Atwasat

«حقوق تائهة».. وثائقي يسلط الضوء على غياب القانون في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط: هبة أديب الأربعاء 07 يونيو 2023, 06:12 مساء
WTV_Frequency

دفعها تغول العرف الاجتماعي على سيادة القانون في ليبيا، إلى إطلاق مشروع يستهدف توعية عموم المواطنين حول تأثيرات هذه المشكلة على حياتهم اليومية. رئيسة منظمة جسور العدل للمساعدة القانونية عايدة بعيو تقول إن حملتها تضمنت إنتاج فيلم وثائقي بعنوان «حقوق تائهة» رسالته رفض غياب سيادة القانون.

ترى بعيو أن غياب البيانات الرسمية والإحصائيات والوثائق بالخصوص صعب من مهمتهم، فكل ما يتوفر لديهم هي أخبار متداولة أو تقديرات وسائل إعلام ، ولكن لا شيء رسميًا، وليس هناك من يعلم حقيقة الوضع بشكل محدد فيما يخص معاناة المواطن العادي في حياته اليومية في بيته نتيجة انعدام سيادة القانون.

-«الأمم المتحدة الإنمائي» يطلق استراتيجية لـ«سيادة القانون والعدالة» في ليبيا
-«الهيئة البرقاوية»: اختفاء سرقيوة نتيجة طبيعية لغياب القانون وانعدام الحريات
-مركز «وشم» ينظم جلسة حوارية حول «دور الإعلام في سيادة القانون»

وتقول إن المنظمة من ضمن مشروعها في هذه الحملة إنتاج فيلم من إخراج محمد مصلي لإسماع صوت بعض الشرائح المتضررة في المجتمع.

في معرض حديثها تشير رئيسة المنظمة إلى أن طموحهم الوصول إلى حلول لهذه القضايا، وتدعو النشطاء الحقوقيين والإعلاميين إلى استخدام مادة الفيلم في دراساتهم وانشطتهم ومنصاتهم، حتى تساعدهم في دراسة التحول ما بعد الصراع وتأثيره على سيادة القانون.

بعيو تنوه إلى أن الفيلم الذي يعرض 10 يونيو الجاري في المسرح الوطني بمدينة مصراتة، هو بداية أرشيف للتأريخ الشفوي، وتعزيز للتواصل بين الأجيال، وربما قد يساهم في إحراج أصحاب القرار لاتخاذ إجراءات قانونية تدعم سيادة القانون.

ويسلط العمل الضوء على أربع قضايا حقوقية دللت على هذا المعنى وأوضحت مآلات تحكيم العرف في حياة الناس.

نازحة من بنغازي
مفيدة السلاك (65 عامًا) إحدى شخصيات الفيلم، اضطرت للنزوح من بنغازي إلى مصراتة، إلا أنها تواصل عملها الخيري، وتتحدث عن معاناة رفض تسجيل مواليد النازحين في مصراتة، وإعادة توجيههم إلى مدنهم القادمين منها، الأمر الذي جعل بعض الأطفال أكملوا سنة دون تسجيل. وتستنكر السلاك هذا التعامل مع النازحين كأنهم ليسوا مواطنين من بلد واحد يحملون أرقامًا وطنية وجوزات سفر ليبية، وتقول: «هذا ظلم».

رصاصة طائشة
صهيب اغليو (21 عامًا) صاحب إعاقة بصرية ناتجة عن رصاصة طائشة في الرأس أدت إلى عمى في العين اليمنى وضرر بالغ في اليسرى يرى بها بنسبة 20%. يحكي اغليو أنه قبل ستة أعوام كان يجلس في السيارة عندما انطلقت رصاصة من سلاح صديقه الذي يجلس بجانبه، وبعد أن جرى حجزه في العناية المركزة ثلاثة أيام استقرت حالته قليلاً، فتوجهت به عائلته إلى تونس العاصمة.

اغليو يتابع أنه عندما أصيب كان في عمر الخامسة عشر أخبروه بما حدث وعلم عن تفاهم عائلته مع عائلة مُطلق النار على التكفل بالعلاج، في مقابل التنازل القانوني، وللأسف لم يكن موفقًا هذا التفاهم العرفي، بعد تنازل عائلته.

معضلة زوجة
س ج (44 عامًا) أم فتاتين وزوجة معتقل في سجن الرويمي عين زارة بالعاصمة طرابلس، لم يتحصل على حكم محكمة منذ العام 2016 حتى تاريخ تسجيل الحوار معها، آنذاك كان عمري فتاتيها أربعة أشهر. تروي أن زوجها جرى اعتقاله عقب شراء سيارة اتضح أنها تعود لشخص مقتول، ولدى تواصلها مع البائع للإدلاء بشهادته وإطلاق سراح زوجها رفض وقال: «لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».

وتتابع أنه بعد ستة أعوام علمت عن طريق المحامية أن المحكمة رفضت الحكم لعدم الاختصاص، على أن تحكم عليه محكمة سبها، إلا أنها لم تحول ملفه حتى الآن ، وهذا الأمر ترتب عليه تعطل استلامها منحة الأبناء لأنها زوجة غير مطلقة وليست أرملة، فكل الإجراءات باسم الزوج ولا تملك توكيل منه، وبعد إجراءات مطولة مع المحكمة جلبوا الزوج ووقع على توكيل قدمته للبنك في العام 2021 ولم تتحصل على المنحة حتى الآن.

وتكشف أن العائلة تضغط عليها من أجل الانفصال وهي تريد ذلك لكنها متخوفة من حياتها كمطلقة، وتحكم أشقائها إذ يرفضون سكنها بمفردها ويعارضون عملها وقيادة السيارة، وتشير إلى أن إخوتها يقولون: «شن تبي يقولوا علينا الناس؟ مطلقة ماشية جاية هكي؟ لا!». وتختم بسؤال: لماذا لم يُحكم على زوجي حتى الآن أو يحول إلى سبها مسقط رأسه؟

كرسي مدولب
إبراهيم الصيد (34 عامًا) رب أسرة لاعب كرة السلة، تعرض لحادث مروري أدى إلى إصابته بشلل نصفي، وبعد تجاوزه مضاعفات الإصابة، يعاني الآن من تحديات الفضاء العام وعدم توفر المرافق المراعية لذوي الاحتياجات الخاصة، كمواقف سيارات المعاقين، وإذا توفرت لدى بعض الجهات لا يجدها شاغرة بل يستعملها الأصحاء دون مبالاة، لذا يرى الصيد بضرورة فرض مخالفات كبيرة على هؤلاء لردعهم.

الصيد أب لفتاة صغيرة يستخدم كرسيًا مدولبًا، يؤكد أنه بقي عامين لا يستطيع الوصول إلى شقته بالطابق الثاني، فاضطر إلى شراء وتركيب مصعد خارجي غير آمن يتوقع سقوطه في أي وقت، لذلك يناشد الجهات المعنية في الدولة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير احتياجاتهم.

بوستر الفيلم الوثائقي «حقوق تائهة» فوق أحد مباني مدينة مصراتة. (بوابة الوسط)
بوستر الفيلم الوثائقي «حقوق تائهة» فوق أحد مباني مدينة مصراتة. (بوابة الوسط)
بوستر الفيلم الوثائقي «حقوق تائهة». (بوابة الوسط)
بوستر الفيلم الوثائقي «حقوق تائهة». (بوابة الوسط)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم