Atwasat

عن قدرة الأدب المدمرة.. كوثر عظيمي تصدر رواية «نذير شؤم»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 21 أغسطس 2022, 04:57 مساء
WTV_Frequency

تتناول الكاتبة الجزائرية، كوثر عظيمي، في روايتها الجديدة قصة عائلية تكشف فيها القدرة المدمرة للأدب، وتحديدا السيرة الذاتية التخييلية.

ويأتي ذلك بعد خمس سنوات على فوزها بجائزة «رونودو» لتلامذة الثانويات عن روايتها «ثرواتنا» التي كانت بمثابة تكريم للكتب، وفق «فرانس برس».

تعتبر عظيمي روايتها «نذير شؤم» (Au vent mauvais ) الصادرة، الجمعة، عن دار «سوي» الفرنسية مناقضة تماما لروايتها «ثرواتنا» (Nos richesses) الصادرة العام 2017 والتي عرفت الجمهور العريض بها.

ألبير كامو
كانت تلك الرواية تكريمًا حقيقيًا للأدب والكتب، روت فيها قصة إدمون شارلو الذي عايش ونشر أعمال أكبر روائيي عصره وبينهم ألبير كامو.

تجري وقائع رواية عظيمي الجديدة كالعادة في موطنها الجزائر، التي شكلت أيضا خلفية لشخصيات روايتها «صغار ديسمبر» (Les petits de Décembre) العام 2017.

تروي «نذير شؤم»، رواية عظيمي الخامسة، قصة ثلاثي: سعيد، الابن المدلل لعائلة ميسورة، وطارق الذي ربته والدته وحدها، وليلى الفتاة المتمردة التي يسعى أهلا لتزويجها على وجه السرعة.

افترق الثلاثة مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، غير أن طارق وليلى التقيا مجددًا لاحقًا وتزوجا، في حين بقي مصير سعيد مجهولًا.

وبعد سنوات، ظهر سعيد مجددًا في حياة الزوجين مثيرًا فضيحة حقيقية. فهو أصبح كاتبًا وأصدر رواية لقيت أصداء واسعة، رواية مفعمة بالشهوة عن سنوات شبابه، يتحدث فيها بشكل طاغٍ عن ليلى فيصف وجهها وجسدها محتفظا باسمها الحقيقي ومبقيا حتى على اسم القرية الجزائرية حيث نشآ. وشكلت هذه الرواية نقطة تحول قلبت حياة ليلى وطارق رأسا على عقب.

 من الاستعمار إلى الجمهورية 
لا تقدم الرواية «عرضا جيوسياسيا عن الجزائر»، لكنها تعطي لمحة عن مختلف حقبات تاريخ البلد، من الاستعمار إلى السنوات الأولى من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وصولًا إلى «العشرية السوداء» بين 1991 و2002.

تقول الروائية: «أردت أن أروي كيف يمكن للأدب أحيانا أن يكون نذير شؤم، لأن ما يقلب حياة زوجين ويدمرها في هذه القصة هو كتاب».

وتضيف أنه في نهاية المطاف «إنها قصة امحاء. امحاء أتاحه الأدب الذي جعل زوجين متواضعين لم يكن لهما يوما وصول إلى الثقافة، غير مرئيين، خلافا لسعيد الذي يستخدمه ضدهما».

- «ذاك الذي حكى البحر».. وفاة حكيم الرواية الجزائرية

وتعود جذور القصة إلى تجربة شخصية عاشتها الكاتبة أيام دراستها في جامعة الجزائر، إذ وقع «بالصدفة» بين يديها كتاب سرعان ما أدركت أنه يتحدث عن جديها.

تقول عن المسألة «هذه القصة أحرجتني كثيرا في البداية. ثم شيئا فشيئا أصبحت أشبه بطرفة أرويها في نهاية سهرة على الأصدقاء الذين يبقون لمساعدتنا على التوضيب». غير أن الكتاب ليس سيرة ذاتية تخييلية.

وتصر الكاتبة «أحب التخييل، أحب الحرية التي يمنحني إياها وأحب خصوصًا الاستسلام لمخيلتي. هذا أمر أنا متمسكة به كثيرا. قد يتبدل الأمر في أحد الأيام، لكنني في الوقت الحاضر أريد البقاء في المجال الروائي».

وتختم «لطالما تساءلت لماذا يحتاج الكتاب إلى هذا الحد إلى الواقع، في حين أن التخييل مصدر إلهام لا ينضب».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إحياء الذكرى الخمسين لوفاة الأديب الفرنسي مارسيل بانيول
إحياء الذكرى الخمسين لوفاة الأديب الفرنسي مارسيل بانيول
شاهد: «الدراما الرمضانية.. تحدي التجديد، فهل من جديد؟»
شاهد: «الدراما الرمضانية.. تحدي التجديد، فهل من جديد؟»
تحضيرات مكثفة للدورة الثالثة لمعرض بنغازي الدولي للكتاب
تحضيرات مكثفة للدورة الثالثة لمعرض بنغازي الدولي للكتاب
بوشناف: الفن مرآة المجتمع
بوشناف: الفن مرآة المجتمع
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم