدعم للوقود الأحفوري للتخفيف من حدة ارتفاع أسعار الطاقة، غداة حرب أوكرانيا التي عطّلت إمدادات الغاز ورفعت الأسعار، حسب وكالة «فرانس برس».
وخلص تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة إلى أن الأمر دفع صانعي السياسات والمستهلكين لتخفيف استهلاك الطاقة، ما أدى إلى استثمارات قياسية في الإجراءات المرتبطة بالكفاءة في استخدام الطاقة، مثل إعادة تأهيل المباني والبنى التحتية للنقل العام والسيارات الكهربائية.
وقال المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، إنه بعد صدمات سبعينيات القرن الماضي النفطية، أدخلت الحكومات «تحسينات ملموسة» في مجال كفاءة استخدام الطاقة، خصوصًا في السيارات والمعدات الكهربائية والأبنية، مضيفًا «في ظل أزمة الطاقة اليوم، نرى مؤشرات إلى أن كفاءة استهلاك الطاقة تُمنح أولوية مجددًا».
وتابع: «كفاءة استهلاك الطاقة ضرورية للتعامل مع أزمة اليوم، نظرًا لإمكاناتها الهائلة في المساعدة على التعامل مع تحديات القدرة على تحمل التكاليف وأمن الطاقة وتغير المناخ».
دعم قياسي لمشروعات الطاقة
ووفقا لبحث الوكالة، استثمرت حكومات وصناعات وجهات مبلغًا قياسيًا قدره 560 مليار دولار هذا العام في إجراءات مرتبطة بكفاءة الطاقة، وتشير بيانات أولية للوكالة للعام 2022 أيضًا إلى أن الاقتصاد العالمي استخدم الطاقة بشكل أكثر كفاءة بنسبة 2% مقارنة بالعام 2021، وهو ضعف المعدل المسجّل في السنوات الخمس الماضية.
وذكرت وكالة الطاقة أن على التحسينات أن ترتفع إلى 4% لبلوغ أهداف التخلي عن الكربون بحلول منتصف القرن، لافتة إلى أنه في حال واصلت الاتجاهات الحالية تحسنها، فيمكن للعام 2022 أن «يشكّل منعطفًا مهمًا بالنسبة للكفاءة»، وأشارت إلى أن التطورات التي شهدها العام الحالي «غيّرت دينامية أسواق الطاقة لعقود مقبلة».
تعليقات