(يومٌ بلا رسم هو يومٌ لا ينتمي لأيام حياتي)
هذا قول للفنانة التشكيلية الفرنسية (هيلين دو بوفوار- Hélène de Beauvoir). وأضافت: «بعد موتي أودُّ أن يتذكّر العالمُ لوحاتي. إنها أهمُّ ما فعلتُه في حياتي». النُقاد والكُتاب، تحدثوا عنها كفنانة عانت من حالة الأخت الصغرى لأخت كاتبة وفيلسوفة، اشتهرت وشكلت حياتها مع الفيلسوف (جون بول سارتر) حكاية مذهب انتشر بصورة مذهلة خلال القرن الماضي في فرنسا ومنها إلى العالم. ولعل شهرة شقيقتها (سيمون دو بوفوار) هي السبب، غير المقصود، في تأخر تحقق أمنيتها بأن يتذكرها العالم كفنانة؛ إذ لم تنل هذه الشهرة إلاّ بعد وفاتها بسبع عشرة سنة، فهي من مواليد سنة 1910 ورحلت عنا سنة 2001

 المرأة والبيئة والمسائل الاجتماعية مواضيع لوحاتها
خلال سنة 2018 أقيم لها معرض تضمن أكثر من مئة لوحة وعمل فني، شمل مراحل حياتها الإبداعية «منذ نقوشها الأولى على الخشب نحو 1920 وحتى آخر لوحاتها حول مواضيعها المفضلة مثل قضية المرأة والبيئة والمسائل الاجتماعية». بدأت هيلين دراسة الفنّ في سن مبكرة، وتحولت من فن الديكور إلى الرسم التصويري، ثم النقش على الخشب، وعدد من أساليب الفن التشكيلي وتقنياته وتاريخه.

«مبتَكَرٌ» كذلك قال بيكاسو عن أعمالها
في حديث لمديرة المتحف حيث أقيم لها المعرض المشار إليه، قالت: «لم تكن هيلين تريد أن تُكرِّر نفسَها. حالما تتقن تقنيةً تضع أمام نفسها تحدياتٍ جديدةً وتنسى كل ما هو أكاديميّ...». ولعل هذا الرأي هو ما جعل الفنان الكبير (بيكاسو) الذي قلما يثمن عملاً يقول عن عملها بعدما شاهده أثناء معرضها الأول في باريس سنة 1936 بأنه «مبتَكَرٌ». ويرى النقاد «..أن لوحاتها تقنيةَ لما بعد التكعيبية مع حفاظها على خيط واقعي رفيع يجعلها منفتحة على الفن التشخيصي».

رسمت برؤية ثقافية مفعمة بروح العصر
المتابع لسيرة هاتين الشقيقتين الموهوبتين (سيمون) و(هيلين) دو بوفوار سينتبه أن والدهما (جورج بارتراند) الذي كان يعشق المسرح جعلهما تكتشفان النصوص الكلاسيكية الفرنسية، فاتجهت سيمون للكتابة، فيما اتجهت هيلين إلى الرسم برؤية ثقافية مفعمة بروح العصر. قصتهما مثيرة لكل من لديه اهتمام بالنسوية كعنصر موهوب خلاق إن وجد نفسه على الطريق الصحيح.