Atwasat

«فجّ» معلولا ينفض عنه غبار سنوات الحرب السورية

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 08 يوليو 2021, 03:10 مساء
WTV_Frequency

تنهمك ورش الصيانة في بلدة معلولا الأثرية في ريف دمشق بإتمام عمليات إعادة تأهيل «فج» مار تقلا، أبرز معالم الحج المسيحية فيها، أملا بجذب الزوار والسياح مجددا، بعدما تعرض خلال سنوات الحرب للضرر والإهمال.

وتقع معلولا المعروفة بكنائسها وآثارها القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر، في منطقة القلمون الجبلية على طريق استراتيجي يربط لبنان بدمشق. ويعود تاريخها إلى العصور الأولى للمسيحية. وتعني تسميتها باللغة الآرامية «المدخل». وتعرف بشق في جبل يسمى «الفج»، وهو ممر ضيق بين طرفي جبل شاهق، وفق «فرانس برس».

وتقول الأسطورة إن القديسة تقلا، وهي شابة سورية اعتنقت المسيحية العام 67، فرّت من والدها إلى هذا الجبل الذي انشق فجأة ليفتح لها طريقا.

ويأمل سكان معلولا الانتهاء من عملية الصيانة قبل حلول عيد انتقال السيدة العذراء في الخامس عشر من أغسطس الذي يشكل موعدا سنويا لمئات الزوار، الذين يقصدون معالم البلدة للحج والتبرك، بعدما كان الآلاف يقصدونه قبل اندلاع النزاع في هذه الفترة، خصوصا من لبنان المجاور.

سنوات الحرب
يمسح يحيى (29 سنة) وهو من عمال البلدة المتطوعين في ورش الصيانة بقطعة قماش مبللة رسوما وكتابات مطلية على أحد جدران «الفج»، ويقول: بينما يتصبب العرق من جبينه «سنعيده أجمل مما كان».

على مقربة منه، يركن عدد من العمال إلى ظل الجبل، بعدما انتهوا من عملية قشر الأرضية لتسويتها وترصيفها بأحجار قديمة من داخل معلولا. وبعد استراحة يحتسون خلالها الشاي، يحاول يحيى وزملاؤه رفع حجر كبير سقط على الأرجح من أعلى الجبل. ثم يشرعون في جمع كوم من الحجارة، بأدوات بسيطة، تمهيدا لنقلها إلى ساحة تحولت إلى تلة من الردم والحصى.

ويربط الممر الممتد على طول خمسمئة متر وبارتفاع يتراوح بين خمسين ومئة متر وعرض يتراوح بين مترين وعشرة أمتار، بين كنيسيتين أثريتين في المدينة. ويكاد لا يأتي زائر إلى معلولا إلا ويمر فيه ليعاين ارتفاعه الشاهق ويلتقط لنفسه صورا تذكارية.

وتتولى محافظة ريف دمشق الإشراف على عملية التأهيل التي يفترض أن تنتهي في غضون شهر. ويقول رئيس بلدية معلولا إبراهيم الشاعر لـ«وكالة فرانس برس»، «الفج هو أحد أبرز معالم معلولا»، موضحا أنه خلال سنوات الحرب «تعرض للإهمال وعوامل الطقس، إضافة لمخلّفات القذائف والكتابة على الجدران والحرق». ويتناوب عمال ومتطوعون من البلدة على صيانته. ويشرح الشاعر «انتهينا من المرحلة الأولى المتمثلة بالترحيل والتنظيف، ونستعد للمرحلة الثانية التي تعنى بالتزيين والإضاءة والترصيف».

وفود دبلوماسية ورؤساء
ويأمل نائب محافظ ريف دمشق يوسف إبراهيم أن يعود ليرى الممر يضيق بقاصديه. ويقول: «إنها خطوة أولى نحو عودة الحياة السياحية والزيارات الدينية إلى المدينة كما كانت» سابقا.

قبل اندلاع النزاع، شكلت البلدة التي ما زال سكانها يتحدثون اللغة الآرامية، وهي لغة السيد المسيح، وجهة يزورها سياح من أنحاء العالم. وكان أكثر من ستة آلاف نسمة يقطنونها، غالبيتهم من الكاثوليك الذين يتحدثون اللغة الآرامية.

إلا أن غالبيتهم فروا مع وصول النزاع إليها في العام 2013، وسيطرة فصائل معارضة ثم جبهة النصرة عليها. وخطف مقاتلون من جبهة النصرة حينها 13 راهبة لأشهر قبل أن يفرج عنهن في إطار عملية تبادل مع مقاتلين معارضين معتقلين لدى السلطات السورية، في قضية تصدرت الإعلام حول العالم.

وفي منتصف أبريل 2014، استعادت القوات الحكومية السيطرة على البلدة، لكن غالبية السكان ممن نزحوا إلى دمشق أو لجأوا إلى الخارج لم يعودوا أدراجهم.

ويستذكر إبراهيم أيام «ما قبل الحرب»، حين عبر الممر عشرات المسؤولين والوفود الدبلوماسية والسياسية، أبرزهم الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر. ويقول إبراهيم الذي أمضى طفولته في معلولا «يتوافد الناس إلى فج معلولا للصلاة وطلبا للشفاء.. هنا تستطيع أن تشعر بأن الله أقرب إلى قلبك»، مضيفا: «سأكون سعيدا أكثر حين أرى الناس يتوافدون إليه مرة أخرى».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
السنغال تتوصل إلى اتفاق لشراء كتب كان يملكها رئيسها الراحل ليوبولد سيدار سنغور
السنغال تتوصل إلى اتفاق لشراء كتب كان يملكها رئيسها الراحل ...
زوجة بول أوستر تأسف لنشر خبر وفاته
زوجة بول أوستر تأسف لنشر خبر وفاته
«خواطر متشابكة».. الكاتبة آسيا قاسم توقع أول أعمالها
«خواطر متشابكة».. الكاتبة آسيا قاسم توقع أول أعمالها
وفاة فرانك ستيلا أحد أبرز أسماء الفن التبسيطي
وفاة فرانك ستيلا أحد أبرز أسماء الفن التبسيطي
مادونا تلهب ريو دي جانيرو في حفلة وُصفت بـ«الأضخم»
مادونا تلهب ريو دي جانيرو في حفلة وُصفت بـ«الأضخم»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم