Atwasat

عدنان القرقني: تجربتنا المحلية في الكوميكس لا تزال «محلك سر»

طرابلس - بوابة الوسط: عبد السلام الفقهي الجمعة 04 نوفمبر 2022, 04:20 مساء
WTV_Frequency

تشكل الرسوم المتحركة عبر سلطتها الثقافية جانبا من أبعاد الشخصية وسلوكها الثقافي والنفسي، وبالحديث عن فن «الأنيميشن» الذي احتفي بيومه العالمي أخيرا، يمكن الإشارة إلى أجيال تشربت خلال مراحل نموها أفكار وموضوعات هذه الأعمال وتحولت مع مرور الزمن إلى رمز لذكرياتها وأحلامها.

ولعلاقة «الأنيميشن» بالشخصية كمادة رئيسة كان فن «الكوميكس» حاضرا ولا يزال في مفرداته ونماذجه كما هو ماثل في تاريخ صحافة الطفل، وللاقتراب أكثر من هذا الفضاء كان الحوار مع فنان الكوميكس عدنان القرقني على هامش معرضه «كان وأبطالها» الذي أقيم إلىومين الماضيين في دار الفقيه حسن.

ما الفكرة التي بنيت عليها فعالية المعرض؟
كنت مشدودا منذ طفولتي لعوالم الرسوم المتحركة، أتتبع تفاصيل أحداثها ومراقب لنماذج شخوصها وأبطالها، وبحكم ممارستي للرسم منذ الصغر، تراكم عندي أرشيف لشخوص أعمال «أنيميشن» شهيرة مثل «مغامرات الفضاء، سندباد، سنان، توم سوير، السيدة ملعقة..الخ»، وعندما شاهد الصديق الفنان محمد الخروبي هذه الأعمال أوحى لي بفكرة المعرض وقمت بتنفيذها كما تشاهد بعدد 21 لوحة.

ولم يكن تناولي للقطات المعروضة نسخا من مشاهد معينة، بل استلهام لحدث علق في ذاكرتي ولامس شيئا في وجداني، لذلك أعدت صياغته فنيا من وحي الخيال كما نرى مثلا في حلقة قطع وحش «بيقا» لذراع «جراندايزر» إذ كان أبرز المشاهد المؤثر بالنسبة لي في هذا العمل فحاولت محاكاة الحادثة بإضافات تلخص أثره الخيالي المتصور لدي، كذلك لا ننسى شخصيات الرعب في بعض الرسوم مثل «انجانجو»في توم سوير، والعجوز الشرير في «سندباد» وبيقا الكبير في «جراندايزر» ومشاغبات الذئب زعبور في «سنان» والشرير خربوط في برنامج «المناهل».

غابت الإشارة إلى برامج شهيرة مثل «افتح يا سمسم»؟
صحيح، أنا رسمت أعمالا لامست شيئا في ذائقتي الخاصة ومشاعري، لم أرسم للمتلقي بقدر ما ارتميت في حضن الخيال باحثا في حديث مع الريشة عن صياغة تترجم انفعالاتي وارتباطي بهذه الشخصية أو تلك، كان ذلك بعيدا عن ضرورات الوظيفة ومتطلباتها، لذا ستلحظ توقفي عند «المناهل» وهي في ترتيب زمني أقرب من افتح يا سمسم.. وغيرها.

شاهدنا حضورا لافتا للألوان في شخصيات معينة؟
طبيعة الشخصية وتميزها بحادثة في العمل بغض النظر عن قيامها بدور البطولة من عدمها هو ما يجعل الألوان مترجمة لطابعها النفسي، الألوان تعكس أيضا مدى حضورها في خيالي، الأثر هنا متبادل، الأحمر في شخصية «انجانجوا» والأزرق في العجوز الغريب بسندباد كلاهما يعكس القسوة والشر، وفي المقابل نجد الألوان الفاتحة أو حتى الداكنة أحيانا في شخصيات نحلة العسل «زينة» وبكاء الطفلة «فلونة» في رسوم روبنسون كروزو.

كيف تقارن بين رسوم جيلكم والاعمال الحديثة «للانيميشن»؟
الرسوم المتحركة في الماضي تحمل فكرة ورسالة تربوية، تبين مثلا صراع الخير والشر، توضح قيم الإخلاص والصداقة كما في صداقة عدنان وعبسي في مغامرات «عدنان ولينا» وصداقة توم وهاك في مغامرات «توم سوير»، كذلك معنى الأمومة في رسوم فلونة عندما هاجمت الذئاب العائلة على الجزيرة في غياب الأب مما اضطر الأم لحمل البندقية دفاعا عن أطفالها، وفي المقابل فإن معظم الرسوم الحديثة تفتقد للعنصر التعليمي أي غياب المغزى وتتجه أكثر للصخب والعنف والحركة المفرطة وهو ما انعكس على ذائقة الجيل الحالي، ونرى كيف تحولت الفكرة إلى ألعاب دموية على أجهزة الهاتف المحمول.

