مرت أربع سنوات على رحيل المؤرخ الليبي الدكتور وهبي البوري أحد أهم أعيان مدينة بنغازي وكبار وزراء المملكة، الشخصية الذي تتسم بالنضال والعلم والدبلوماسية، عمل وزيرًا وصحفيًّا وإعلاميًّا وقاصًا فمؤرخًا، واشتهر بصفته أحد رجالات الدولة الليبية الذي ساهم في بنائها كمؤسس للدبلوماسية الليبية .

كان البوري سبَّاقًّا في أغلب المجالات التي مارسها باتساع، فكانت له الأسبقية في إدخال الكلمات المتقاطعة في الصحف الليبية (مجلة ليبيا المصورة) وأول مَن كتب تحقيقًا صحفيًّا في شهر رمضان 1934 م، وأول مَن كتب القصة القصيرة المتكاملة فنيًّا في مجلة ليبيا المصورة 1936تحت عنوان «ليلة الزفاف».

وُلد في الإسكندرية سنة 1916، وظل في مصر حتى العام 1939، بعد ذلك عمل بالسلك الدبلوماسي الذي ترقى به إلى أن أصبح وزيرًا للخارجية العام 1957, ثم وزيرًا للبترول العام 1960, ومندوبًا لليبيا بالأمم المتحدة العام 1963, وفي العام 1979 عُيِّن مستشارًا للعلاقات الدولية بمنظمة الأقطار العربية المُصدِّرة للبترول في الكويت حتى العام 1986.

ترجم البوري كتبًا عن الإيطالية أهمها «الحرب الليبية 1911-1912» لفرانشيسكو مالجيري، و«الكفرة الغامضة» لدانتي ماريا توتينيتي، و«ببلوجرافيا ليبيا» للكاتب الإيطالي تشكي، والذي جمع فيه ثلاثة آلاف عنوان عن ليبيا قبل العام 1914، ونشر إنتاجه الأدبي والفكري في عشرات المطبوعات المحلية والعربية والدولية، وصدر له ما يزيد على تسعة مؤلفات، من بينها «بواكير القصة الليبية» العام 2004، و»بنك روما والتمهيد للغزو الإيطالي» العام 2007.

توفي في مدينة طرابلس عن عمر يناهز الـ 94 عامًا، حيث كتب عددٌ كبيرٌ من النقاد والمؤرخين في تأبينه مقالات ودراسات، منها ما قدَّمه الدكتور محمد المفتي بعنوان «وهبي البوري.. دبلوماسيّ زادُه الخيالُ».