بعد حوالي عامين على الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة المناهضة للحكومة في كوبا وما تلاها من قمع شديد، يتناول فيلم وثائقي الدور الذي لعبته في هذه التحركات أغنية «باتريا إي فيدا» التي باتت نشيدا ضد النظام الشيوعي.

قالت المخرجة الإسبانية «بياتريس لوينغو» المعروفة في أوروبا لتجسيدها شخصية راقصة في مسلسل «أون دوس تريس» في أوائل الألفية، بدأت التصوير لأنه لم يسعني أن أصدق ما كان يجري بحسب «فرانس برس».

شقيقتان سوريتان في أربيل ترويان بموسيقاهما معاناة الأكراد

يروي «الوطن والحياة، قوة الموسيقى» الذي عرض الجمعة في مهرجان السينما اللاتينية «سيني لاتينا» في لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية، النجاح الذي حققته أغنية الراب التي تحمل هذا الاسم والأصداء التي لقيتها في خضم الاحتجاجات غير المسبوقة منذ العام 1959 في الدولة الأميركية اللاتينية.

رمز للتظاهرات
وسرعان ما تحولت الأغنية المسجلة في فبراير بين كوبا وميامي والتي تعتبر نقيضا لشعار ثورة كاسترو الوطن أو الموت إلى رمز للتظاهرات المناهضة للحكومة التي هزت كوبا في يوليو 2021، إذ ردد المحتجون باستمرار كلامها.

ورأى أحد مؤلفي الأغنية الكوبي يوتويل روميرو، رفي بياتريس لوينغو، «الأهم أنها أخرجت الشعب الكوبي من سباته بعد 63 عاما بلا تظاهرة واحدة».

اعتقالات متعددة
غير أن انتشار الأغنية كان له دور في المقابل في اعتقال أحد الذين أدّوها، مغني الراب الكوبي «مايكل أوسوربو» الذي حكم عليه في يونيو 2022 بالسجن تسع سنوات بتهمة الإخلال بالنظام العام. ودفعت التهديدات التي تلقاها الفنانون المشاركون في الأغنية إلى تصوير الفيلم الوثائقي الذي جرى سرا.

وروت «بياتريس لوينغو» المقيمة خارج كوبا «بدأت أشعر بالخوف وأصور كل شيء، اعتقدنا أنها وسيلة للدفاع عن أنفسنا». وقال يوتويل رومير «وجازف البعض بأرواحهم لإتمام هذا المشروع».

كذلك اعتقل المصور أنييلو ترويا في يوليو 2021 وحكم عليه بالسجن سنة، بعدما نجح في التصوير داخل الجزيرة وإرسال الصور إلى نيكاراغوا.
وأسفرت الانتفاضة الشعبية التاريخية بالإجمال عن سقوط قتيل وعشرات الجرحى، فيما اعتقل حوالى 1300 شخص، بحسب منظمة «كوباليكس» المدافعة عن حقوق الإنسان والتي تتخذ مقرا في ميامي.

هتافات الحرية
وشهدت الحركة الاحتجاجية إطلاق هتافات الحرية ولتسقط الديكتاتورية ونحن جائعون. وبحسب الأرقام الرسمية، حكم على نحو 500 متظاهر لمشاركتهم في الاحتجاجات، ووصلت العقوبات إلى حد السجن 25 عاما.

لكن الأغنية أثبتت أنه لا يمكن إسكات الفن بحسب «بياتريس لوينغو» التي رأت في ذلك مثالا يحتذى به للأجيال الصاعدة في أميركا اللاتينية.

وختمت «يجب أن يستمر الفن في إيصال صوت الذين لا صوت لهم».