يشكل الرسام الإسباني بابلو بيكاسو، معلّم المدرسة التكعيبية، أحد الأسماء العملاقة في عالم المزاد، إذ تحقق أعماله باستمرار أرقاماً قياسية في صالات البيع، واقتربت من 5 مليارات دولار في العقد الأخير فقط.

ويحوز بيكاسو (1881-1973) الرقم القياسي على صعيد عدد المزادات العملاقة، أياً كانت العتبة المحددة لتعريف المزاد العملاق. فقد بيعت خمسة من أعماله بأكثر من 100 مليون دولار، و16 منها بيعت بأكثر من 50 مليوناً، و39 عملاً بأكثر من 30 مليون دولار، وفق قاعدة بيانات تعتمدها وكالة «فرانس برس».

أكبر مزاد في التاريخ
ولم يحقق أي فنان آخر مثل هذه النتائج؛ فيما أغلى لوحات بيكاسو في المزادات هي «نساء الجزائر» (النسخة صفر) التي رُسمت سنة 1955 وبيعت في مقابل 179.4 مليون دولار في 11 مايو 2015 خلال مزاد لدار كريستيز في نيويورك، ما يوازي خمسة أضعاف من السعر الذي دفعه بائع اللوحة الذي اشتراها سنة 1997 في مقابل 31,9 مليون دولار.

وشكل هذا الحدث عند إقامته في مايو 2015 أكبر مزاد فني في التاريخ، قبل أن يطيح به في نوفمبر 2017 المزاد على لوحة سلفاتور موندي المنسوبة لليوناردو دافنتشي، والتي بيعت بمبلغ 450 مليون دولار، وهو رقم لم يجرِ تخطيه مُذّاك.

وخلال السنوات العشرين الأخيرة، حققت لوحتان أخريان من أعمال بيكاسو، خلال فترة بيعهما الرقم القياسي لأغلى عمل في تاريخ المزادات: بداية مع «الصبي والغليون» التي بيعت في مقابل 104.2 مليون دولار.

لوحة الـ 106.5 مليون دو لار
حتفظت بلقب العمل الأغلى في تاريخ ما بين مايو 2004 وفبراير 2010،  لوحة «عارية وأوراق خضراء وتمثال» التي بيعت في مقابل 106.5 مليون دولار واحتفظت باللقب بين مايو 2010 ومايو 2012، وفق قاعدة بيانات الوكالة الفرنسية.

ومع احتساب كل المزادات مجتمعة، حققت مبيعات أعمال بيكاسو مبلغ 4.7 مليارات دولار خلال السنوات العشر الأخيرة، وفق بيانات جُمعت بالاعتماد على تقارير سنوية أصدرتها مجموعة «آرت برايس».

بيكاسو يتغوق على جميع منافسيه 
وهنا أيضاً، حقق بيكاسو ما لم ينجح في تحقيقه أي فنان آخر، بفارق كبير عن صاحبي المركز الثاني أندي وارهول (3.4 مليارات دولار) والثالث كلود مونيه (2.6 مليار دولار).

ولا يقتصر نتاج بيكاسو على اللوحات، بل يشمل أيضاً منحوتات ورسومات وأعمال خزفية ونقوشاً وطباعة حجرية وكتباً مصورة وأزياء لرقص الباليه، وقد بيعت أعماله 31 ألفاً و745 مرة في المزادات خلال عشر سنوات، أي بمعدل أكثر من ثلاثة آلاف عمل سنوياً.