أعلن مهرجان «بيروت ترنّم»، السبت، برنامج نسخته الخامسة عشرة، تحت عنوان «دفء الشتاء بالموسيقى»، التي ستصدح في الكنائس الأثرية المرممة حديثًا من أضرار انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية.

ومن نادي اليخوت القريب من مرفأ بيروت، حيث وقع انفجار أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمّر أجزاءً واسعة من العاصمة اللبنانية في 4 أغسطس 2020، شرح المنظمون تفاصيل المهرجان الذي يفتتح في الأول من ديسمبر ويختتم في 23 منه، ويتمحور على الترانيم الدينية الميلادية الأجواء، مطعّمة كالعادة بحفلات أوبرا وأمسيات مخصصة للموسيقى الكلاسيكية.

- بيروت تسعى إلى طي صفحة سوداء من خلال مهرجان أدبي

وقالت رئيسة مهرجان «بيروت ترنم» ميشلين ابي سمرا إن عنوان هذه النسخة «هو دفء الأعوام الخمسة عشر» من «بيروت ترنم»، وفق «فرانس برس».

وأضافت «تخطينا كل الصعوبات (…) ليبقى المهرجان عابرًا لكل الأزمات المالية ووباء كوفيد والتدمير»، وشددت على أهمية «أن تبقى بيروت منارة خصوصًا أن الثقافة هي التي تعطي الوجه الحقيقي للبنان»،

وتمسّك مهرجان «بيروت ترنم» هذه السنة بثابتة درج عليها منذ انطلاقته عام 2007 وهي أن يتيح للجمهور اللبناني متابعة برامجه الموسيقية كاملةَ «من دون أي مقابل»، بحسب المدير الفني للمهرجان توفيق معتوق، رغم الأزمة الاقتصادية الراهنة.

الدعم المادي الكبير
ويعود الفضل في استمرارية المهرجان، وفق ابي سمرا، إلى «الدعم المادي الكبير من لبنانيي الانتشار (...) الذين لا يرغبون أن تتوقف رسالة» المهرجان.

ويقام المهرجان سنويًا في كنائس وسط العاصمة اللبنانية التي تعرضت لأضرار كبيرة جراء انفجار المرفأ لكنها رممت بالكامل، وقالت ابي سمرا «سنستمتع خلال المهرجان بجمالها ومميزاتها على مستوى الصوتيات»،

وسيكون الجمهور على موعد افتتاح مع أمسية أوبرالية لموزار وباخ تجمع عازفين ومغني أوبرا إيطاليين ولبنانيين.

وفي البرنامج أيضًا حفلة لعازف التشيللو الألماني بنديكت كلوكنر، ولقاء مع عازف البيانو الكوري المعروف يكوون سانوو، وأمسية أخرى مع عازف البيانو السلوفاكي ماريان لابشانسكي، والفرنسي جوناتان فورنل.

ومن البيانو إلى الكمان، حفلتان للإيطالي جوزيبيه جيبوني والتشيكي باروسلاف سفيتشيني.

منصة للمواهب
وشدد معتوق على أن المهرجان يشكل أيضًا منصة «على الصعيد المحلي للمواهب اللبنانية والجوقات والأوركسترات الناشئة».

ويشمل البرنامج أمسيات مع عبير نعمة وغادة شبير وجاهدة وهبة، إضافة إلى حفلة عنوانها «سوناتات لبنانية» مع ماريو الراعي على الكمان وجورج دكاش على البيانو، ويختتمه المؤلف الموسيقي والعازف غي مانوكيان.

وما يميز هذه النسخة من المهرجان هو إطلاقه مبادرة «إل سيستما» التي رأت النورفي فنزوبلا في العام 1975، وهي برنامج تدعمه السفارة الأميركية في بيروت لإنشاء أوركسترا سيمفونية، تضم أطفالاً ومراهقين تراوح أعمارهم بين 8 و15 عامًا ينتمون إلى فئات اجتماعية معوزة، يتولى موسيقيون محترفون تدريبهم. وشرح المدير المكلف بالمشروع ريشار عازوري، أن هدف المبادرة هو تعزيز المهارات الموسيقية وتطويرها لدى مجموعة مختارة من الأطفال والمراهقين، في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة، من خلال تأمين التعليم والتدريب والتوجيه لهم، سعيًا لإنشاء أوركسترا سيمفونية وجوقة تضم نحو مئة تلميذ وتلميذة».