نظمت الجمعية الليبية للآداب بالتعاون مع دار الفرجاني ندوة بالقبة الفلكية للاحتفاء بالمجموعة القصصية «سيرة عالية» للكاتبة محبوبة خليفة، أدارها الأستاذ غسان عتيقة، بمشاركة الكتاب إبراهيم احميدان وحنان محفوظ ويونس الفنادي.

وخالف الكاتب إبراهيم احميدان القائلين بأننا نعيش زمن الرواية، مؤكدا حضور القصة القصيرة لدى الكثير من الكتاب على المستوى المحلي والعربي الذين ما زالوا يحافظون على إخلاصهم لها، ففي ليبيا مثلا نذكر عمر الككلي وأحمد يوسف عقيلة ومحمد المسلاتي وغيرهم، وتصدر بين الحين والآخر مجموعة قصصية لكاتب أو كاتبة كما هو الحال مع مجموعة «سيرة عالية» الصادرة عن دار الفرجاني للكاتبة محبوبة خليفة.

وواصل احميدان في ورقته التي ألقاها نيابة عنه الشاعر أحمد بللو «أنه على الرغم من كون المجموعة هي الأولى للكاتبة، فإنها تخطت ارتباك البدايات، حيث تتميز النصوص بالنضج الفني وتعكس المقدرة على المزج بين الكتابة التقليدية والتي تقترب من الذكريات الشخصية وأخرى حداثية وما بعد حداثية، كذلك تمكنها من توظيف البعد الزمني، والذي يرمز أحيانا إلى فترات طويلة في القصة وتكثيفه دون الوقوع في فخ التكلف».

ذكريات موغلة
ودونت الشاعرة حنان محفوظ في مقدمة ورقتها «الحيرة جرفتني.. فعن أي قصة أكتب»، وأضافت: «حين تكتب مجموعتها القصصية لا تبتعد كثيرًا في سردها عن التعبير بقصائدها المحكية والتي عرفتُها بها قبل أن أقرأ هذه المجموعة»، كما لاحظت استجلاب الكاتبة ذكريات موغلة في الماضي، مثل قصة «التكرة» بجزئيها، وهي تصف عرس السودانيين الذين جاءوا من بلدهم الأم، كي يقطنوا وراء الجبل المعروف بجبل باطن بو منصور.

وما لفت انتباه حنان حسب تعبيرها، ذكر العمة، حيث منحت التقدير في أكثر من موضع في قصة «عمتي وتشرشل»، وهذا دليل على القيمة الاجتماعية التي تحظى بها العمة في المجتمع الليبي، فهي الملكة غير المتوجة ولها الرأي والمشورة.

شخوص وأماكن
ويرى الكاتب يونس الفنادي في ورقته أن العنوان «سيرة عالية» جاء صريحًا ومباشرًا يحيل القارئ إلى الموضوع، وهو سر نثري لسيرة حياة شخوص هذا العمل في الحقيقة الظاهرة أو المقنعة، ولكن رغم الوضوح النسبي، فهو يحتفظ ببعض أسراره وخصوصياته، بهدف إثارة التشويق والدعوة إلى التفكر في أحوال شخوصه كعالية مثلا، والتساؤل في أي فترة عاشت وأين سجلت سيرتها وغيرها من الأسئلة الأخرى؟

- شاهد على العصر.. مصطفى التير يرصد جذور الصراع وتداعياته في «الثورة الليبية»

- مناقشة كتاب «الثورة الليبية» في ندوة أدبية بالقبة الفلكية (صور)

وأشار الفنادي إلى أن هذه المجموعة تمثل محطة سردية ثانية بعد كتابها الأول «كنا وكانوا» التي سجلت فيها جوانب سياسية واجتماعية مهمة من سيرتها الذاتية الشخصية، حيث تبحر عبر 42 قصة في فضاءات ثرية بالشخوص والأسماء، وكذلك الأماكن واللغة والتقنية.

ومن جانب آخر يشير إلى استحقاق «سيرة عالية» كعنوان للمجموعة وجود فرادة تعبيرية واتساع النفس السردي، ما يمنح عوالمها خصوصية الصدارة.

واختتمت الندوة بقراءة الكاتبة محبوبة خليفة لنص من مجموعتها بعنوان «غزيل ماشي دوب الدوب»، معلقة على اختيارها له بالقول «إنه من أقرب النصوص إلى قلبي».

الأستاذ غسان عتيقة، يمين، والشاعرة حنان محفوظ (خاص لـ بوابة الوسط)

الشاعر أحمد بللو (خاص لـ بوابة الوسط)

الكاتب يونس الفنادي (خاص لـ بوابة الوسط)