عندما يقول لك فنان الرسم الساخر سمير عبدالغني: «إن الكاريكاتير فن عمره أكثر من 4000 سنة في حالة مقاومة متواصلة، وهو فن خُلق ليعيش»، اعلم أنه مثقف ومتابع، وعندما يعترف لك بأن كل شيء كان يقوده للكاريكاتير: من أبيه الطويل، وأمه القصيرة، وأيضًا بيئته الفقيرة.. «التي شبّه شخصياتها بشخصيات حارة من حارات نجيب محفوظ». اعلم أن النجاح سيكون حليفه. وعندما يُعلن أن الكاريكاتير كان سلاحه لمحاربة الظلم الذى كان يحيط به، اعلم أنه مناضل بطبيعته ويعرف كيف ينتقي السلاح الذي يجيده، وهو النقد الساخر.
لوحاته اليومية مبهجة
يرى الفنان سمير عبدالغني أنه يتعين على مبدع كاريكاتير الأحداث اليومية أن يكون «ذكيا ومثقفا ومرتبطا بأوجاع الناس، ولديه روح مرحة، ومتابعا لكل جيله وللجيل الذى سبقه حتى لا يكرر نفسه..». والمتابع لإبداعاته اليومية سوف يكتشف أنها كذلك، ولذلك أصبحت لوحاته المبهجة المضحكة تتناول مشاكل الناس اليومية. ويؤكد دائما: «أن فن الكاريكاتير قد يمرض بسبب المناخ العام المحلي أو الإقليمي أو الدولي، لكنه أبدا لا يموت».
الرسم من دون كلام
ويثمن إحساس كل من الفنانين: (حاكم) و(حجازي) اللذين وجدهما أمامه عندما جاء إلى القاهرة من الإسكندرية فلم يبخلا عليه بالنصح والتوجيه. مؤكدًا أنه أخذ بنصيحة حجازي التي تقول: «عندما ترسم دون كلام تعيش وقتا أطول».
الكاريكاتير فاكهة الصحافة
ويقول في واحد من لقاءاته الصحفية: «الكاريكاتير فاكهة الصحافة وسلاح المقاومة السلمية..» وفي تقديري أنه سلاح فعال للغاية، وليس سلبيا على الإطلاق. ولقد أصابت حدّ الإبداع عندما كتبت محاورته في جريدة «الدستور» الأستاذة بشرى عبدالمؤمن تقول: «أن تولد البسمة من رحم الوجع، وأن تُرسم البهجة بحبر الدمعة هي معادلة صعبة لا تجيد ترجمتها سوى ريشة فناني الكاريكاتير. قد تكفي لوحة كاريكاتير واحدة لاختزال مئات الكلمات وعشرات الصفحات في التعبير عن الفكرة، وفي الدفاع عن القضية...».
فنان بصمته في الصحف والمجلات
بقى أن نعرف أن الفنان سمير عبدالغني من مواليد الإسكندرية يوم 9_2_1967، وتخرج في كلية التجارة جامعة الإسكندرية. فأصبح فنانا له بصمة في العديد من صحف ومجلات جمهورية مصر العربية، حتى أن هذه البصمة تميّزت في العديد من الصحف والمجلات والهيئات الثقافية المهتمة بهذا الفن.
تعليقات