Atwasat

حرب ثقافية في كييف بشأن الكاتب السوفيتي ميخائيل بولغاكوف

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 04 يونيو 2023, 08:55 صباحا
WTV_Frequency

شكّل رشّ طلاء أحمر على اللوحة التذكارية في كييف للكاتب السوفيتي ميخائيل بولغاكوف، مؤلف كتاب «المعلّم ومارغريتا»، مؤشرًا يعكس الحرب الثقافية الكامنة في أوكرانيا.

اللوحة التذكارية معلّقة على واجهة منزل، يعود إلى القرن التاسع عشر، نشأ فيه الكاتب الأوكراني الشهير المتحدر من العاصمة كييف، واستحال متحفًا في أوائل تسعينيات القرن الفائت. إلا أن المشكلة تكمن لدى البعض في أن بولغاكوف ولد في كييف بكنف عائلة روسية.

ولا تبدي مديرة المتحف ليودميلا غوبيانوري رغبةً في تنظيف الطلاء الأحمر الذي يغطّي اللوحة. وقالت لوكالة «فرانس برس»: «رش اللوحة بالطلاء مؤشر إلى أننا لم نوفّر كمتحف تفسيرات كافية عنها». 

وتولّت المديرة تصميم لافتة ستُعلّق تحت اللوحة، وكُتب عليها «ينبغي دراسة التاريخ لا رفضه». وأوضحت غوبيانوري: «هذا التصرف مرتبط طبعًا بالحرب مع روسيا، فسبب تسجيل هذه الواقعة معروف وواضح جدًا». ولفتت إلى أن المعاناة التي تسبب فيها الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في فبراير 2022 قد «جعلت الأوكرانيين متطرفين»، مضيفة: «إنها مرحلة صعبة جدًا لأوكرانيا».

وأقدم المتحف أخيرًا على تغيير ما نُقش على اللوحة التكريمية، حيث إن ما كُتب أساسا كان باللغة الروسية، ويشير إلى أن بولغاكوف هو «كاتب روسي وسوفيتي». أما التغيير الذي طال المعلومات التي تظهر على اللوحة فيصف بولغاكوف بأنه «من سكان كييف البارزين وطبيب وكاتب». 

كان بولغاكوف (1891-1940) يؤلّف رواياته ومسرحياته ومقالاته بالروسية، بينما أمضى العقدين الأخيرين من حياته في موسكو خلال الحقبة السوفيتية. إلا أن الكاتب، الذي كان مُعجبًا بكييف، كان يبدي كرهًا للقومية الأوكرانية، والثقافة واللغة الخاصتين بهذا البلد.

سياسة «إزالة التروس»
ليست هذه اللوحة الهدف الوحيد لسياسة «إزالة التروس» (استعادة العناصر الثقافية الأصلية التي قمعتها السياسة الروسية سابقًا) التي تعتمدها السلطات الأوكرانية، إذ أزالت معالم أثرية عدة، وأعادت تسمية شوارع ونصب تذكارية ونقوش على قطع رمزية.

ويؤكد الشاب ميخائيلو سوبولييف (16 عامًا) لوكالة «فرانس برس» أنه مسؤول عن رش الطلاء الأحمر على اللوحة التذكارية لـ«بولغاكوف»، واصفًا ما قام به بـ«الخطوة الاحتجاجية العامة» الرامية إلى «إزالة التروس عن كييف، وإنهاء استعمارها».

وكان ميخائيلو ووالداه قد وافقوا على أن تذكر «فرانس برس» كنيتهم. وشارك المراهق في احتجاجات عدة مناهضة لمعالم أثرية تعود إلى الحقبة السوفيتية في العاصمة الأوكرانية، بينها تمثال للشاعر الروسي ألكسندر بوشكين، الذي بات مغطى بشعارات تدعو إلى هدمه.ويأخذ ميخائيلو على متحف بولغاكوف اعتماده نوعا من «التلاعب»، للالتفاف على قواعد «إزالة التروس» من خلال إزالة ما يشير إلى أن الكاتب روسي من اللوحة.

ويقول: «بولغاكوف كان ضد إنشاء دولة أوكرانية، ومناهضًا للغة الأوكرانية، وكان يسخر من الأشخاص الذين يغيّرون كنياتهم، لتصبح أوكرانية». ويتابع: «لا أفهم لماذا متحف بولغاكوف مُقام في كييف أصلا؟!».

ودعا الاتحاد الوطني للكتّاب الأوكرانيين بدوره إلى إغلاق المتحف، واصفًا الكاتب الشهير بأنه «يكره أوكرانيا ذات السيادة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بيت إسكندر يحتفي بالذكرى الخامسة لتأسيسه
بيت إسكندر يحتفي بالذكرى الخامسة لتأسيسه
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر للصحفيين
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر ...
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في ...
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم