في محاولة لتجاوز الأزمات السياسية والاقتصادية الراهنة في لبنان، يقيم فنانون تشكيليون، ابتداءً من الجمعة حتى الأحد، معرضا فنيا تحت عنوان «مينار»، مخصص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قصر إيينا بالعاصمة الفرنسية باريس.
يعرض طارق القاصوف (38 عاماً) في المعرض، وهو أحد الفنانين الذين يدعمهم معرض «مينار» في الدورة الرابعة، التي يحضرها نحو مئة فنان تمثلهم نحو 31 دار عرض، عملاً من خشب الزان الفرنسي يحمل اسم «أمور» (حب)، أنجزه مع الخطاط والشاعر سمير الصايغ (78 عاماً)، ويبعثان من خلاله «رسالة سلام» إلى العالم، وفقاً لوكالة «فرانس برس»
وقد عُرضت أعمال القاصوف في معهد العالم العربي في باريس العام 2018. وباع هذا العام منحوتة تجريدية ضخمة، تزن 15 طناً، لشركة كبرى في أبوظبي لقاء 188 ألف دولار، بينما يأمل أن يجمعه الحدث الباريسي في «تجارب مع آخرين» ضمن ما وصفه بـ«مساحة من الحرية».
- معرض في باريس عن اللقاء الفني بين رسوم بيكاسو وكتابات جيرترود شتاين
- متحف «متروبوليتان» يعرض أعمالا فنية لأميركيين من أصول أفريقية
- «هدنة».. معرض فوتوغرافيا بطرابلس عن السلام (صور)
وأضاف: «أحياناً، يكون نقل الصخور في لبنان لنحتها في مكان هادئ مسألة صعبة جداً، لأننا غارقون في كل ما يحصل، وبالتالي يشكّل بقاؤنا حيث نحن بمثابة مقاومة».
وأوضح أنه بنى مشغله بطريقة يكون فيها «مكتفياً ذاتياً، ومزوّداً بنظام للطاقة الشمسية، بالإضافة إلى اعتماد حلول توفّر قدرة سريعة على التكيف في حال طرأت أي مشكلة»، مشدداً على حاجة الفنانين اللبنانيين دائماً «إلى خطط بديلة، لمواجهة الوضع القائم».
ويدعم المعرض أيضا الفنان صالح بركات (56 عاما)، وهو من أبرز وجوه العالم التشكيلي اللبناني، ودُمّر الـ«غاليري» الخاص به في انفجار 4 أغسطس 2020، الذي أودى بحياة أحد معاونيه المقرّبين، حيث قال: «أعدنا بناء كل شيء، كما فعلت صالات عرض أخرى، واستأنفنا العمل على الرغم من عدم توافر الإمكانات المالية واحتجاز ودائعنا»، مضيفا: «من الصعب جدا أن نقفل أبوابنا. لذا يجرى تنظيم التضامن، لتبقى بيروت منارة للإبداع».
المجتمع المدني ينظم المقاومة بالفن
قال بركات إلى «فرانس برس»: «الانهيار والأزمة الاقتصادية غير مسبوقين في لبنان، لكنني متفائل، لأن المجتمع المدني ينظم المقاومة». وأضاف: «من شاء الرحيل رحل، بينما أعاد متحف سرسق للفن الحديث في بيروت فتح أبوابه أخيرا، وتواصل المؤسسات الثقافية غير الحكومية العمل بكل طاقاتها، لأنه ليس أمامنا خيار آخر». وتابع صاحب الغاليري: «ليس لدينا بيع بالضرورة، لكننا نواصل تصدير فننا ومساعدة الفنانين والمشاركة في المعارض الدولية الكبرى».
وأشار بركات إلى أنه يعرض أعمالاً لنحو ثلاثين من الفنانين الأحياء، ويعمل على «الاعتناء بتركة آخرين غيّبهم الموت»، منهم الرسامة سلوى روضة شقير، والنحات ميشال بصبوص.
تعليقات