يرسم الكاتب والفنان التشكيلي أبوالقاسم المشاي روح الطبيعة عبر اللون، حيث يحتفي بزخم تموجاته وهي تقدم بصماتها في فضاءات الغابة لتستفز رتابة الصمت وتسبر جماليات المكان.
ذلك جزء من مظاهر الذائقة لديه حاول إبراقها في معرضه «ضفاف اللون» الذي استضافته دار الفنون، الإثنين، متجولا عبر الريشة في سفوح الهضاب والوديان مستنطقا ملامحها في الأعشاب والأشجار كما يدنو من هسيس سكان تلك التخوم بالإشارة إلى بيوتهم الوادعة في حضن الغابة.
المشاي قدم في سلسلته الانطباعية قاموسه الخاص الشارح لعوالم نفتقدها في دنيانا المليئة بالصخب، وكأنما يحاول تفريغ تلك الشحنة المتعاضمة في جسده ليلقي بها في جسد الغابة، وهي من جانب آخر دعوة للعودة إلى البساطة والتوقف لالتقاط الأنفاس، والنظر مليا في دواخلنا عبر تتبع خط السكون وضفاف اللون السابحة في الأفق البعيد.
تعليقات