اتفق الاتحاد الأوروبي على خطة لخفض استهلاك الغاز، الثلاثاء، في خطوة للتضامن مع ألمانيا والرد على استخدام روسيا الإمدادات سلاحًا اقتصاديًا.

وستشهد الخطة التي أقرها وزراء الطاقة في بروكسل استثناءات، إذ شعرت بعض دول الاتحاد الأوروبي بالقلق من تقديم تضحيات كبيرة لبرلين ولدول غير ساحلية، وفق ما أفادت وكالة «فرانس برس».

لكن المجر كانت البلد العضو الوحيد الذي عارض الخطة التي أقرت بتصويت بالأغلبية، بينما أشاد مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي بالاتفاق على اعتباره انتصارًا لوحدة صف التكتل.

المجر تعارض الخطة الأوروبية
وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيجارتو في بروكسل: «كنا الوحيدين الذين أشاروا إلى أننا نصوت بـ(لا)، أي أن المجر تصوت بـ(لا) لهذا المرسوم، بالنظر إلى أنه يتجاهل تمامًا مصالح الشعب المجري». وأضاف للصحفيين بعد موافقة وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي على الاقتراح: «هذا اقتراح غير مبرر وعديم الفائدة وغير قابل للتنفيذ وضار».

وقال مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي: «في محاولة لزيادة أمن الاتحاد الأوروبي من إمدادات الطاقة، توصلت الدول الأعضاء اليوم إلى اتفاق سياسي على خفض طوعي للطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 15% هذا الشتاء».

- رئاسة الاتحاد الأوروبي تعلق على إعلان «غازبروم» خفض شحناتها من الغاز

وأضاف البيان أن «نظام المجلس يتوقع احتمال إطلاق (تحذير الاتحاد) بشأن أمن الإمدادات، ما يعني أن خفض الطلب على الغاز سيصبح إلزاميًا». وتابع أن «الهدف من خفض الطلب على الغاز هو الاقتصاد في الاستهلاك قبيل الشتاء للاستعداد لاضطرابات محتملة في إمدادات الغاز من روسيا التي تواصل استخدام إمدادات الغاز سلاحًا».

ألمانيا ارتكبت خطأ استراتيجيا
ورأى تقرير وكالة «فرانس برس» أن ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، التي تعتمد على الغاز الروسي إلى حد كبير، ستبقى تحت رحمة إمدادات «غازبروم» لسنوات إلى حين تأمين مصادر بديلة.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، لدى وصوله: «إنه أمر صحيح بأن ألمانيا، عبر اعتمادها على الغاز الروسي، ارتكبت خطأ استراتيجيًا، لكن حكومتنا تعمل.. على تصحيح ذلك».

وأشارت فرنسا بدورها إلى أن إظهار التضامن مع برلين سيساعد بدوره في حماية أوروبا بأسرها، وإن كانت حصة ألمانيا بلغت نسبتها 40% من واردات الغاز الأوروبية التي أتت من روسيا العام الماضي.

وقالت الوزيرة الفرنسية للتحول في مجال الطاقة، أنييس بانييه روناشيه، إن «سلاسلنا الصناعية متداخلة بشكل كامل: إذا تعطلت الصناعات الكيميائية في ألمانيا، يمكن أن تتوقف الصناعة الأوروبية بأكملها».

ما تأثير الخطة الأوروبية؟
وتطلب الخطة من الدول الأعضاء خفض استهلاك الغاز طوعًا بنسبة 15%، بناء على معدل خمس سنوات للأشهر المعنية، اعتبارًا من الشهر المقبل وخلال الشتاء التالي حتى مارس.

وأفاد وزير الصناعة التشيكي جوزيف سيكيلا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن الخطة ستشكل ردًا قويًا على خطة «غازبروم» خفض شحنات الغاز إلى أوروبا.

وقال سيكيلا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سيواصل ألاعيبه القذرة في سوء استخدام إمدادات الغاز والابتزاز» عبرها. وأفادت «غازبروم» بأنها ستخفض شحنات الغاز اليومية بنحو 20% اعتبارًا من الأربعاء.

سلسلة إعفاءات
ورفضت دول الاتحاد الأوروبي بالفعل مقترحًا تقدمت به المفوضية الأوروبية في وقت سابق لمنح بروكسل (بدلًا عن الدول الأعضاء) سلطة فرض خفض على استهلاك الغاز في حالات الطوارئ. كما سيتم تكييف هدف 15% مع وضع كل بلد عبر سلسلة إعفاءات، مع أخذ مستوى المخزونات لدى كل منها بالاعتبار وإن كانت لديها خطوط أنابيب لمشاركة الغاز.

وقالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا رودريغيز: «لا أحد يتحدى الحاجة للتضامن، لكن معنى التضامن قد يكون متباينًا للغاية، ولم يكن المقترح الأولي بالضرورة النهج الأكثر فعالية».

ويتوقع بأن توضع استثناءات لدول جزرية مثل أيرلندا وقبرص ومالطا ودول أخرى ترتبط بشكل محدود بشبكة إمدادات الغاز المترابطة مثل إسبانيا والبرتغال.

خطوة «غازبروم»
وأعلنت «غازبروم»، الإثنين، أنها ستوقف تشغيل أحد آخر التوربينين العاملين بسبب «مشكلة تقنية في المحرك»، لكن مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون رفضت الأمر. وقالت: «نعرف أنه لا يوجد سبب تقني للقيام بذلك». وأضافت «هذه خطوة مدفوعة سياسيًا، وعلينا أن نستعد لذلك ولهذا السبب بالذات يعد الخفض الاستباقي لطلبنا على الغاز استراتيجية حكيمة».