شهد مسرح وزارة السياحة، السبت، إقامة مهرجان البهلول للمديح النبوي في دورته الثانية الذي نظمته المدرسة المستجيرية التابعة لمركز «تمعن» للأبحاث والدراسات الإنسانية.
وشارك في الفاعلية التي أدارها وأشرف عليها الشاعر المكي مستجير، نخبة من الشعراء الذين ألقوا قصائد تتغنى في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ورسمت في طقس صوفي شفيف حالة من الوجد والتماهي مع شمائل المصطفى المنبعثة من جماليات لغة القصيد.
وتوقف الشاعر محمد المزوغي في نص بعنوان «يا أم معبد» عند نداء يشاغل جوانية الذات ويستنطق بوحها حيث يقول: إن طال من قلبي/ لذيك دواء/ فلتأذني بالبين يا أسماء.
ثم يمضي لينشد «لم أصغي للقلب/ الذي قد قال لي/ أنا واصل وهوي خطاك الراء/ الحب شأن القلب/ ليس لغيره في الحب إسداء ولا إملاء».
زهرة الأرواح
كما كان الاستماع إلى مجموعة من قصائد مختارة للشاعر علاء الدين الأسطى، التي بدأها بنص يناجي فيه الرسول الكريم يقول فيه: «تشتاقه الأركان والعتبات/ وله الجنان تحن والغرفات/ من يوم قال الله إني جاعل/ حياه جبرائيل والكلمات».
وواصل الشاعر حمد بن خليل الزروق بث أنفاس هذه النداءات بنص يقول فيه «يا سيدي أنا/ بل يا سيد الناس/ أنت الذي هو في الظلماء نبراسي/ حبيك في القلب/ قبل النفس موضعه/ فدت ياسيدي نفسي وأنفاسي».
وألقت الشاعرة مريم جويلي نصًا تقول فيه «وافا ربيع وملأ كفه نعم/ ليرتوي من زهرة الأرواح ما سقم/ أضاء نواره الدنيا بأكملها/ وصافحت أنواره كون لها ابتسم».
وفيما شنف الشاعر امحمد بو السنون أذان الجمهور بقصيدة «بانت سعاد» تتعالق أبيات الشاعر امحمد بوستاش معها على ذات النسج بمفتتح قصيدته «قلبي انكوى».
وألقت الدكتورة نجاح المبروك قصيدة للدكتورة منى الساحلي بالنيابة تقول فيها: «قد صرّح الشّوق في عينيّ بالشّغفِ/ وباح بالحبّ هذا الليلُ، والهفي!/ ما كنت أكتمُ في حبّيه معصيةً/ أنّى؟! وحبيه دربُ العزّ والشّرفِ».
- احتفالية «أيام الشيخ القطعاني» تختتم أعمال الدورة الأولى في طرابلس
وتوالت القصائد على ذات الإيقاع والفكرة من جانب الشعراء«عمر عبد الدائم، خالد درويش، أسامة الرياني، حسن إدريس، أحمد الفاخري» وقد جمعت ابياتهم طيفاً من الجمال المازج بين عذوبة السكينة الداخلية واختلاجات الذات وهي تستحضر زمن النبي الكريم واصحابه.
وأختتمت الأصبوحة بمنح رئيس لجنة التكريم عبدالكريم الموسي درعًا تكريمية للشيخ علي الهروال، تقديرًا لجهوده الثقافية والتربوية لنشر المديح النبوي وثقافته، تأليفًا وأرشيفًا وأداءً ونشرًا في ليبيا، فيما تسلم نجله الدرع.
تعليقات