تحدث الفنان التشكيلي موسى أبوسبيحة، عن فضاءاته في عالم رسم الطبيعة وتفاعله أيضاً مع الحكاية والأسطورة وفلسفته الفنية عن اللوحة الواقعية، وفي حوار جديد مع «الوسط» يستكمل أبوسبيحة جانبًا من عالمه اللوني وهو فن الكوميكس وتجربته التي تجاوزت ربع القرن.

● هل الكوميكس هو الطابع الأول لرسوماتك؛ أم أنه جاء في مرحلة لاحقة؟

في الغالب البدايات تكون مبكرة بشكل بسيط معتمد على التقليد لرسومات الرسوم المتحركة في التلفزيون وبأشكال مختلفة وبلا وعي في الغالب.. أما عن الكومكس فكانت البداية الفعلية باشتغالي في مجلة الأمل، ولم أكن أميل للكوميكس لأني أعرف فكرته في الأصل فأخدت أجرب وأتمرن حتى وجدت طريقاً في أول قصة مصورة لشخصية «الثعلب مكور».

الكوميكس عالم مختلف في الفن يعطي مساحة للتعبير أحياناً كما تحب وأكثر والخيال دافع مثير لرسم الأجمل وللمنافسة.

● هل كنت ترسم لمجرد الرسم؛ أم للتعبير عن فكرة ما؟

لا ليس بداعي التعبير؛ إنما أحببت الكوميكس وكان بدافع الشغل بالمجلة مع الكثير من المحبة لتقديم شيء أحببته للأطفال.
أنا خريج قسم الرسم والتصوير بكلية الفنون، ومتخصص في المجال طبعاً هو الأصل والأحب إلى قلبي والهوايات مختلفة؛ لكن أنا أفضل التخصص في نمط معين والتركيز فيه.

● ما المطبوعات التي ساعدت في تغذية مخيلتك؟

بالدرجة الأولى مجلة الأمل ثم مجلة ماجد والعربي الصغير.

- أبوسبيحة: أستمد ثقافتي من المنبع ولا آخذ من الجداول الصغيرة
- «عرائس المروج» في معرض للتشكيلي موسى أبوسبيحة

● من الذي شجعك على خوض التجربة؟

كان لي صديقي الفنان أسامة النعاس أفضل من رسم الكوميكس في ليبيا، وهو الآن في المهجر التقطت منه أصالة الكوميكس وأحببت ما كان يقوم به وكنت أعرض عليه بعض أعمالي فكان يعجب بها.

● ما المدرسة والأسلوب المتبع في الكوميكس؟

أفضل المدرسة الكلاسيكية البسيطة والأفضل التلوين بالريشة والتحبير، لكن اليوم بات استخدام البرامج في الرسم شيئاً أساسياً، ومع هذا أحاول جعل عملي قريباً من شغل اليد والريشة، والتطوير نتاج الاستمرارية والبحث والتمرين ومشاهدة رسومات الآخرين بكثرة.

● هل هناك تجارب عربية استدعت اهتمامك، وكيف ترى التجارب محلياً؟

هناك عدة مدارس وأساليب، مثلا في مصر هناك فنانون رائعون وأيضاً في سورية والكثير من الدول العربية جلهم كانت أعمالهم تنشر بمجلة ماجد وإن لم تحضرني الأسماء الآن، تربينا على تلك الرسومات والقصص والأساليب «ماجد وكسلان جدا، وشمسة ودانا، وأبوالظرفاء وأمونة المزيونة والكثير».

على المستوي المحلي توجد تجارب رائعة وفي المستوى، المشكلة في الاهتمام والاستمرار من قبل المؤسسات والنشر بشكل أوسع حتى تصل للجمهور، مثلا لم يعد هناك أكشاك لبيع المجلات والتي كانت بكثرة في فترة التمانينيات لهذا كانت المجلات في كل بيت وأيضًا الدعم المادي للمطبوعة أحيانا تتوقف لعام كامل دون أن تجري طباعة عدد كما حدث لمجلة الأمل.

غالبية من يتصدرون المشهد السلطوي ثقافتهم محدودة 
● لماذا نجد انتشاراً لهذا الفن تحديداً، هل بسبب صعوبته أم لأن ذلك مرتبط بعنصر العمل والسوق؟

الأسباب كثيرة وهي مسؤولية وزارة الثقافة لأنها كارثة كبيرة ألا ننتبه لثقافة الطفل، وللأسف غالبية من يتصدرون المشهد السلطوي ثقافتهم محدودة وليس لديهم وعي تام بالأمر، ففي العالم تنفق ميزانيات ضخمة لهذا الأمر «ثقافة الطفل»، على الثقافة من الصغر، على المجلة والكتاب وأدب الطفل.

أيضاً انتشار الكتب في البيت يساعد في توسيع الخيال لدى الطفل وتعطيه صورة أولية عن الحياة، وكذا تزكي فيه بذرة الطموح والنظر للمستقبل بشكل أفضل، وأطفالنا دخلوا العالم الرقمي وجل اهتماماتهم بألعاب الكمبيوتر والموثرات المرئية وهنا مشكلة مخيفة.

سكان الضواحي لا يتصورون وجود مطبوعة للأطفال
كما قلت التسويق والانتشار هو من يقرب السلعة للمواطن (الأب) لكي يستطيع أن يشتري المطبوعة لأطفاله وبالتالي تصبح من ضمن ثقافة العائلة في شراء المجلة كل يوم أو أسبوع حسب المقدرة تلاحظ أن في طرابلس مثلا لا يتعدى عدد المكتبات التي توزع هذا النوع من المجلات خمس مكتبات وموجودة في قلب العاصمة، بمعنى أن الناس التي تسكن في الضواحي لا يمكنها تصور وجود مطبوعة للأطفال أصلا في هذا البلد.

سكان الضواحي لا يتصورون وجود مطبوعة للأطفال