Atwasat

بوليوود أمام تحدي استقطاب جمهور متنوع

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 29 مايو 2022, 03:13 مساء
WTV_Frequency

تواجه السينما الهندية تحدي استقطاب جمهور أكثر تنوعًا حول العالم، من دون فقدان قوتها الجاذبة في السوق المحلية.

وحجزت بوليوود، وهي الأكثر غزارة في الإنتاج عالميًا، موقعًا لها ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي هذا العام وسوق الأفلام التي تقام خلاله، حسب «فرانس برس».

ولاحظ مدير سوق الأفلام، الفرنسي جيروم بايار، أن السينما الهندية التي كانت ضيفة الشرف في السوق هذه السنة «تكون أمام منعطف، وأن ثمة نوعًا من التجديد فيها».

مشاريع مثيرة للاهتمام
وكان النجاح الذي حققته أفلام باللغة الهندية قبل نحو عشر سنوات، على غرار «ذي لانشبوكس» (2013) من بطولة النجم البوليوودي عرفان خان، وراء اهتمام الموزعين السينمائيين بالهند. إلا أن «أي شيء تقريبًا لم يحصل مذاك»، على قول بايار، مع أن «ثمة عددًا من مشاريع الأفلام نجدها مثيرة للاهتمام».

وحضر إلى «كان» في مناسبة المشاركة في السوق وفد هندي كبير يضم وزيرًا، وأتيحت له فرصة التواصل مع موزعين من كل أنحاء العالم، وعرض مشاريع أفلام سعيًا إلى الحصول على تمويل.

ويفوق الإنتاج السينمائي الهندي بأشواط حجم ما ينتجه أي بلد آخر، إذ يصل عدد الأفلام إلى نحو 2000 سنويًا. وتتوجه هذه الأفلام إلى سوق ضخمة تتمنى أي صناعة سينمائية في العالم لو تحظى بمثلها، نظرًا إلى أن عدد سكان الهند يبلغ نحو 1.4 مليار نسمة، وإلى أن الطبقة الوسطى فيها تشهد تناميًا كبيرًا، فضلًا عن توافر شبكة ضخمة من دور السينما وانتشار واسع في دول الشتات.

- بوليوود تسعى لاستعادة بريقها بعد عام الوفيات والفضائح والجائحة

وتتسم السينما بميزة أخرى، وهي أنها نجحت في إثبات حضورها في دول لا ينطق سكانها بالهندية، كالصين ومصر ونيجيريا.

لكن هاجس تلبية الأذواق الهندية يحول أحيانًا دون انطلاق هذه السينما إلى آفاق أبعد، على ما شرح براناد كاباديا، رئيس شركة «موفي غويرز إنترتينمنت» التي تتخذ من إنجلترا مقرًا وتنشط في مجال توزيع الأفلام الهندية. وقال على هامش مهرجان كان السينمائي «نحن مستقلون جدًا».

وأوضح كاباديا أن «أي مخرج يطمح طبعًا إلى أن يلقى عمله رواجًا لدى كل فئات الجمهور. لكن رغبته في الوصول إلى جمهور خارج بلده قد تؤدي إلى تنفير جمهوره الأساسي».

ولفت بايار إلى أن المخرجين المستقلين في الهند الذين قد يثيرون اهتمام المهرجانات السينمائية غالبًا ما يواجهون صعوبة في الحصول على تمويل من أهم المنتجين أو من الحكومة، وفق «فرانس برس».

كسر القالب
غير إن الحال لم تكن دائمًا كذلك. ففي خمسينيات القرن العشرين وستينياته، ابتعد جيل من المخرجين الهنود عن الأفلام الموسيقية التقليدية وحظي بدعم من الحكومة، أشهرهم ساتياجيت راي (صاحب فيلم «جلساغار» أو بالعربية «غرفة الموسيقى») الذي فاز بجوائز في مهرجاني برلين والبندقية.

ولكن مع نمو الإنتاجات الكبرى في السنوات الأخيرة، طغت الأعمال البوليوودية الجماهيرية على هذه الأفلام المستقلة.

ولا يزال كثر يحاولون كسر هذا القالب، كما كانت الحال مع فيلم «إنغليش فينغليش» (2012) الذي لقي استحسان الجمهور في الهند ولدى الهنود الموجودين في دول الانتشار، قبل دبلجته أو ترجمته إلى 12 لغة أخرى.

ورأى براناد كاباديا أن «ثمة مخرجين ورواة قصص» يستطيعون أن يحققوا نجاحًا خارج الهند، وكذلك بعض المواضيع، مشيرًا مثلًا في هذا المجال إلى أن المخرج سانجاي ليلا بنسالي (صاحب فيلم «ديفداس» الذي عُرض في مهرجان كان عام 2002)، يعجب في آن واحد الجمهور الهندي وهواة الأعمال الفنية والتجريبية في الغرب.

وأقيم عرض لأحدث أعماله، وهو «غانغوباي كاثياوادي»، ضمن مهرجان برلين السينمائي في فبراير.

واعتبر كاباديا أن حضور الهند القوي في سوق الأفلام في مهرجان كان قد يحتاج بعض الوقت لكي يثمر شراكات ملموسة خارج الأسواق الهندية الرئيسية، كجنوب آسيا ودول الخليج العربية. وشدد على ضرورة الحضور في مثل هذه المناسبات و«البقاء على حلبة الرقص أملًا في اللقاء بأحد».

وثمة أمل أيضًا لدى الممثلة الهندية بوجا هيغدي التي تشارك في أربعة أفلام سنويًا ويبلغ عدد متابعيها على «إنستغرام» 20 مليونًا. وقالت لوكالة فرانس برس «الأمور تتغير. السينما الهندية تُصدر».

ولاحظت أن وجود عدد من الممثلين الهنود في مهرجان كان، من بينهم عضو لجنة التحكيم التي ستختار الفائز بالسعفة الذهبية النجمة ديبيكا بادوكوني، يساهم في الترويج للصناعة السينمائية الهندية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الروك المستقل يهيمن على ثاني أيام «كوتشيلا»
الروك المستقل يهيمن على ثاني أيام «كوتشيلا»
شهادات كتَّاب ومثقفين عرب لـ«يورونيوز» عن حرب غزة
شهادات كتَّاب ومثقفين عرب لـ«يورونيوز» عن حرب غزة
بينها المصري «رفعت عيني للسماء».. 11 فيلماً في «أسبوع النقاد» ضمن مهرجان كان
بينها المصري «رفعت عيني للسماء».. 11 فيلماً في «أسبوع النقاد» ضمن...
سويسرا توفر ملاذاً آمناً لكنوز أثرية من غزة بعيداً من جحيم الحرب
سويسرا توفر ملاذاً آمناً لكنوز أثرية من غزة بعيداً من جحيم الحرب
مغني الراب الفلسطيني الأصل سان لوفان حمل غزة إلى مسرح مهرجان كوتشيلا
مغني الراب الفلسطيني الأصل سان لوفان حمل غزة إلى مسرح مهرجان ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم