أظهرت بيانات جمركية، اليوم السبت، أن الصادرات الصينية حافظت على قوتها في شهر يوليو رغم خسارتها بعضًا من زخمها، فيما أشار محللون إلى انتعاش في نشاط الموانئ لكنهم حذَّروا من أن تفشي النسخة المتحورة من فيروس «كورونا» المستجد (دلتا) قد يؤثر على النمو.
وبقيت الشحنات المخصصة إلى الخارج من ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم قوية خلال العام الجاري، مدفوعة بالطلب على منتجات مثل المعدات الطبية والأجهزة الإلكترونية التي يحتاج إليها العمل من المنازل، فيما يزيد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في دول عدة الاعتماد على المنتجات الصينية، وفق وكالة «فرانس برس».
تدابير إغلاق صارمة تؤثر إيجابًا على الاقتصاد الصيني
وعاد النشاط الاقتصادي بدرجة كبيرة إلى طبيعته في الصين بفضل تدابير الإغلاق الصارمة والفحوص واسعة النطاق، رغم أن البلد يعزز إجراءاته حاليًا لاحتواء تفشي الفيروس، مع رصد مجموعات إصابات محلية في أكثر من عشر مقاطعات.
لكن التجارة بقيت قوية في يوليو؛ إذ نمت الصادرات أكثر بقليل من المتوقع بنسبة 19.3% مقارنة بالعام الماضي، وفق إدارة الجمارك.
وأظهرت البيانات الرسمية أن الواردات نمت بنسبة 28.1% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وباحتساب الأرقام الأخيرة، بلغ إجمالي الفائض التجاري الصيني 56.6 مليار دولار في يوليو، مقارنة بـ51.5 مليار دولار في يونيو.
نمو الصادرات بفضل المنتجات الإلكترونية
وواصلت المنتجات الإلكترونية دعم نمو الصادرات في الأشهر السبعة الأولى من العام وإن كان الطلب على صادرات الكمامات تراجع عن العام الماضي. ولفتت المحللة الاستراتيجية البارزة لدى «أيه إن زي ريسرتش آسيا» آيرين شيونغ هذا الأسبوع إلى انتعاش نشاطات الموانئ بعد تعطّلها سابقًا.
وأضافت «في المقابل، قد تكون الواردات تعززت بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية».
وتعمل الصين على ضبط ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية التي تضغط على الشركات الأصغر.
لكن خبراء اقتصاد لدى «آي إن جي» أفادوا في مذكرة بأن التدابير الرامية إلى تشديد التباعد الاجتماعي وتفشي كوفيد في الأسابيع الأخيرة ستتسبب على الأرجح بمزيد من الأضرار، وإن كانت صادرات القطع والمنتجات الإلكترونية تخفف من التداعيات بعض الشيء.
وقال خبراء اقتصاد لدى شركة «نومورا» الأسبوع الحالي إنه «بالإضافة إلى المتحورة (دلتا)، تتعامل الصين مع صدمات سلبية أخرى بالنسبة إلى نموها في الأمد القريب».
وإلى جانب الكوارث الطبيعية بما في ذلك التساقط الغزير للأمطار والفيضانات في مقاطعة خنان (وسط) التي انعكست على النشاط الاقتصادي، شدَّدت بكين الإجراءات في قطاع العقارات والصناعات المسببة للتلوث الشديد.
تعليقات