Atwasat

عودة «الفرسان الثلاثة» إلى السينما مجددا

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 31 مارس 2023, 04:51 مساء
WTV_Frequency

خلافا لوتيرة حياته الحافلة بحركة لا تهدأ، كان الكاتب الفرنسي ألكسندر دوما شديد التنظيم في عمله، وكانت تحفته «الفرسان الثلاثة» الصادرة العام 1844، التي يبدأ في فرنسا عرض فيلم سينمائي جديد مقتبس منها، قمة في فن التشويق الروائي.

يضمّ الفيلم الذي تنطلق عروضه على الشاشات الفرنسية، الأربعاء، مجموعة من الممثلين البارزين، من بينهم بيو مارماي والجزائرية لينا خودري وفيكي كريبس، وهو مقتبس بقدر كبير من الأمانة من عملاق أدب اللغة الفرنسية، وفق «فرانس برس».

- معرض يكشف حقيقة «الفرسان الثلاثة»

كان ألكسندر دوما في الحادية والأربعين عندما كتب «الفرسان الثلاثة» (Les Trois Mousquetaires)، وكانت شعبيته أصبحت كبيرة في باريس، خصوصاً منذ النجاح الواسع الذي حققته مسرحيته «هنري الثالث وبلاطه» (Henri III et sa cour) في مسرح «كوميدي فرانسيز» العام 1829.

منذ بدء صدور صحيفة «لا بريس» (La Presse) العام 1836، راجت فكرة الروايات المتسلسلة التي تُنشر على حلقات، وكان القراء يتابعون بشغف رواية «ألغاز باريس» (Les Mystères de Paris) لأوجين سو، أحد منافسي دوما.

وخاض الكاتب المسرحي والروائي غمار هذه الصيغة عبر صحيفة «لو سييكل»، متسلحا «ببراعته في التشويق»، ومُطَعّما روايته «بالتوتر الدرامي وبالطابع التاريخي الذي يلامس جمهورا عريضا»، على قول أستاذة الأدب الفرنسي في جامعة كان نورماندي (شمال غرب فرنسا) جولي أنسيلميني.

إضافة إلى وتيرة حياته المحمومة، كان دوما مدمن عمل، حسب أنسيلميني التي تشير إلى أنه «يروي في مذكراته أنه كان يحرم نفسه من النوم لإنجاز عمله».

منظّم رغم حياته المحمومة
وشرح كاتب سيرة دوما سيلفان ليدا أن الأديب «كان يتصف بالتنظيم مع أنه كان عاطفيا وميّالا إلى التطرف في كل ما يفعله، وكان كثير السفر ويتخذ عشيقات ويقيم صداقات قوية».

وخلافا للاعتقاد السائد، لم تكن صيغة الرواية على حلقات تحفزه على الكتابة بوتيرة يومية. فهو كان يعرف منذ البداية وجهته وما يريد الوصول إليه، بمساعدة مؤلف مشارك يمدّه بالوثائق هو أوغست ماكيه.

وبالتالي، بمجرد وضع الخطة، كان يلجأ إلى تقسيم الروايات وفق ما تقتضي متطلبات النشر اليومي.

ولاحظ سيلفان ليدا أن «دوما كان يتمتع بحس الإيقاع، يعرف متى يجب أن يسرع، ومتى ينبغي أن يهدئ في حبكته»، وأسبغ الفكاهة على شخصياته.

وسرعان ما انجذب القرّاء إلى الفرسان الثلاث أتوس وأراميس وبورتوس ثم دارتانيان الذي انضم إليهم لاحقاً،

ولاحظ الباحث الأدبي اللبناني كارل عقيقي الذي تناولت أطروحته «الفرسان الثلاثة» أن «الرواية تأخذ القارئ إلى عالم الكبار الخاص، فالفرسان حاضرون في الحفلات، وفي البلاط (...)، وكما يتابع الناس اليوم مسلسل (ذي كراون)، كانوا في ذلك الزمن يقرأون الفرسان الثلاثة ويكتسبون ثقافة تتعلق بتاريخ فرنسا».

إدمان
ولا يزال لعبقرية دوما في سرد القصص مفعول قوي اليوم، بعد نحو قرنين.

وقال كارل عقيقي إن «دوما هو الأفضل في جعل القارئ مدمنا». وأضاف «يقول المرء لنفسه: لن أغلق الكتاب، بل سأقرأ الفصل التالي. لكنّ الفصل التالي يعطي إجابات أخرى ويؤدي إلى ألغاز أخرى»، وفق «فرانس برس».

ودفع نجاح الرواية دوما إلى كتابة تتمَتَين هما «بعد عشرين عاما» (Vingt ans après) العام 1845 و«لو فيكومت دي براغولون» (Le Vicomte de Bragelonne) التي امتدت حلقاتها ثلاث سنوات (1847-1850).

ونشر دوما أيضاً العام 1844 رواية متسلسلة أخرى ظلت مشهورة هي «كونت مونتي كريستو» (Le Comte de Monte-Cristo) أُعلِن أن فيلماً سينمائياً سيقُتبس منها في أكتوبر 2024.

وأتاحت له هذه النجاحات الضخمة تحقيق حلمه، وهو إيفاء ديونه وبناء منزل في بور مارلي ضمن المنطقة الباريسية. لكنّ الأمر لم يدم طويلاً، إذ أفلس دوما مجدداً اعتباراً من العام 1848.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم