تشكل المدينة القديمة بطرابلس نافدة ثقافية وفنية وروحية للزائر وهو يستكشف معالمها، بل ويرسم في مخيلته أثر السالفين ممن عايشوا جدرانها، وشوارعها وساحاتها.
تلك اللغة المختبئة خلف الذاكرة والمعرفة والشغف تتدفق منسابة عبر روادها من كبار السن الذين تشربوا أنفاس البحر وحكايات الأزقة، أو من مريديها الباحثين عن كلمة السر بين الشط والسرايا والقوس.
- الدبيبة يفتتح الموسم الثقافي الرمضاني بالمدينة القديمة
وشاهدنا أخير سلسلة من مراحل الترميم التي قطعها جهاز إدارة المدن التاريخية الرامية إلى إعادة وجه المدينة على نحو يليق بتاريخها وجذورها الضاربة في القدم، وكمعلم ترتكز عليه كواجهة حضارية للعاصمة.
وكان لافتتاح ميدان السيدة مريم نقلة جمالية عززت مضمون الاشتغال على تأثيث هذه المساحات، والاحتفاء بمعمارها من مدارس وبيوت ودور عبادة.
روحانيات رمضان
ومع احتضانها لشهر رمضان كان الالتقاء مع هذه المعالم ممزوجا بنكهة تنهض على روحانيته وبانوراما الأضواء الذي توشحته جدائلها عبر الفضاءات من زنقة الفرنسيس إلى الميدان وباب درغوت وقوس ماركوس تعمدها فعاليات «ليالي المدينة» التي انطلقت أولى مناشطها، الأحد، بقائمة من الفقرات مثل معرض «ضفاف» الذي جاء بمساهمة نخبة من الفنانين بإشراف الجمعية الليبية للفنون التشكيلية، كذلك ما يتعلق بالسينما والمسرح إضافة لركن المرأة، حيث تتواصل سلسلة الفعاليات طيلة الشهر الفضيل.
المدينة وهي تستقبل زوارها تحت قبة « لياليها»، تتوسد التاريخ وتتوشح الجمال وتتواشج مع روح أماكنها العتيقة المخضبة بالسحر.
تعليقات