حذرت جريدة «لوموند» الفرنسية من اندلاع مزيد الصراعات في منطقة الشرق الأوسط على خلفية التصعيد الخطير الأخير للصراعات الإقليمية الناجم عن اغتيال «إسرائيل» شخصيتين بارزتين في بيروت وطهران، ما يرجّح إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي.
وترى «لوموند» في تقرير لها، اليوم الخميس، سياسة الاغتيالات التي تتبناها «تل أبيب لا تشكل نصرا إستراتيجيا على أعدائها، وإنما تعد تعبيرا عن سياسة غير مسؤولة انتهت بوأد مفاوضات وقف إطلاق النار، وقد تحمل الشرق الأوسط إلى حرب شاملة بينها وبين إيران».
وتصاعدت التوترات عقب استهداف «إسرائيل» فؤاد شكر، القيادي البارز في حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
«إسرائيل» في مأزق بسبب الاغتيالات
وتحت عنوان «مأزق الاغتيالات الموجهة»، أوضحت الجريدة الفرنسية أن التصفيات التي حولها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى هدف لذاته «تؤكد قدرة إسرائيل على ملاحقة أعدائها، غير أن تكرارها يثبت أيضا محدوديتها الكبرى، كونها مجرد ضربات تكتيكية لا ترقى إلى أن تكون إستراتيجية».
وطرحت الجريدة عدة تساؤلات بشأن إقدامها على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، إذ كان يقود وفد الحركة في المفاوضات التي تشرف عليها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب وإطلاق الرهائن، لكن رد نتنياهو على مطالب وقف إطلاق النار كان بطريقة قد تسبب انفجار الشرق الأوسط كله. وأشارت «لوموند» إلى أن قتل قيادي حزب الله فؤاد شكر يعد جزءا من دورة كلاسيكية من الهجمات والهجمات المضادة.
- حماس تعلن استشهاد هنية جراء «غارة صهيونية» في طهران
- حزب الله يعلق على اغتيال إسماعيل هنية
- «حزب الله» يعلن مقتل القائد العسكري فؤاد شكر بغارة «الضاحية»
-نصرالله: ندفع ثمن إسنادنا لغزة.. ونحن شركاء في المقاومة وسنصنع النصر المحتوم
وتبين الجريدة أن «الوقائع تكذب القناعة الإسرائيلية التي تقول بأن الاغتيالات الموجهة تسمح بحماية تل أبيب وتكسبها الوقت في آن واحد على المستويين السياسي والعسكري». وذكّر المصدر بظهور بديل للقيادي القتيل بعد كل عملية تصفية يكون أخطر على «إسرائيل»، بينما نتنياهو عاجز عن تقديم أدنى شكل من أشكال الحلول للصراع، لا تنكر على الشعب الفلسطيني حقه المشروع في دولته الخاصة.
دلالات توقيف اغتيال هنية
وحسب «لوموند»، أدى توقيت اغتيال هنية، في خضم مرحلة انتقالية في القيادة الإيرانية، إلى تكثيف التوترات الإقليمية، فقد وصفت وسائل الإعلام المحلية، بما في ذلك وكالة «نور» للأنباء، الاغتيال بأنه «مقامرة خطيرة» تهدف إلى تقويض قدرات الردع الإيرانية. وتعهد الرئيس الجديد مسعود بزشكيان بـ«رد قوي» على الهجوم الذي وصفه بـ«الجبان»، مؤكدا أن إيران ستدافع عن سيادتها وكرامتها.
من جانبه، عقد بنيامين نتنياهو العائد من الولايات المتحدة في 28 يوليو اجتماعا لمجلس الأمن لمناقشة الاستجابات العسكرية، مع التركيز على الضربات الدقيقة عوضا عن الهجمات واسعة النطاق.
كما تلفت «لوموند» إلى الشلل النصفي الذي أصاب «إسرائيل وهوسها بالقوة» إذ لا يخلو من آثار مدمرة على مجتمعها الذي يزداد تطرفه كلما تراجعت الدبلوماسية وسياسات التسوية. واستشهدت باقتحام أنصار اليمين المتطرف قاعدتين عسكريتين احتجاجا على احتجاز جنود يشتبه في اعتدائهم على سجين فلسطيني، ورافقهم في ذلك وزراء من حزب رئيس الوزراء، وأيضا أفراد ملثمون من وحدة عسكرية عُرف عنها تنكيلها بالسجناء الفلسطينيين.
تعليقات