وما يميز جيل ذلك الزمن أيضا تكوينه الثقافي على مطبوعات هادفة تراعي أساسيات التوجيه الفني والفكري المطلوب مثل مجلات بساط الريح والأمل مدعومة بفن الكوميكس.

الحديث عن فن الكوميكس بليبيا يطرح السؤال عن ندرة محترفيه؟
مارست هذا الفن في وقت مبكر من عمري، ونشرت بشكل رسمي واحترافي بمجلة الأمل سنة 1990، وأفادتني هذه التجربة في الاطلاع على الكثير من التجارب المحلية والعربية والعالمية، فعلى المستوى المحلي يمكنني الإشارة إلى الفنان سالم العدل الذي يرتقي من وجهة نظري إلى المصاف العالمية في هذا الفن، وللأسف فإن غياب الاهتمام المؤسساتي بمواهب الكوميكس جعلها تتوقف أو تتجه إلى التعامل مع مطبوعات عربية مثل الفنان محمد قجوم الذي يمتلك تجربة ناجحة بالخصوص، وللعلم هناك فنانون رسموا الكوميكس في مرحلة من تجربتهم الفنية مثل «محمد الزواوي، محمد عبية، فوزي الصويعي»، وآخرون لا يزالون ينحتون في مسار هذا الطريق كالفنان محمد بالحاج الذي يمتلك رصيدا كبيرا وتجربة رائدة على الصعيد الفني والمعرفي.

ماذا عن التجربة العربية في الكوميكس؟
قطعت الدول العربية خاصة الخليج شوطا كبيرا في مجال مطبوعات الكوميكس مثل الإمارات والكويت، وتلاقي تطورا ونجاحا مستمرا في دول مصر وتونس كذلك إقامة المهرجانات والمعارض الخاصة بذلك، وهو ما ينفي حجة أن الصحافة الإلكترونية سحبت البساط من الورقي بل لا يزال «الكوميكس» تطبع في أميركا وأوروبا وتعاد طباعتها ولها جمهورها وقراءها. ورجوعا إلى واقعنا الليبي لا نجد الا مطبوعة واحدة «للكوميكس» وهي مجلة الأمل التي تعاني التعثر وقلة الإمكانات حتى أن البعض يعتقد توقفها عن الصدور.

نقلا عن العدد الأسبوعي من جريدة الوسط

حوار مع فنان الكوميكس عدنان القرقني على هامش معرضه «كان وأبطالها» الذي أقيم في دار الفقيه حسن (بوابة الوسط)
حوار مع فنان الكوميكس عدنان القرقني على هامش معرضه «كان وأبطالها» الذي أقيم في دار الفقيه حسن (بوابة الوسط)
حوار مع فنان الكوميكس عدنان القرقني على هامش معرضه «كان وأبطالها» الذي أقيم في دار الفقيه حسن (بوابة الوسط)
حوار مع فنان الكوميكس عدنان القرقني على هامش معرضه «كان وأبطالها» الذي أقيم في دار الفقيه حسن (بوابة الوسط)
حوار مع فنان الكوميكس عدنان القرقني على هامش معرضه «كان وأبطالها» الذي أقيم في دار الفقيه حسن (بوابة الوسط)
حوار مع فنان الكوميكس عدنان القرقني على هامش معرضه «كان وأبطالها» الذي أقيم في دار الفقيه حسن (بوابة الوسط)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
في الذكرى الـ 90 لرحيله.. محمود مختار «أيقونة» فن النحت المصري
في الذكرى الـ 90 لرحيله.. محمود مختار «أيقونة» فن النحت المصري
«أسوان الدولي لأفلام المرأة» يكرم أستاذة المونتاج منى الصبان
«أسوان الدولي لأفلام المرأة» يكرم أستاذة المونتاج منى الصبان
«بريتش ميوزيم» يعيّن مديراً جديداً بعد أشهر من فضيحة السرقة
«بريتش ميوزيم» يعيّن مديراً جديداً بعد أشهر من فضيحة السرقة
الكاتبة المصرية أمل الجندي: القصة بوابة الدخول إلى النفس البشرية الطامحة إلى الكمال
الكاتبة المصرية أمل الجندي: القصة بوابة الدخول إلى النفس البشرية ...
بيونسيه تعيد موسيقيات الكانتري السوداوات لدائرة الضوء
بيونسيه تعيد موسيقيات الكانتري السوداوات لدائرة الضوء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم