نظم مجمع اللغة العربية، الخميس، محاضرة عن «مدرسة قورينا ومذهب التوحيد الآريوسي»، ألقتها الدكتورة سالمة عبدالجبار أستاذة الفلسفة والأديان بجامعة طرابلس، بإدارة الدكتور عبدالحميد الهرامة رئيس المجمع.
وتناولت الباحثة البيئة الفكرية التي تشكلت فيها المدارس الفلسفية مثل الإسكندرية وأثينا ومنها أيضا مدرسة قورينا، التي رأت النور في القرن الرابع قبل الميلاد، وارتباط تلك المدارس بالمسيحية في إطارها الكنسي، وكيف حادت «المسيحية» عن مسارها التوحيدي إلى التثليت بسبب تعاليم بولس الممثل الرئيس لهذا التحول لتصبح مبادئه الدينية لاحقا العقيدة الأصلية.
تعاليم وآراء مناهضة
من جانب آخر سلطت المحاضرة الضوء على الآراء المناهضة لتلك التعاليم، خصوصا من مدرسة قورنيا التي جاءت منها دعوة آريوس الليبي، لتعرف فيما بعد بالآريوسية رافضة أفكار بولس ومعرفة بخطورتها مذكرة بواحدية الإله وأن الروح القدس والمسيح هما أجزاء بشرية.
وعرفت في سياق حديثها بجوانب من حياة وأفكار آريوس المولود في الجبل الأخضر، ثم انتقاله إلى الإسكندرية ومنها إلى نيقوميديا (أزمير)، محاولا نشر دعوته التي عارضتها سلطة الامبراطورية الرومانية المتبنية لفكرة الثالوث، متهمة اياه بالهرطقة والإلحاد وتنعطف به الأحداث بين النفي ومجادلة أراءه من قبل الأساقفة.
وتوقفت عبدالجبار عند الجدل الذي تركته الآريوسية، والآراء التي انطلقت منها لدى المفكرين والكتاب والفلاسفة وعلماء الدين، ووجهات نظرهم حولها مثل شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه «الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح».
تعليقات