واصل معدل التضخم السنوي في مصر الارتفاع ليبلغ 14.9% في شهر أبريل، حيث تستمر موجة ارتفاع أسعار الغذاء وسط ترقب لقرار البنك المركزي المصري حول سعر الفائدة بعد قيام الفدرالي الأميركي بزيادتها لأول مرة منذ أكثر من عقدين.
وأفاد الجهاز المركزي المصري للإحصاء، في بيان الثلاثاء، أن «معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية سجل 14.9% لشهر أبريل 2022 مقابل 4.4% لنفس الشهر من العام السابق»، بحسب «فرانس برس».
ارتفاع أسعار «الطعام والمشروبات» بنسبة تخطت 29%
وعزا جهاز الإحصاء الزيادة في معدل التضخم إلى ارتفاع أسعار «الطعام والمشروبات» بنسبة تخطت 29% على رأسها الخضراوات والزيوت والحبوب. ويشهد العالم زيادة ملحوظة في أسعار الحبوب والزيوت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا نهاية فبراير.
- الجنيه المصري يتراجع 0.2% مع ارتفاع الدولار لأعلى مستوى في عامين
- مصر ترفع سعر الدولار الجمركي إلى 17 جنيها
وتعد مصر من أكبر مستوردي القمح في العالم، وقد اعتمدت على روسيا وأوكرانيا في استيراد 85% من احتياجاتها منه، فضلًا عن 73% من واردات زيت دوار الشمس.
رفع نسب الفائدة الرئيسية بنصف نقطة مئوية
والأسبوع الماضي، أعلن الاحتياطي الفدرالي الأميركي رفع نسب الفائدة الرئيسية بنصف نقطة مئوية، في أول خطوة بهذا الحجم منذ العام 2000، في إطار جهوده لاحتواء أعلى معدل تضخم يسجل في البلاد منذ أربعة عقود، فيما يترقب المصريون اجتماع البنك المركزي المصري المقرر في 19 من الشهر الجاري لتحديد أسعار الفائدة.
من جهة أخرى، أصدرت شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف المالي والائتماني الأميركية، الأحد، مؤشر مديري المشتريات في مصر الذي يعكس النشاط الاقتصادي للقطاع الخاص غير المنتج للنفط في البلاد، وأظهر المؤشر ارتفاعًا طفيفًا ليصل إلى 46.9 نقطة في أبريل من 46.5 نقطة في الشهر السابق له.
وعلى الرغم من التحسن الطفيف، إلا أن المؤشر لا يزال يعكس انكماشًا في حجم أعمال القطاع الخاص غير المنتج للنفط طالما ظل المعدل أقل من 50 نقطة. وأشارت الشركة الأميركية في تقريرها إلى أن «ضغوط التكلفة (على القطاع الخاص) نشأت إلى حد كبير نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام بسبب الحرب في أوكرانيا».
تخفيض قيمة العملة المحلية
ودفعت هذه الموجة من ارتفاع الأسعار مصر إلى تخفيض قيمة العملة المحلية، إذ خسر الجنيه المصري نحو 17% من قيمته أمام الدولار في 21 مارس ليتجاوز سعر بيع العملة الخضراء 18 جنيهًا.
كما انخفض احتياطي النقد الأجنبي للبلاد بقيمة أربعة مليارات دولار إلى 37 مليار دولار، وهي تعد كافية لتغطية خمسة أشهر من الواردات السلعية، وأرجع البنك المركزي ذلك إلى «تغطية احتياجات السوق المصرية من النقد الأجنبي وتغطية تخارج استثمارات الأجانب ولضمان استيراد سلع الاستراتيجية».
كذلك طلبت مصر دعمًا من صندوق النقد الدولي ممثلًا في قرض جديد لتخفيف تداعيات الحرب في أوكرانيا على اقتصاد البلد الذي تصل فيه نسبة الفقر إلى نحو 30% من جملة تعداد السكان الذي يتجاوز 103 ملايين نسمة.
تعليقات