ضمن فعاليات «أيام طرابلس الإعلامية»، وبرعاية مكتبة طرابلس العلمية العالمية أقيمت، السبت، أصبوحة شعرية داخل أحد الفنادق.
الأصبوحة التي قدمتها الإعلامية سارة سويسي شارك فيها الشعراء، أسامة الرياني ومحمد المزوغي وغادة البشاري والمكي المستجير ومحمد الدنقلي وأكرم اليسير وأحمد الفاخري وحمزة الحاسي وإسراء النفاثي، وجاءت مشاركة الكاتب محمد ناجي بقراءة قصة «بائع الورود»، كما صاحب إلقاء القصائد عزف على آلة الكمان للفنان أحمد الحافي.
تنوعت النصوص بين تلك الناهضة على استثارة خطاب داخلي يبثه الشاعر متسائلًا عن معنى الوطن كما في قصائد الدنقلي أو المشفوعة بأنفاس وميض صوفي شفيف مبثوثة في أبيات محمد المزوغي، إلى نداءات الأمكنة عند المكي مستجير أو إيقاعات لغة النصف الآخر (الأنثى) تبرقها نصوص الشاعرتين غادة البشاري وإسراء النفاثي.
صلاة واعتراف
وأقيم على هامش الأصبوحة حفل توقيع ديوان «صلاة أخيرة» للشاعر حمزة الحاسي الصادر عن دار «الجابر للنشر والتوزيع»، وديوان «أغنيات للظلال» للشاعر أحمد الفاخري الصادر عن مكتبة «طرابلس العالمية».
نصوص الديوانين حافلة بسطوة الوجد، والاعترافات المستترة عبر اللغة لكنها لا تكف عن التحليق بأجنحة أحلام اليقظة. يقول الحاسي في نص «مسقط الروح»:
سأبقى هناك.. عند قبلة الشوق.. حيث مكان اللقاء
ويتحول هذا الدفق العاطفي إلى اعتراف في نص «صلاة أخيرة» وهو عنوان المجموعة: أعترف.. أنني سلمتك كلي.. ويمضي ليقول، كل الأحاسيس ترف.. وكل شوارعك.. عناوين قديمة، وتصل ذروة صلاته في استفهام يسوقه في نص «هذا الاسم لي»، متسائلًا عبره: من سرق سلة الأمنيات؟ وأنا المتيم بكِ حد الإدمان.
- مصطفى يونس يوقع كتابه الجديد «المنفى الذهبي» بمكتبة الفرجاني
ويتحول الهسيس الداخلي إلى صورة صارخة للرفض في نصوص الفاخري، مبعثها فرضية الحفاظ على الكينونة الإنسانية في آخر معاقلها «الكلمة»، ويقول في قصيدة «الموت والملكوت»:
لا.. لن نموت.. صوت لنبض قلوبهم متردد فوق المدافع.. لن نموت.. فإذا القنابل تشتهي الموت المقيت.. وإذا النفوس الصاعدات تشاء أن تحيا.. وينتحر السكوت.
وهكذا يتواصل مع ذات الإيقاع المقاوم للاستكانة في نصوص «التكوين»، حيث يقول: في دمنا قصة إنسان.. وجراح الماضي ترويها، وكذلك في قصائد «ما للخلود.. يا أمي» و«رباعيات الليل والغناء».
تعليقات