نظم المركز الليبي للدراسات الثقافية، الإثنين، بدار الفقيه حسن، ندوة فكرية تحت عنوان «أسئلة العقل الأنثروبولوجي»، بمشاركة الناقد محمد الترهوني والباحث الجزائري مبروك بوطقوقة عبر مداخلتين مسجلتين بالفيديو.
وتناول الدكتور بوطقوقة في حديثه الإطار التعريفي للأنثروبولوجيا كتخصص يبحث في علم الإنسان، وتميزه عن فروع العلوم الإنسانية في اشتماله على روافد عدة كالطبيعة الفيزيائية والثقافية والدينية والاجتماعية، وهذه الدائرة الواسعة تتطلب منهجا شموليا أيضا.
وأشار الباحث إلى أن الأنثروبولوجيا علاوة على كونها تسعى لفهم ما يقع خلق الظواهر، فهي تحاول فهم الآخر البعيد، وقد استند عليها الاستعمار الأوروبي لفهم بنية المجتمعات الأفريقية والعربية، ومثلت له مفتاحا مهما لمعرفة سلوكياتها وطرق تفكيرها، وقد سعى العلماء إلى تحريرها من المركزية الكونليالية إلى ميدان المعرفة الإنسانية المجردة.
وتطرق الناقد محمد الترهوني إلى علاقة الأنثروبولوجي بالأدب خصوصا في أبعاده السردية كالرواية، وكيف أن هذه المسيرة منذ القرن التاسع عشر كان يتمازج فيها البعد الأنثروبولوجي مع المعطى السردي الذي يمتاح من الخيال، وعلى تفسيرات يبرقها الروائي في أعماله يرى فيها تحليلا لبعض الظواهر التي يرصدها، وبذا فهو يقدم بشكل أو بآخر مفهوما أنثروبولوجيا لدوائر الصراع في أعماله، ويمكن الاستدلال بكتاب أميركا اللاتينية كنماذج على ذلك.
تعليقات