Atwasat
BBC

نتنياهو يتعهد بالرد على هجوم إيران ويؤكد أن "إسرائيل ستتخذ قراراتها بنفسها"

بي بي سي الأربعاء 17 أبريل 2024, 10:26 مساء
نتنياهو (يمين) وكاميرن
Office of the Prime Minister of Israel
أجرى وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، (يسار) محادثات مع بنيامين نتنياهو في القدس

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون، أن إسرائيل "ستتخذ قراراتها بنفسها" بشأن كيفية الرد على أي هجوم إيراني.

وقال إن حكومته "ستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها"، وذلك خلال المحادثات التي كانت الحكومة البريطانية تأمل أن تساعد في منع التصعيد.

وتعهد نتنياهو مرارا وتكرارا بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق، الذي شنته إيران قبل أيام مستخدمة عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة.

وأخبر اللورد كاميرون نتنياهو أن أي رد يجب أن يكون "ذكيا" ومحدودا.

وفي حديثه للصحفيين في القدس بعد الاجتماع مع نتنياهو، قال اللورد كاميرون إنه كان هناك "لإظهار تضامننا" بعد الهجوم "المروع" الذي شنته إيران.

وتابع: "نأمل أن يكون أي شيء تفعله إسرائيل محدودا وهادفا وذكيا قدر الإمكان".

وأضاف: "ليس من مصلحة أحد أن نرى تصعيدا، وهذا ما قلناه بوضوح شديد لجميع الأشخاص الذين تحدثت إليهم هنا في إسرائيل".

وبعد الاجتماع قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "أريد أن أوضح أننا سنتخذ قراراتنا بأنفسنا، ودولة إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها".

ومن شأن تصريحات نتنياهو أن تعزز الاعتقاد في العواصم الغربية بأن إسرائيل مستعدة لاتخاذ إجراءات ضد إيران، وأن هناك حدا لعدد المرات التي يمكنهم فيها الدعوة إلى ضبط النفس.

وتدرك إسرائيل تماماً المخاوف في أوروبا والولايات المتحدة، بشأن الحرب المتصاعدة في المنطقة.

ومع ذلك، قد يشعر القادة الغربيون بالارتياح إزاء حقيقة أن القادة الإسرائيليين يحاولون استغلال الدعم الدبلوماسي الذي اكتسبوه بعد الهجمات الإيرانية، والتي شهدت إدانة دولية ووعدا بفرض عقوبات جديدة على طهران.

ومن المحتمل أن نتنياهو قد لا يرغب في تدمير هذا التحالف، من خلال عمل انتقامي يغرق المنطقة في حرب واسعة النطاق.

واللورد كاميرون هو واحد من العديد من وزراء الخارجية الغربيين، الذين من المتوقع أن يزوروا إسرائيل في الأيام المقبلة في إطار حملة دبلوماسية لمنع حدوث ذلك.

وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك (في الوسط)
Reuters
كانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك (في الوسط) موجودة أيضا في القدس لإجراء محادثات يوم الأربعاء

وقبل لقائه نتنياهو، أجرى اللورد كاميرون محادثات مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ ووزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز.

كما زار وزير الخارجية البريطاني الأراضي الفلسطينية المحتلة للقاء محمد مصطفى، رئيس وزراء السلطة الفلسطينية.

وفي وقت لاحق، سيسافر كاميرون لحضور اجتماع وزراء مجموعة السبع في إيطاليا، حيث سيدفع باتجاه تنسيق فرض عقوبات على إيران.

وفي وقت سابق، اتهم وزير الخارجية البريطاني طهران بأنها "تقف وراء الكثير من الأنشطة الخبيثة" في الشرق الأوسط، ودعا الدول الأخرى إلى تبني إجراءات تهدف إلى تقييد نفوذ إيران.

وتدرس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض المزيد من العقوبات على إيران، وتدعو إسرائيل حلفاءها إلى تصنيف الحرس الثوري الإسلامي – وهو قوة عسكرية وسياسية واقتصادية رئيسية في إيران - كمنظمة إرهابية.

نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي
Reuters

وكانت الحكومة الإسرائيلية تعهدت مرارا وتكرارا بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق ليلة السبت، والذي أطلقت فيه طهران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ باتجاه إسرائيل.

لكن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وبمساعدة بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والأردن، تمكنت من اعتراض جميع القذائف تقريبا.

وجاء الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل ردا على غارة جوية في سوريا في الأول من إبريل/ نيسان، أدت إلى مقتل شخصيات عسكرية إيرانية بارزة. ولم تؤكد إسرائيل علنا مسؤوليتها عن الهجوم، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها كانت وراءه.

وكان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، قد تحدث هاتفيا مساء الثلاثاء، مع نتنياهو وحذر من أن "التصعيد الكبير لن يؤدي إلا إلى تعميق عدم الاستقرار في المنطقة"، مضيفا: "هذه هي اللحظة التي يجب أن يسود فيها خطاب العقل".

وسيسعى الوزير كاميرون إلى تعزيز دعوة رئيس الوزراء البريطاني لضبط النفس خلال زيارته لإسرائيل، وممارسة المزيد من الضغوط على قادتها لبذل المزيد من الجهود للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة - لكنه يسير على خط دبلوماسي دقيق.

فلن يرغب الوزير البريطاني في الظهور بمظهر المتغطرس على حليف تعرض للتو لهجوم غير مسبوق على أراضيه.

ولهذا السبب يتحدث اللورد كاميرون أيضا عن ضرورة قيام حماس بإطلاق سراح الرهائن، وأهمية قيام القوى الغربية بفرض المزيد من العقوبات على إيران.

إن وجوده في القدس هو إظهار للدعم والتضامن، لكنه أيضا محاولة لتحذير القادة الإسرائيليين من أن أي تصعيد كبير سيكون ضد مصالحهم ومصالح العالم.

BBC