أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع التلفزيون الروسي الرسمي بُثت الأحد أن روسيا والصين لا تعملان على تشكيل حلف عسكري وأن العلاقة بينهما شفافة ولا تخفيان أي شيء فيما يتعلق بتعاونهما العسكري.

وتأتي هذه التصريحات لبوتين بعد أيام قليلة على القمة التي جمعته في موسكو بالرئيس الصيني شي جينبينع والتي أعلنا فيها صداقتهما وتعهدا بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات عدة من بينها المجال العسكري.

وكان الزعيمان قد وقعا على اتفاقيات بمواصلة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وأصدرا بياناً مشتركاً في ختام القمة أكدا فيه على أن علاقتهما لا تأخذ طابع المواجهة أو التكتل، وليست موجهة ضد أي دولة أخرى.

وتأتي تصريحات بوتين أيضاً في وقت تصارع روسيا من أجل تحقيق مكاسب عسكرية على الأرض فيما تطلق عليه" العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وبعد يوم واحد من إعلان بوتين عن نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.

وقال بوتين في المقابلة:" نحن لا نعمل على تشكيل أي تحالف عسكري مع الصين. نعم، لدينا تعاون في مجال التبادل التقني- العسكري، ونحن لا نخفي ذلك. كل شيء شفاف، ولا يوجد شيء سري."

• بوتين: "خطة الصين يمكن أن تنهي الحرب لكن أوكرانيا والغرب غير مستعدين للسلام"
• بوتين يقول إن روسيا ستنشر أسلحة نووية في بيلاروسيا
• ما الدعم الذي تقدمه الصين لروسيا؟

وكانت الصين وروسيا قد وقعتا على اتفاقية شراكة "بلا حدود" في أوائل 2022، قبل أسابيع فقط من غزو روسيا لأوكرانيا.

وامتنعت بكين عن انتقاد قرار بوتين بالغزو وروجت لخطة سلام في اوكرانيا. لكن الغرب رفض المقترحات الواردة في الخطة واعتبرها "خدعة لكسب المزيد من الوقت لبوتين لكي يعيد بناء قواته في أوكرانيا".

وقالت واشنطن مؤخراً إنها تتخوف من قيام بكين بتسليح روسيا، وهو أمر تنفيه الصين، وتقول إن واشنطن وليس بكين هي من "تقوم بلا توقف بشحن الأسلحة إلى ساحة المعركة" في أوكرانيا.

ونفى الرئيس الروسي، في تصريحاته، أن يكون تعزيز علاقات موسكو مع بكين في مجالات مثل الطاقة والتمويل يعني أن روسيا ستصبح أكثر اعتماداً على الصين وتحت تأثير كبير منها، قائلاً إن ذلك الرأي يأتي من "أناس يشعرون بالغيرة".

وقال بوتين: "طوال عقود رغب الكثيرون بقلب الصين ضد الاتحاد السوفييتي وروسيا، وبالعكس. نحن نفهم العالم الذي نعيش فيه. ونقدّر حقاً علاقاتنا الثنائية والمستوى الذي وصلت إليه خلال السنوات الأخيرة."

اتهامات للغرب

واتهم بوتين أيضاً الولايات المتحدة وحلف شمال الأطليس "الناتو" بالسعي من أجل بناء "حلف عالمي جديد" يحمل بعض الشبه للحلف الذي كان في الحرب العالمية الثانية بين ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية واليابان الإمبراطورية.

وذكر بوتين بالاسم كلاً من أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واعتبرها "دولاً تصطف بالدور للانضمام إلى حلف ناتو عالمي".

وأشار إلى الاتفاقية الدفاعية التي وقعتها بريطانيا واليابان في وقت سابق من هذا العام.

وقال: "لهذا السبب يتحدث محللون غربيون عن شروع الغرب في بناء حلف جديد مشابه للحلف الذي تشكل في ثلاثينيات القرن الماضي من جانب النظامين الفاشيين في ألمانيا وإيطاليا والنظام العسكري في اليابان".

وكان أمين الناتو، ينس ستولتنبرغ، قد زار اليابان وكوريا الجنوبية هذا العام، وأكد على أهمية عمل الحلف عن كثب مع شركائه في منطقة المحيطين الهندي والهادي. وتحدث أيضاً عن تزايد التوترات بين الغرب والصين وحث على تقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.

وقد صور بوتين الأفعال الروسية في أوكرانيا بأنها رد دفاعي ضد غرب هجومي معاد مشبهاً ذلك بحرب موسكو ضد قوات ألمانيا النازية الغازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وترفض كييف وحلفاؤها الغربيون هذه الايحاءات، قائلة إن موسكو تسعى للاستيلاء على الأرض وشل قدرة أوكرانيا على العمل كدولة مستقلة.

وترى أوكرانيا أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بانسحاب كافة القوات الروسية من أراضيها، بينما تقول روسيا إن على أوكرانيا أن تقبل بفقدان مساحات من أراضيها تزعم موسكو أنها قد ضمتها.