نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون، الثلاثاء، بالقبة الفلكية ندوة نقدية أدارتها الإعلامية فريدة طريبشان ناقشت ورقات عن الرواية الفلسطينية عبر ثلاثة أعمال سردية وهي: (الحب والخبز) لآسيا عبدالهادي، و(بينما ينام العالم) لسوزان أبوالهوى، و(مصائر) لربعي المدهون، بمشاركة الكتاب (رمضان سليم، رضا بن موسى، يونس الفنادي).
تناولت الورقات الأبعاد الفنية والرمزية للروايات وكيف تم توظيفها لإبراز الفكرة الرئيسة وهي القضية الفلسطينية في نماذج تحاكي أسئلة الراهن وتستدعي الماضي للمراجعة.

الواقعية الفلسطينية والخيال الروائي
الكاتب يونس الفنادي تطرق في ورقته: الواقعية الفلسطينية والخيال الروائي في (الحب والخبز) الى أهمية ما تناولته الكاتبة آسيا عبدالهادي في هذا العمل خصوصا وهو يناقش الواقع الأليم الذي عايشته الأسر الفلسطينية خلال الفترة (1948-1967)، إلا أن هذا المذهب السردي الواقعي بحسب الفنادي لم يظهر مفردا بشكل مطلق في الرواية بل مزج في بعض مواضعه بالكثير من الصور الفنية لمزيد التشويق والجاذبية للنص.
وأضاف الفنادي أن الكاتبة ضمنت محطات سيرية مبثوثة في ثنايا سرد واقعي تستذكر فيه مشاهدات مأساوية عايشتها، وهي إذ تروي كل تلك التفاصيل فكأنها تسجل مذكراتها الخاصة لتمارس دورها الوطني في توثيق الحياة الفلسطينية.
وواصل: أن الخاتمة جاءت قاسية وحزينة أيضا نتيجة الهزيمة العربية وخسارة الحرب وتوسع الاحتلال الصهيوني في ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية، وعلى الرغم من ذلك تحاول الرواية بث روح النضال العربي من خلال العمل الفدائي المسلح بهدف تحقيق حلم العودة.

-ملتقى فلسطين للرواية العربية الثالث ينطلق عبر الإنترنت
-زمن الخيول البيضاء ضمن أفضل الروايات عن فلسطين

ومن جانبه تطرق الكاتب رمضان سليم في خطوط عامة ما تضمنته رواية (بينما ينام العالم) لسوزان أبو الهوى مشيرا إلى أنها، أي الرواية، مليئة بالشخصيات والأحداث والأمكنة تصور حالة أجيال متباينة ومتتالية لتاريخ فلسطين، وهنا يعرج رمضان سليم علي ملمح عام للرواية الفلسطينية وهو الالتزام الموضوعي بالقضية الفلسطينية لا يستطيع أن يغادرها.
وتابع بقوله إن هذا الاتجاه لا يعني أبدا أنه التزام سياسي مباشر، لكنه ينشد أيضا البعد الفني فالشكل الفني فيها يبدوا جليا كما في روايات غسان كنفاني، وجبرا إبراهيم جبرا، وإبراهيم نصر الله وغيرهم. إضافة إلى ذلك فالرواية الفلسطينية تحتوي على العديد من العناصر المتكررة مثل (المخيم، الفدائي، المعتقل، العودة).

بين التجريد الموسيقي وفضاء السرد
واختار الكاتب رضا بن موسى الحديث عن رواية (مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة) للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون الحاصل على جائزة البوكر العربية 2016، ناقلا إشارة كاتبها ان الرواية تعكس واقع فلسطينيون بقوا في وطنهم بعد حرب 1948، وأصبحوا بحكم الواقع الجديد نتيجة عملية ظلم تاريخية مواطنون فيما يسمى بدولة إسرائيل نتج عنها انتماء مزدوج، غريب ومتناقض.

وأضاف بن موسى أن (مصائر) تجري أحداثها في عدة مدن فلسطينية وأوروبية وكندية وأميركية تمتلئ بشخصيات حقيقية من بيئة واقعية بحسب تعريف المؤلف لكنها غادرت ملامحها متخلية عن أسمائها وبعض سماتها لتتمكن من العيش في فضاء متخيل.

وأشار بن موسى إلى أن إيقاع الرواية ينتقل من التجريد الموسيقى الي فضاء السرد البسيط الواضح الذي ترسم فيه المصائر بلغة شاعرية وأحيانا بتقريرية مباشرة لا تخلو من حس ساخر مع طرحها لأسئلة النكبة والهولوكوست من خلال المقاربة لموضوعات الهوية والعودة.

الكاتب يونس الفنادي

الكاتب رمضان سليم

الكاتب رضا بن موسى

جانب من الحضور بالندوة

جانب من الحضور بالندوة